نشر بتاريخ: 05/06/2017 ( آخر تحديث: 05/06/2017 الساعة: 18:24 )
الكاتب: د. هاني العقاد
اذا ما قررت السعودية احتلال قطر واسقاط نظام حكم ال ثان هناك فان هذا لن يستغرق سوى 6 ساعات اذا ما تركت قطر تجابه ذلك لوحدها، اما اذا حدث واصطفت ايران وامريكا واحدة من وراء الستار والأخرى من خلف الباب وراء قطر فان هذا سيستمر 60 عاما وقد يكون اكثر وسوف تحتاج المملكة بالطبع مئات مليارات الدولارات من العتاد والجند والصفقات وما الى ذلك حتى تنهار العربية السعودية ويتم تقسيمها على غرار ما يجري الان بعض الدول العربية , قد لا تصل الحرابة بين السعودية وقطر , السعودية التي تتزعم اليوم المحور الجديد في الشرق الاوسط ابعد من حالة التوتر وقطع العلاقات واغلاق الحدود في وجه قطر وطردها من درع الجزيرة ومجلس التعاون الخليجي حتى تعود اسرة ال ثاني عن تصريحاتها وعبثها بأمن الخليج وحتى المنطقة العربية وتلتزم بما هو واضح من سياسات عربية اتجاه محاربة الارهاب واغلاق كافة المساحات والخطوط امام الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية بما فيها حركة حماس وعدم فتح اراضيها لتلك القيادات وطردها من قطر دون اي سبب سوي ان سياسة الاحتواء انتهت والدائرة دارت اليوم وعلى الكل العربي الالتزام بما تتخذه قيادة الاقليم.
بعد زيارة ترامب وعقد العشرات من الاتفاقيات بين واشنطن والسعودية اصبحت السعودية على راس قيادة الحلف الاستراتيجي الجديد الذي تشكل بمجرد ان عقدت القمة العربية الاسلامية الامريكية في السعودية وبالتالي فان كل السياسات السابقة لعهد الادارة الامريكية السابقة ابان اوباما بالعمل في اطار المتناقضات واللعب على اكثر من محور قد انتهت، ويبدو ان النظام في قطر اليوم لا يعجبه التحالف الجيد ولا يعجبه الاستراتيجية العربية الامريكية لا الاسلامية الجديدة ليس لان قطر دولة تكفر بأمريكا بل لان قطر لا تقبل ان يقود العالم العربي غيرها، الواضح اليوم ان قطر لا تريد الانصياع الى السياسة الجديدة بالشرق الاوسط ولا تريد الاعتراف بزعامة السعودية الجديدة وتشير الدلائل منذ فتره الى ذلك وما تصريحات الامير تميم بن حمد سوى بعض مما في راس قطر لتخريب هذا الحلف دون واجهة مع واشنطن وما يحير البعض سياسة قطر المتناقضة في راي بعض البسطاء الذين لا يعرفوا لا انها محكمة التخطيط وبالغة التعقيد فكيف لقطر ان تتفاخر بعلاقاتها بإيران واسرائيل وحزب الله الاعداء الثلاثة في ان واحد , هذه هي المعادلة وهذا مفتاح الحلقة المفقودة الذي بالنهاية يشير الى الدور المشبوه في المنطقة والذي تمارسه قطر منذ فترة طويلة وتلعب براس الكثيرين مستخدمة المال والنفوذ القطري بالعالم.
اليوم قطعت كل من مصر والامارات والسعودية والبحرين واليمن وجزر المالديف وقد تكون الاردن علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ووصلت الامور الى ابعد ما كان يتصور الكثير من المراقبين السياسيين, وفي نفس الوقت بدأت عمليات واسعة لترحيل مواطني قطر من تلك البلدان بل ووقف كافة اشكال التبادل التجاري والامني مع قطر وهذه صورة اولية لتردي العلاقات بين الاخوة بالعالم العربي، الصورة ليست بيضاء بل اسود من الخروب، فعل دور قطر انتهى الان بالمنطقة لكن يحب ان تفهم قطر ان الاقليم لا يحتمل اليوم مزيدا من الانقسامات والتفرقات ولا يحتمل ايضا فتح جبهات جديدة لشن حروب جديدة وهذا تعرفه السعودية ومصر ولذلك لا يمكن للسعودية ان تبدأ حربا جديدة على الساحة القطرية بالمعنى العسكري الخالص لإسقاط حكم ال ثان، سوف تكتفي العربية السعودية وخلفائها بالمنطقة مصر والبحرين وليبيا والاردن واليمن بالحصار الخانق على قطر سياسيا واقتصاديا حتى تجبر قطر على الانصياع للمزاج العام في الاقليم والكف عن التخريب ودعم المنظمات الاسلامية ماليا وسياسيا واعلاميا وتعود عضو عربي فاعل في الحلف الجديد وتقتنع ان الاقليم اليوم توحد باتجاه محاربة الارهاب وايران في ان واحد.
الذي يؤكد لنا ان لا حرب عسكرية بين السعودية وقطر يمكن ان تنشب هو تصريح مهم جدا اليوم للعربية السعودية ان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لا يمس الشعب القطري الذي تؤكد العربية السعودية ان العلاقة مع الشعب القطري هي علاقة وطيدة، لكن النظام الحاكم في قطر يصر على دعمة للإرهاب والتطرف وتعمل سياسات قطر في المنطقة على شق الصف العربي والخليجي حسب ما جاء في البيان، مع هذا بات هنا سؤال مهم وهو ما مصير عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي اذا ما بقيت خارج السرب. اعتقد ان القرار اتخذ لحصار النظام الحاكم في قطر وهو تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي بل واسقاطها تماما وبقائها خارج المجلس حتى تلتزم بما تلتزم به دول المجلس، في النهاية يمكن ان تلعب العربية السعودية بالفعل لعبة كبيرة في طريق اسقاط حكم ال ثان في قطر وخاصة ان النظام اليوم يواجه معارضة كبيرة في الداخل القطري وغير مرض شعبيا عن اداء النظام من قبل قطاعات واسعة هناك وهذا قد يخلق خلخلة داخلية في البلاد تؤدي في النهاية لإزاحة ال ثاني عن الحكم، ما عاد امام ال ثان اليوم الانتظار اكثر من ذلك لإخراج قطر خارج السرب الا الانصياع لمتطلبات المشهد العام وقطع علاقاتها بإيران والاقتناع ان اطماع ايران بمنطقة الخليج لا يمكن ان تنتهي , حتى لو تصالح العرب وايران على قاعدة محاربة التطرف والارهاب ذاته.