نشر بتاريخ: 01/06/2017 ( آخر تحديث: 01/06/2017 الساعة: 22:49 )
الكاتب: محمد اللحام
أن تكون مريض قلب وياخذوك يوميا لعيادة السجن ويصعقون قلبك الذي توقف وانت ترفض أن تتوقف عن الإضراب عن الطعام خوفا على معنويات زملائك دون أن تخاف على نفسك فهنا البطولة الحقيقية وليست افلام سينما وبطولات استعراضية.
عشرات الافلام أنتجت عن قصص البطولات في فيتنام والصين وفي معتقلات الإنجليز بالهند وبطولات الأسرى في معتقلات النظام العنصري بجنوب أفريقيا وعن بطولات الإيرلنديين والجزائريين والشعوب التي خاضت معركة التحرر والتحرير من الاحتلال والاستعمار.
ولدينا من القصص ما ينتج الاف القصص التي لم يصلها سيناريست ولا مخرج.
في معتقل هداريم شاب فتحاوي من رام الله رفض تماما فك اضرابه رغم نصائح الأطباء وزملائه المعتقلين وذلك للخطر الكبير على صحته . توقف قلبه اكثر من مرة ولا حل الا بصعق قلبه كهربائيا بصعقة واكثر حتى يعود للخفقان فصاحب القلب العليل اسعفته معنوياته العالية ليبقى في معمعان النضال والتحدي ولا يعلم إلا الله ماذا ينتظر القلب الضعيف المنقبض بالجسد القوي العنيف المنتفض في وجه الاحتلال .
القصة الثانية : محمود سراحنة من مخيم الدهيشة احد ابطال كتائب شهداء الاقصى محكوم 17 مؤيدا ومصاب بالقلب والكلية والمعدة وووو...يوميا كان يغمى عليه وينقل بين الحياة والموت لعيادة السجن ويرفض أخذ (الكلوكوز ) المدعمات لتعيده معنوياته لسريره في دوامة لعبة التحدي الحقيقية حتى صمد 41 يوما في أسطورة ليست سينمائية بعد أن حمل على الأكتاف للعيادة الطبية مرات ومرات في مشهد يوحي بأنه لن يعود من العيادة إلا شهيدا .
القصة الثالثة : أنس موسى 18 عاما من قرية الخضر بالقرب من بيت لحم كان أصغر أسير مضرب رغم كل النداءات بأن يتوقف إلا أنه لم يتوقف وله شقيق معتقل أكبر منه كان دائم السؤال عنه وعن إضرابه ويأتيه الرد أن شقيقك لا زال مضرب ومعنوياته ممتازة .
بعد انتهاء الاضراب اعترف له زملائه ان شقيقه فك اضرابه على 27 يوم لان قيادة الاضراب في المعتقل المحتجز به قررت ذلك . لم يرغب زملائه بمصارحته في حينه خوفا على معنوياته .
عندما انتهى الإضراب حملوه على الأكتاف في ساحة المعتقل ورفعه مروان البرغوثي على كتفيه التي برزت العظام منهما أكثر بفعل ال41 يوما من إضراب الكرامة والحرية وعزف له مروان كلمة وفاء وبطولة وتكريم.
قبله البطل كريم يونس بشفتان شحت منهما الدماء بفعل ال41 يوما من الإضراب .
هذه أوراق خالدة من كتب التاريخ المجيد للحركة الأسيرة المجيدة. .فتشوا ستجدون أكثر وأكثر من قصص الفداء والكبرياء وما لم ولن تجدونه حتى في السينما.