نشر بتاريخ: 08/06/2017 ( آخر تحديث: 08/06/2017 الساعة: 09:42 )
الكاتب: وسام شبيب
قاطعت كل من المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، اليمن، البحرين، ليبيا امارة قطر، ثم انضم لهذه الدول مؤخراً، كل من المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، وموريشيوس، وجزر المالديف. بعض هذه الدول سحبت سفراءها واتخذت قرارات بشأن منع مواطينها من السفر الى قطر ووصلت القرارات حد اغلاق حدودها في وجه القطريين جوا وبرا وبحرا وتصاعدت وتيرة الاحداث وأصابع الاتهام تشير الى قطر بدعم وتمويل الإرهاب. كانت قطر مضيفة لحركة المقاومة الإسلامية حماس ولغيرها من الحركات "المرتدة" على دولها وأنظمتها مما جعل الدوحة في وضع لا تحسد عليه. السؤال هو، هل حماس ستتخلى عن المحور الإيراني- القطري، بعد ازمة قطر الحالية؟
جاءت مقاطعة قطر لاسباب عدة لها علاقة بالامن القومي لدول الخليج العربي والشرق الأوسط. الدوحة خرقت التزماتها الموقعة كما ونكثت بالتزاماتها الدولية وخرقت الاتفاقيات الموقعة تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفقا للتقارير الأمنية والمؤسسات الدولية أشار تقرير وزارة الخارجية الامريكية لعام 2015 ومؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات الى أن قطر تدعم الإرهاب من خلال تقديم الأموال والأسلحة لجماعات إرهابية، كجبهة النصرة في سوريا بل أيضا منح واستضافة متطرفين متهمين بارتكاب جرائم حرب. حدد تقرير الخارجية الأميركية السنوي الصادر عام 2015 حول الإرهاب، بالاسم الجماعات التي يمولها قطريون مثل "القاعدة في جزيرة العرب" و"الشباب" الصومالية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال أن قطر تمول الايديولوجية المتطرفة كما وأكد من خلال اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود على وحدة الخليج العربي، قال: " أننا بحاجة إلى الوحدة في المنطقة لمحاربة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب. من المهم أن يكون الخليج متحدا من أجل السلام والامن في المنطقة."
ايران دولة تتدخل بالشؤون الداخلية وسياسات الدول العربية وخاصة سياسات المملكة العربية السعودية وأخذ دورها في منطقة الشرق الأوسط يتخذ أبعادا واضحة لتغذية الصراعات الطائفية وليس خافيا أن قطر وايران تدعم حركة الاخوان المسلمين كما تدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس. حماس امتداد لفكر الاخوان المسلمين.
أمام الإدارة الامريكية الحالية ودول الخليج الكثير من الملفات الشائكة والمعقدة في ان واحد لمعالجتها من ضمنها مكافحة الإرهاب، ايران والقضية الفلسطينية. كقارئ لسياسة الشرق الأوسط أرى حاليا امام حماس خيارين ولا ثالث لهما: اما التخندق في المحور الإيراني- القطري الداعم للتطرف، وقد أصبح هذا المحور ضعيف للغاية بعد الازمة القطرية الراهنه، أو الاعتراف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والرضوخ التام لقرارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
• لتخندق حماس في المحور القطري-الايراني تداعيته الخطيرة على حركة المقاومة الإسلامية حماس، هذا المحور يعني محور الارهاب والتطرف والعزلة السياسية، كما لا يظهر ان احدا يظن ان حماس بهذه السذاجة السياسية للتخندق في هذا الخندق ذو الطابع المظلم.
• رضوخ حماس لقرارات الشرعية والرئيس الفلسطيني يعني قبول حل الدولتين كأفضل الخيارات المتاحة لانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية كشريك سياسي فلسطيني دون ارتباطات واجندات خارجية، وانهاء انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية. هذا الخيار هو افضل الخيارات حاليا أمام حماس.
آلية مقترح حل الدولين تعمل بمبدأ "دولتين لشعبين"، أرض للفلسطينيين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 مقابل السلام للاسرائيليين والتفاوض على قضايا الحل النهائي: اللاجئيين، القدس والحدود. الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملتزم وحكومته كامل الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الامن كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي لضمان انهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة فلسطينية على أراضي عام 1967 وعودة اللاجئين والقدس الشرقية عاصمتها، وهذا ما نصت عليه القرارات والمعاهدات الدولية منها مبادرة السلام العربية.