نشر بتاريخ: 14/05/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في الاسابيع الماضية صدر كتاب (استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالاغتراب السياسي لدى الشباب في الجامعات الفلسطينية) للدكتور ياسر نعيم عبيد الله، كما كان لي شرف الاطلاع على كتب الاعلامي اللبناني المعروف الدكتور منذر سليمان (خمس سنوات رسائل في السياسة والامن والاستراتيجية من واشنطن). وهما موضوعان متبعادان لكنهما يأتيان تحت سؤال واحد: كيف يتم اتخاذ القرار السياسي في هذا المكان او ذاك؟
والى جانب السياسة، وليس منفصلا عنها أصدر ماس (معهد ابحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني) تقريرا جديدا بعنوان (نحو تطوير تنافسية قطاع الزيتون الفلسطيني. وبينما انت تنتقل من كتاب الى اخر، ومن اصدار الى اخر، تسأل نفسك عن حجم الجهد الذي بذلته الجهات المؤلفة في تقديم دراسات من هذا النوع، وحجم الاستفادة المجتمعية منها، عكسا أو اضطرادا.
ونبدأ بدراسة ياسر عبيد الله الذي وصل الى نتيجة مفادها: وجود علاقة عكسية بين المشاركة السياسية وحالة الاغتراب السياسي التي يعيشها طلبة الجامعات اللفلسطينية فكلما قلت المشاركة السياسية ازداد الاغتراب السياسي لدى الطلبة والعكمس صحيح. فكلما ازدادت المشاركة السياسية لدى الكلية قل الاغتراب لدى الطلبة، وكذلك وجود علاقة طردية ما بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والاغتراب لدى الطلبة. حيث تبين انه كلما زاد استخدام الطلبة لشبكات التواصل الاجتماعي زادت حالة الاغتراب السياسي لديهم، وهذا يؤكد ان هناك تأثيرا سلبيا لاستخدام شبكات التواصل على الشباب الجامعي الفلسطيني.
وكشفت الدراسات التي اجراها عن وجود وعي لدى الطلبة بطبيعة الخطاب السياسي للقيادات الفلسطينية. اذ تبين انهم يرون الخطاب عند القيادة باعتباره جزءا من الانقسام وعبروا عن عدم رضاهم من هذا الخطاب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
ولكن الخطاب الذي تقوم به القيادة غير مقنع للشباب. واظهرت الدراسات ان النضال الشعبي السلمي غير كاف للوقوف أمام التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وعن اولويات الاستخدام جاء ان شباب الجامعات الفلسطينية يستخدمون الفيس بوك اولا ويليه اليوتيوب بدرجة ثانية وتويتر بدرجة ثالثة في حين جاء ان استخدامهم للانستغرام والواتس اب ضعيف. وبحسب الدراسة فان درجة الاغتراب السياسي ترتفع عند شباب الجامعات كلما دخلوا لاستخدام سبكات التواصل الاجتماعي.
وتوصي الدراسة بتضمين مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامه سياسيا كمساق في الجامعات الفلسطينية.
اما الدكتور منذر سليمان فيتناول في كتابه المتخصص بالشأن الأمريكي مفهوم المصطلح القومي، وكيفية استخدام مفهوم الأمن وتهديد الأمن القومي كمبرر لكل الحروب التي خاضتها امريكا.
حيث يجري توظيف المصطلحات بعد دراسة وعمل من اجل خدمة اهداف الحرب، وكيف تدرس امريكا المصطلحات والغابات التي ترجوها من ذلك، وكيف يستقبل الاخرون هذه المصطلحات وغالبا من دون دراسة، يتلقفونها ويكررونها في الاعلام حتى تصبح نافذة.
ويشرح الكاتب من خلال 409 صفحات كيف يتم استهداف الاقطار العربية من خلال هذه المصطلحات وغياب مفهوم الأمن العربي. او تغييب الأمن العربي.
واخيرا يقول معهد ماس في رام الله انه قام بعمل ونشر دراسة تنافسية قطاع الزيتون. وبعد ان اطلعت على هذه الدراسة اريد القول ان كل هذه الدراسات ستبقى محدودة الاثر طالما لا يجري مضاعفة ميزانية وزارة الزراعة عشرات الاضعاف، وفي حال لا يشعر خريجو الجامعات والفلاحون ان الاستمثار الزراعي مربح ومجدٍ ويحقق لهم شراء شقة وسيارة ودخول كافتيريا برام الله لن يكون هناك استجابة لهذه الدراسات.