نشر بتاريخ: 09/06/2017 ( آخر تحديث: 09/06/2017 الساعة: 16:10 )
الكاتب: سري القدوة
ان الدور الفاعل والمؤثر الذي تعلبه المملكة العربية السعودية في خلق فرص عملية لمكافحة الارهاب والتطرف سيكون له اثار ايجابية على المستقبل العربي حيث عودتنا المملكة العربية السعودية على هذه المواقف الشجاعة من قضايا العالم والامتين العربية والإسلامية بما فيها قضية فلسطين.
وقد جاء انعقادَ ثلاثِ قمم مهمة في المملكة العربية السعودية مؤخرا أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز بمكانة الممكلة ودورها الريادى في المجتمع الدولي ومقدرتها على جمع هذا الحشد الضخم وان النجاح الباهر الذي تحقق في القمم الثلاث التي عقدت في المملكة والتي جسدت المواقف العربية والاسلامية لمكافحة الارهاب في العالم بشكل عام وتأكيد خادم الحرمين على ضرورة حل القضية الفلسطينية بشكل خاص يعد حطوة مهمة علي طريق تعزيز التعاون العربي المشترك من اجل تفعيل منظومة الامن القومي العربي ودعم قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها . ان قمم الرياض جاءت لتؤكد على ضرورة العمل سويا لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وهي رد على الاتهامات التي تدعي أن الدول الإسلامية ترعى الإرهاب وتتستر عليه، وهي تعطي الصورة الحقيقة للدول الإسلامية الهادفة لوضع حد للإرهاب. أن الرياض تسعى لتفعيل العمل من اجل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتشارك العالم في التصدي لكل أعمال العنف الخطيرة التي تهدد الإنسانية جمعاء، حيث بات من الضروري العمل على استهداف مصادر الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الاخرى التي تعمل بالمنطقة مستهدفة الوجود العربي . أن هذه القمم تمثل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي لرسم خارطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة للتصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة وكل مظاهر العنف والتطرف ولنحقق ما نتطلع له من نتائج إيجابية وبناءة لهزيمة الارهاب والتصدي له. ان اعلان الرياض جاء ليؤكد على تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها، فاليوم يجتمع العرب موحدين في الرياض من اجل محاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها انطلاقا من ديننا الإسلامي الحنيف وسيبقى دينا للتسامح والسلام وأن الإسلام دين التسامح والسلام، واعتبر قتل النفس البريئة قتلا للناس جميعا، فالإسلام يقوم على الوسطية والاعتدال، ونحن جميعا شعوبا ودولا نرفض كل أعمال الإرهاب ونرفض فرز الدول على أساس ديني أو طائفي. واليوم تعيد الجهود الدبلوماسية للقيادة الفلسطينية العمل على تعزيز مكانة القضية الفلسطينية كقضية العرب الاولى والتي يجب ان تعزز أهمية تحقيق السلام من اجل تحقيق مصلحة الجميع بإنهاء الاحتلال حيث اكدت قمة الرياض على أن حل القضية الفلسطينية هو مطلب عادل وضروري ومصلحة مشتركة للعالم. اننا نقف اليوم امام النتائج المهمة لرسم مستقبل الامن القومي حيث اعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يوم الاثنين الماضي، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية معها، بذريعة حماية أمنها من مخاطر الإرهاب والتطرف والتدخل في شؤون دول عربية أخرى واتخذت حكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والحكومة الليبية المؤقتة بقيادة عبد الله الثني، وجمهوريتا المالديف وموريشيوس، الإجراءات المماثلة ضد قطر .. وبات الامر واضحا أن على قطر التوقف عن دعم تنظيمات مثل الإخوان المسلمون وحركة حماس .. من الملاحط هنا وفي هذا المجال أنه وبرغم الاتفاقيات السابقة التي وقعت علي مستوى الخليج العربي بعدم تدخل قطر في تمويل الانشطة الارهابية ودعم الارهاب الا ان عدم الالتزام ببنود ذلك الاتفاق يجعل الأزمة الحالية أكثر تعقيدا ويضع الدوحة في موضع من التساؤولات بعدما أثبتت الممارسات على مدى السنوات السابقة أن قطر جعلت من اتفاق الرياض السابق مجرد حبر على ورق ولم تفِ بتعهداتها بعدم دعم الارهاب وباستثناء طلب قطر من بعض عناصر إخوان مصر الانتقال من الدوحة إلى تركيا، لم ينفذ أي من بنود الاتفاق الأخرى، حتى هؤلاء الذين غادروا قطر ظلوا يحصلون على دعمها المباشر وغير المباشر وهم في تركيا أو غيرها. مع ذلك، لا يزال عدد كبير من "إخوان مصر" وقيادات حركة حماس الذين دعموا الانقلاب ضد السلطة الوطنية الفلسطينية في الدوحة والبعض منهم ضيوفا بشكل دائم على وسائل الإعلام القطرية أو التي تمولها قطر ويروجون لأفكارهم التي تراها بقية دول الخليج والدول العربية تشكل خطورة على أمنها واستقرارها . ان المرحلة المقبلة هي مرحلة تعزيز الامن القومي العربي والعمل المشترك من اجل مكافحة الارهاب وضرب جذوره والحفاظ على الأمن القومي العربي ومنع التدخلات الخارجية والتنسيق العربي المشترك بين البلدان العربية من اجل التصدي لتمويل الجماعات الإرهابية، وكذلك القضاء على الخطاب الديني المتشدد وايضا التنسيق العربي على صعيد الجانب الأمني والعسكري بات في غاية الاهمية من اجل وضع حد لممارسة الارهاب والتصدي للجمعات الارهابية والسعي لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن القومي المشترك والحرص على مواجهة الإرهاب والتطرف .