نشر بتاريخ: 27/05/2017 ( آخر تحديث: 27/05/2017 الساعة: 14:52 )
الكاتب: جهاد حرب
تشهد البلاد حالة من الاغتراب لا مثيل لها؛ كشف اضراب الاسرى الفلسطيني عن الطعام غياب العقل الجمعي الفلسطيني لغياب التضامن الشعبي فيما عدى يومي الاضراب الشامل ربما اعتبرها البعض إجازة للراحة من الالتحاق بالعمل أو خجلا من أعين الناس وأسر الأسرى، أو يوم راحة للتخلص من الأعباء اليومية. فيما الانفصام ما بين القيادة والشعب أخذ مجراه ولم يعد حالة عابرة أو لحظية تتشافى بعد كل واقعة غضب لانتهاك هنا أو بروز إشكالية هناك وبات غياب الثقة هو الأساس والثقة هي الاستثناء.
تضيف حالة الإحباط السياسي، لغياب عملية سياسية ذات جدوى بل أيضا انهيار المسارات السابقة وبروز تحول من انهاء الصراء الفلسطيني الإسرائيلي أولا للانخراط في سلام إقليمي لاحقا من جهة، وغياب الأفق في المدى المنظور أو المتوسط لإنهاء الاحتلال عن طريق المفاوضات وحدها بدون التصاق مع بين الفعل السياسي والفعل الجماهيري المرتبط بالمقاومة بأشكالها وانماطها المختلفة كعامل ضاغط على الاحتلال ومنتجاته أو مظاهره الاستعمارية في البلاد من جهة ثانية، ناهيك عن فقدان الامل لدى الشباب بغدٍ يفتح لهم أبواب المستقبل في ظل أوضاع تضيق بالناس وبهم، مسارا إضافيا لحالة الاغتراب ما يعجل من الانزلاق نحو الانتحار "الفيبري".
في المقابل عدم قدرة القيادة السياسية على تحويل "الإنجازات" السياسية في الأمم المتحدة كالدولة وملاحقة إسرائيل على جرائمها في المحكمة الجنائية الدولية الى أمر ملموس، كما حالة السلطة الفلسطينية عند اقامتها باعتبارها مرحلة انتقالية لمدة محدودة؛ فيما المدة تصبح محدودة وبقيت عاجزة عن مد ولايتها وضاقت بها السبل ولم تتحول الى دولة، ما يشكل حالة انفصام. وهذا الامر ليس بمعزل عن حالة الفشل في انهاء الانقسام ما بين الضفة والقطاع بإتمام العشرية الاولى لهذا الانقسام في منتصف الشهر القادم (حزيران/ يونيو)، فأصبح المؤقت دائما وبات الانقسام قاب قوسين أو أدني من الانفصال، وفشل تفعيل قانون السيرورة "التراكم الكمي يؤدي بالضرورة الى تحول نوعي" أي قطف الأهداف النهائية للشعب الفلسطيني.
ان استمرار حالة البلاد وقاطنيها على هذا المنوال أو النمط حتما يؤدي الى الانفجار أو هو قاب قوسين أدنى من الانزلاق نحو الانتحار، وهي تحتاج هذه المرة الى الاستماع لهموم المواطنين وطرق تفكيرهم بنمط جديد يفتح افاق المشاركة أو يساعد على فهم مسالك البلاد والعباد.