الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اذا لم تدافعوا عن الأسرى فعن أي شيء ستدافعون!

نشر بتاريخ: 09/05/2017 ( آخر تحديث: 09/05/2017 الساعة: 15:33 )

الكاتب: بهاء رحال

يواصل الأسرى في سجون الاحتلال اضرابهم المفتوح عن الطعام في ظل محاولات السجان اليائسة لكسر ارادة المضربين عبر أساليب وحيَّل لا حصر لها، فتارة يأتون على الانفراد بقيادة الأضراب لشق وحدة الأسرى وثباتهم، وتارة يبتدعون صوراً وتسجيلات مفبركة لزعزعة ثقة الأسرى وتماسكهم، وتارة يمنعون زيارة المحامين والصليب الأحمر ويفرضون غرامات مالية هذا بالاضافة الى الاجراءات التعسفية الأخرى التي بدأت مع أول يوم في الأضراب مثل العزل الانفرادي والتنقلات وغيرها، وفي كل الحالات يفشلون وتفشل معهم مكائدهم التي لن تضر الأسرى في شيء، ولن تنال من عزيمتهم ومن كبريائهم الصلب القادر على كسر السجان وقراراته الجائرة، وسوف يحقق الأسرى الأبطال انتصارهم القريب ونحن كلنا على ثقة بذلك.
إن المحاولات الدنيئة التي يقوم بها السجان لا تزعزع إرادة الأسرى وصمودهم، ولن تكسر عزيمتهم التي يواجهون بها كل التحديات في معركتهم، معركة الأمعاء الخاوية، معركة الحرية والكرامة، بل إن أكثر ما يضر الأسرى في اضرابهم هو التقاعس الذي نراه من قبل جهات وفئات عديدة لم تؤدي دورها المطلوب منها إلى الآن، ولم تقف إلى جانب هذه المعركة التي تستلزم أن ينخرط فيها كل المجتمع بكل فئاته وفصائله وأحزابه وتوجهاته وبكل طاقاته وامكانياته وأن ترتفع وتيرة التضامن الشعبي لترتقي لحجم البطولة التي يقدمها الأسرى بامعائهم الخاوية، في إضراب الحرية والكرامة والذي يدخل أسبوعه الرابع ويدخل معه الأسرى مرحلة جديدة أشد صعوبة تتطلب أن يتحمل الكل مسؤولياته، وهنا المطلوب تدخل رسمي يوازي الموقف الشعبي، فمطلوب تحرك جاد على كل المستويات الدولية والعربية وفي كل المنابر الأممية كما هو مطلوب توسيع رقعة المشاركة والتضامن، لكي لا يشعر الأسرى بالخذلان، خاصة وهم يقبلون على مرحلة أشد ضراوة في المواجهة مع كل يوم يمر في اضرابهم.
رغم الحملات الشعبية والتضامن الذي تزامن مع بدء الأسرى اضرابهم إلا أن الأسرى يتطلعون إلى المزيد من الفعل، وهذا واجب تجاه أسرانا وحق لهم علينا، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولة مثلما هم في داخل معتقلاتهم يرسمون أوسمة من الفخر والتضحية والفداء، ويجسدون حالة نضالية موحدة ومتماسكة معلنين بكل عزم النصر القريب على السجن والسجان، ولهذا فان على الجهات الرسمية دور يجب ان تؤديه وعلى الجهات الحزبية والتنظيمية أدوار يجب ان تؤديها وعلى المؤسسات والجمعيات وكافة شرائح المجتمع مهمات واجبة فليس مسموحاً التهرب منها، لأن من يخوضون الأضراب عن الطعام هم أبناؤنا واخواننا وآباؤنا وأخواتنا وبناتنا، وهم صورتنا المشرقة التي تقدمت صفوف الفداء والتضحية وهم الذين قدموا أعمارهم قرابين فداء ومشاعل للحرية على طريق التحرير والبناء والاستقلال.
وفي النهاية نقول لكل من يقف على الحياد، أن هذا الاضراب لا حياد فيه، لأن الحياد في هذه المعركة التي يخوضها أسرانا يعني التواطؤ على حقوقهم، واضعاف مواقفهم وهو بمثابة انهزام، فلا مكان للحياد اليوم، والسكوت شيطان متآمر على حقوق أسرانا فلا تسكتوا بل اضرخوا في وجه الشيطان مع الأسرى حتى تسمع كل الدنيا أصواتهم الصاعدة إلى السماء من بين غياهب السجن والمعتقلات، ولكل الذين يقفون على الحياد أقول، إذا لم تدافعوا عن الأسرى فعن أي شيء ستدافعون!.