نشر بتاريخ: 21/05/2017 ( آخر تحديث: 21/05/2017 الساعة: 15:19 )
الكاتب: جهاد حرب
ينهي أسرى الحرية، مع كتابة سطور هذا المقال، اليوم الخامس والثلاثين لإضرابهم الجمعي في أطول اضراب بتاريخ الحركة الاسيرة الفلسطينية في ملحمة اسطورية يخطها مقاتلو الحرية وعصب الروح الفلسطيني. وفي اليوم الثاني والثلاثين يرتقي الشهيد الأول تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين ربما يكون نقطة تحول نوعية في التضامن المجتمعي والنضالي مع الاسرى في معركة الكرامة.
هذا الامر ليس بالضرورة ان يتحول الى مواجهة مباشرة ومفتوحه مع قوات الاحتلال والمستوطنين لكن أيضا التفاعلات المختلفة للإضراب بعد هذه الفترة الطويلة للإضراب وانات أهالي الاسرى وعذاباتهم يدفع لتفجير كبير. في المقابل من حق أهالي الاسرى المضربين أن يروا أن التضامن الشعبي والرسمي أقل من المطلوب أو المرغوب. عبر أهالي الاسرى عن انزعاجهم من ضعف التضامن والحراك الشعبي والرسمي، وفي ظني أن هذا العتاب من حقهم فأبنائهم يمضون أيام طويلة في معركة الجوع ويحتاجون الى مساندة غير محدودة.
في العادة لا يُحبذ اجراء أي تقييم اثناء خوض المعركة ومن غير المقبول إطلاق احكام على مساهمتهم واخفاقاتهم. لكن في هذه المعركة "معركة الكرامة" الدائرة رحاها بعد خمسة وثلاثين يوما تحتاج الى وقفة تقييمية لتفعيل التضامن والمساعدة والاسناد للأسرى الفلسطينيين لتحقيق الانتصار ولتقصير أيام الاضراب ولتخفيف معاناتهم.
وفي ظني عَجَزنا جميعنا عن الالتحاق بحجم نضالات الاسرى المضربين، وبان ضعفنا بل عوراتنا أمام حجم معاناتهم. بكل تأكيد مهما فعلنا وقدمنا على المستويين الرسمي والشعبي والبرلماني تبقى هذه الأفعال لا تقارن بحجم التضحيات التي قدمها الاسرى الفلسطينيين ويقدمونها في اضرابهم. لكن لا يمكن اغفال الجهود الرسمية والبرلمانية والشعبية لإسناد الاسرى على الرغم أن المطلوب جهد أكبر خاصة في هذه الأيام شديدة الصعبة على اسرانا البواسل.
إن تفعيل المساعدة والمساندة لمقاتلي الحرية يأتي بتطوير أدوات واعمال نضالية ضاغطة على حكومة الاحتلال وإدارة السجون لتلبية مطالب الاسرى العادلة، لن يتم هذا دون تناغم الجهود الرسمية والشعبية وتعظيمها وذلك بتوفير زخما شعبيا قادرة على إعادة البوصلة باعتباره القوة الحقيقية الضاغطة من جهة، وعرض معاناتهم ونضالاتهم أمام المجتمع الدولي بلغاته المختلفة ووسائل اعلامه المتعددة دون كلل أو ملل وبمستوى يوازي صلابة ارادة الاسرى أنفسهم من جهة ثانية.