السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملف اغتيال مازن فقها

نشر بتاريخ: 18/05/2017 ( آخر تحديث: 18/05/2017 الساعة: 10:00 )

الكاتب: حسام الدجني

فك الشيفرة 45، وهي كلمة السر التي تندرج ضمن صراع الأدمغة بين أجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة وبين أجهزة الأمن الصهيونية وتحديداً بين جهازي الأمن الداخلي الفلسطيني وجهاز الشاباك الإسرائيلي.
فهل نجح المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة اليوم في فك الشيفرة 45...؟ وما هي أهم الرسائل التي حملها المؤتمر الصحفي...؟
نعم، نجح المؤتمر الصحفي في فك الشيفرة 45، ولكنه نجح بشكل أكبر في خلط أوراق جهاز الشاباك الصهيوني دون أن يقدم له معلومة كاملة كان يعتقد الشاباك أنه سيحصل عليها، مثل المضبوطات التي استخدمت في عملية الرصد والتنفيذ، وطبيعة العملاء الـ 45 الذي تم اعتقالهم، والمعلومات التي حصل عليها جهاز الأمن الداخلي حول الشاباك وآليات التجنيد والمتابعة.
فالرقم 45 يعود لعدد العملاء الذين تم اعتقالهم خلال فك شيفرة ولغز اغتيال الشهيد القائد مازن فقها.
أما الرسائل التي تضمنها المؤتمر الهام لوزارة الداخلية والأمن الوطني فهي متنوعة وعديدة ولعلي أوجز أهمها بالتالي:
1. رسالة بكاء العملاء بعد فوات الأوان، وكأن العميل يبرقها لزملائه ولسان حاله يقول: كان بالإمكان إنقاذنا من قبل الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية (الشاباك) بأي شكل من الأشكال، كما كان يعدنا بذلك الضباط الصهاينة، فلماذا لم تقم إسرائيل بعملية إنزال لإنقاذنا..؟ ولكن بعد تنفيذنا لجريمة اغتيال القائد مازن فقها تركنا نلقى مصيرنا وهو مصير خزي في الدنيا وعذاب أليم بالآخرة. وهذا ديدن المخابرات الصهيونية في التعاطي مع المتخابرين والعملاء، حيث تنتهي صلاحياتهم بعد تنفيذهم للمهمة.
2. رسالة قوة وعزة وكرامة من الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بأنها تختلف عن غيرها من الأجهزة العالمية التي لطالما قيدت جرائم الاغتيال السياسي ضد مجهول.
3. صراع الأدمغة بين الأمن الفلسطيني والاحتلال وصل لدرجات يفتخر فيها كل فلسطيني.
4. رسالة للشباب الذين يتلقون أوامرهم من قيادات مجهولة داخل العالم الافتراضي وبمسميات مجهولة تتقمص الشخصية التي تنسجم مع الهدف، فجاءوا للقاتل أ. ل متقمصين قبعة السلفية الجهادية ودفعوه لارتكاب جرائم ثم بعد أن تورط بدأ العمل بالمكشوف ليصبح قاتل وجاسوس.
5. تم فك #الشيفرة_45 وهي اعتقال 45 عميل وهذه أكبر ضربة لجهاز الشاباك الصهيوني حيث أعلن في أكثر من مناسبة أنه يعاني من فقر المعلومات في غزة بعد نجاح الأمن الداخلي الفلسطيني من توجيه ضربات متتالية للعملاء، لتأتي هذه الضربة التي سيكون ما بعدها عبر تبني الداخلية سياسة جديدة تقوم على نظرية الحسم والمبادرة.
6. يسجل الاحترام لشعبنا الذي تحمل اجراءات وزارة الداخلية بعد اغتيال مازن فقها من إغلاق للمعابر والطرقات والبحر. وهو اليوم يجني ثمن تلك المعاناة بالافتخار بهذا الأداء والإعجاز في الإنجاز.
7. على العملاء اقتناص الفرصة واستخلاص الدروس والعبر وتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن في قطاع غزة والضفة المحتلة قبل أن تصلهم العيون الساهرة .
الخلاصة: نحن نعيش في أرض الرباط التي لا يعمّر فيها ظالم، وبذلك يوفق الله صاحب الحق في الكشف عن الظالم، وهو ما ينعكس في نجاحات الأجهزة الأمنية بالكشف السريع عن الجرائم، لذا ينبغي أن يدرك الجميع بأن نهاية الغرق في وحل العمالة هو المحاكمة العادلة التي تؤدي حسب القانون للقصاص، وهو ما لا يتمناه عاقل. وفي المقابل ينغي تعزيز الوعي الأمني لدى شرائح مجتمعنا الفلسطيني حتى نشكل مناعة وحصانة من أي اختراق محتمل تحت أي ذريعة أو قبعة ترتديها أجهزة المخابرات الصهيونية، وأن نضبط كتاباتنا في العالم الافتراضي حتى لا نكون عملاء ونحن لا ندري.