الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشية زيارة ترامب لبيت لحم

نشر بتاريخ: 23/05/2017 ( آخر تحديث: 23/05/2017 الساعة: 11:06 )

الكاتب: بهاء رحال

بات واضحاً أن تحاشي رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية زيارة عاصمة الفلسطينيين المؤقتة رام الله، بدءً من جورج بوش الإبن مروراً بباراك اوباما ووصولاً إلى ترامب له علاقة مباشرة بجغرافيا المقاطعة التي يسكنها ضريح الشهيد ياسر عرفات، ولأنهم يعلنون العداء لقائد الشعب الفلسطيني ورمزه الوطني الخالد حتى بعد وفاته، فإنهم يرفضون الاقتراب من ذلك المربع المسكون بروح الزعيم التي ترعبهم، ويفضلون زيارة بيت لحم بادعاء الصلاة في كنيسة المهد، ولكن ترامب كشف حقيقة الأمر، حين قرر أنه لن يذهب لكنيسة المهد على غير ما فعل أسلافه، وسيكتفي باجتماع خاطف يكاد لا يصل الساعة من الزمن في قصر الضيافة يلتقي فيها الرئيس الفلسطيني ثم يعود أدراجه إلى مدينة القدس المحتلة.
وبينما البعض يلفه مرض النسيان، أو يتناسى المواقف الأمريكية على مر العقود، رافعاً شعارات التفاؤل والانتظار، يصرّ الأمريكان على التمسك بمواقفهم المعادية والتي تظهر بشكل واضح إثر كل زيارة بهذا الحجم، وهم يرفضون زيارة رام الله ( المقاطعة) لما تشكله من قيمة وطنية رسخها ياسر عرفات بصموده الأسطوري ومواقفه الرافضة لمشاريع بوش وكولن باول التي كانت تهدف لتصفية القضية الوطنية.
وعشية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القادم من محطته الأولى في المملكة العربية السعودية والتي حظيت باهتمام كبير لما جناه من أموال جباها غصباً واقتطعها من جيوب الفقراء من العامة ودافعي الضرائب وأموال الحج والنفط، لرفد الخزينة الأمريكية التي تعاني من نقص في الأموال ومن أزمات اقتصادية تعصف بالاقتصاد الأمريكي، فإن البعض يراهن على خطة أمريكية جديدة، يحملها الرئيس ترامب في جعبته، لدفع المفاوضات واطلاقها من جديد. قد ينجح ترامب بهذا وأن يعلن في المدى القصير بداية جديدة لمفاوضات فلسطينية اسرائيلية برعاية أمريكية وموافقة عربية وأوروبية، ولكن لن تفضي هذه المفاوضات عن أي نتائج ملموسة وستنتهي سريعاً بفعل مخططات اليمين المتطرف والذي يعتلي الحكم في اسرائيل، ذلك اليمين الذي يسعى لتكريس واقع جديد على الأرض، واقع يصعب من خلالة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة واستقلال.