نشر بتاريخ: 31/05/2017 ( آخر تحديث: 31/05/2017 الساعة: 11:40 )
الكاتب: ماهر حسين
تابعت بحزن وفخر إضراب الأسرى ففي الوقت الذي تملكني الفخر كوني فلسطينيا" أنتمي الى الحركة الوطنية الفلسطينية، الأهم والأكثر تأثيرا" في الفعل النضالي والسياسي الفلسطيني، كنت أشعر كذلك بالحزن على ما يعانيه أسرانا الأبطال.
عادة" إنّ الجوع، العطش،التعب، المرض، الإرهاق الشديد وتأكل الجسد هي أعراض صعبة تٌخلف أثراً قوياً على الإنسان وتٌؤثر في حركته وقدرته وتفكيره لكن الأسرى تعاملوا مع كل ذلك بإيمان منقطع النظير وبحكمة عالية جعلتهم يحققوا ما يريدون وبإرادة حديدية.
الكثير من الأسئلة إختلطت في عقلي وقلبي أثناء الإضراب !!!!
كيف تعامل الأسرى مع الوقت ؟؟؟؟ هل الثانية بالنسبة للأسير المضرب عن الطعــــام هي ذات الثانية بالنسبة لنــــا ؟؟؟ كيف كان الأسرى ينسقون مواقفهم ؟؟؟ كيف يمكن لأسير مضرب عن الطعام أن يعيش مع أسير غير مضرب عن الطعام ؟؟؟ لماذا تخلف بعض الأسرى عن الإضراب ؟؟؟ لماذا غابت حمــــاس تماما"؟؟؟؟ ما نعلمه بأن الحركة الأسيرة موحدة في مطالبهــــا ولكن حماس غابت !!!! فهل من مبرر حقيقي لهذا الغياب المدوي ؟؟؟ كيف تعامل الأسرى مع التفاعل الجماهيري مع مطالبهم ؟؟؟؟ وهل كان الأسرى المضربين عن الطعام يعتقدون بأننا قادرون على تقديم المزيد لهم !!!!
أسئلة كثيرة منها ما هو مرتبط بالحركة الأسيرة ومنها ما متعلق بالتعاطي الجماهيري مع الإضراب، حيث أن تفاعل البعض مع الإضراب بشكل ُمتعصب مُبالغ فيه ضرّ بالإضراب (كما أرى)، بيد أنّ عدم تفاعل البعض مع الإضراب ضرّ بهم وبالإضراب أكثر (كما أرى).
بالنسبة لي الأهم والأهم من كل ما هو مهم بأن الأسرى ليسوا أرقاماً وأعداداً. هم بشر كما نحن الجوع يؤذيهم والعطش يضرهم، وكما يبدو حرص الأسرى على كرامتهم أكبر منــــا جميعا" واكبر من الجوع والعطش ، فهم في معتقلهم أحرار بإرادتهم التوّاقة للحرية والسلام وهذا ما يجب على الجميع أن يلتقطوه ويفهموه فإيمانهم بالحرية والكرامة وإيمانهم بالسلام وسلمية نضالهم هو أساس عدالة قضيتهم ومطالبهم العادلة وحقهم بالحياة الذي لا خلاف عليه.
وأخيرا"، بعد أنتهاء إضراب الأسرى بتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة والتي ناضلوا لتحقيقها سلميا"، يوجد العديد من الأسئلة حول الدور الأمريكي في التوصل للإتفاق حيث تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بطلب من القيادة الفلسطينية وهناك أسئلة عديدة عن مفاوضات الساعة الأخيرة.
ويبقى السؤال الأهم هل يمكن البحث عن حلول خلاقة للتعامل مع قضية الأسرى بإيجاد حل دائم للأسرى ؟؟؟
حرية.. تعهد ورقابة .. إتفاق باشراف أمريكي.. قانون دولي.. أسرى حرب.. سجون خاصة.. نقل الأسرى ...سجون بإدارة فلسطينية .. إشراف دولي.. سجون تحت الرقابة.. إبعاد.. حرية وحرية وحرية وحرية وحرية ..
لا أدري ما هو الحل ولكن يجب التفكير خارج الصندوق لرفع المعاناة عن أسرانا فهم وكما قلت وأكرر بشر وناس (زيهم زينا ) !!!!
أخيرا" أدعو لتقييم ما حصل خارج المعتقل فلقد حاول البعض الإساءة الى فتح صاحبة الفعل الثوري وأنكروا عليها قيادة الإضراب وحاول البعض خلق فتنة بين قيادة الأسرى والقيادة السياسية بطريقة غير مفهومة وغير مبررة، وحاول البعض الاخر حرف البوصلة وكأن الأسرى في معتقلات فلسطينية وكأنهم معتقلون على ذمة الرئيس أبو مازن، وحاول آخرون أن يجعلوا من قضية الأسرى سلّماً للظهور والمزاودة على الاخرين وهذا لا يجوز ولا يجب .
أدعوكم للتفكير.. أدعوكم لتحكيم الضمير ..
بكل فخر أقول ... ألف تحية للأسرى.. فهم بشر وناس وزيهم زينا ولهم أسماء فمنهم كريم ومروان وناصر وياسر وعلي وماجد ومحمد وأحمد وووو .
وبكل فخر أقول .... شكرا" لكل من وقف مع مطالب الأسرى ولو بكلمة والحمدالله أنه الإضراب مر على خير ونرجو لأسرانا الحرية القريبة في ظل دولة فلسطين لنعيش بأمن وأمان مع كل دول الجوار وليتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة وليعمل الجميع معا" لمستقبل أفضل .
لا تنسوا أبدا" بأن الأسرى بشر وناس (زيهم زينا)، ولكنهم أقوى إرادة وأكثر إيمانا" بالحرية .
الأسرى هم قصة فلسطين وهي قصة واقعية حقيقية وليست خيـــال كاتب .