الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما وراء حقيقة الخلاف السعودي القطري

نشر بتاريخ: 09/06/2017 ( آخر تحديث: 09/06/2017 الساعة: 16:10 )

الكاتب: بهاء رحال

الخلاف السعودي القطري ليس خلافاً قائماً على قاعدة أن الثانية تدعم المقاومة والأولى ترفض، وكل ما تسمعه من ادعاءات هو كاذب بالقطع، فلا قطر عدوة لأمريكا واسرائيل ولا قطر تبعث بطائراتها لتحارب في الجولان وعلى حدود غزة، فالكل يعرف كم مكتباً تمثيلياً في الاقتصاد والسياسة موجود في تل أبيب، والكل يعلم كيف يتنقل السفير القطري من غزة دخولا وخروجاً، والكل يعلم لمن تدفع أموال الغاز والكهرباء والدعم القطري لغزة، لهذا ما يروج له من دعاية لا تتعدى كونها تهريج واضح.
والحقيقة المجردة هنا أن الخلافات في الخليج أكبر مما يروج لها، وأن هذا الشكل من القطيعة ليس سببه ما تقدمه قطر من مساعدات هنا وما ترعاه من جمعيات خيرية هناك، كما وأن الأمر أعقد بكثير مما يظن البعض، فهو ليس خلافاً على الحرب المستعرة في اليمن وسوريا وإن كانت عاملاً مساعداً لهذا الفصام الحاصل. الأزمة الخليجية أخذت ابعاداً عربية وأخرى اقليمية ودولية، ولن تتوقف عند هذا الشكل من القطيعة التي نراها تتمثل بوقف بعض المحطات الاعلامية أهمها قناة الجزيرة، والحصار البري والجوي الذي تم فرضه من قبل المملكة السعودية والدول الخليجية والعربية الأخرى التي لحقت بالركب، وما نتج عنها من تحالفات وتصريحات وتلويحات، وهذا مرده لعقدة المشكلة التي تبدو بعيدة عن الحل بشكل سلمي، ويغلب عليها شكل التحرك العسكري الذي سيضع المنطقة أمام مفترق طرق جديد، يحمل في طياته تغييرات جذرية واسعة، وستلقي بظلال فصول جديدة من الفرقة العربية والتعصب العربي والتشدد الذي يضاعف عمليات العنف والاقتتال. الحقيقة المخفية والتي أدت إلى هذه القطيعة الخليجية الحاصلة منذ أيام لها علاقة مباشرة بالعائلة الحاكمة في السعودية والعائلة الحاكمة في قطر، وهو خلاف استحواذ على أكبر نفوذ بالمنطقة، وخلاف على قيادة المنطقة العربية وزعامتها، وهو خلاف مالي واقتصادي وخلاف على الجاه الأكبر والأثقل، بينما يذهب البعض لتصويره بين قوى خير وقوى شر، وبين قوى وطنية وأخرى عميلة، وبين حكومات ممانعة وحكومات غير ممانعة، ويزيد الجدل والاتهام في أوساط العامة، وهذا مفاده أننا لا نزال نعيش في عصر الجاهلية، ونقاتل بعضنا بعضاً لكي يحيا السلطان، والسلطان يقاتل من أجل البقاء والثراء، ونحن نهتف نموت نموت ويحيا السلطان.