الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نعم هذه قطر راعية المقاومة

نشر بتاريخ: 10/06/2017 ( آخر تحديث: 10/06/2017 الساعة: 17:47 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

بدأت العلاقات القطرية الاسرائيلية تبرز للعلن في العام 1995 بعد انقلاب الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني على ابيه، فقد استغل حاكم الدوحة الجديد اتفاق اوسلو ليتخذ قرارا ببناء علاقات قوية ومتينة ملئها الدفء والتعاون والتطبيع المتبادل مع كيان الاحتلال. نعم هذه قطر راعية المقاومة..
في العام 1996 استقبل حاكم قطر شمعون بيريز في الدوحة كضيف مرموق ومميز وافتتحا معا مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في الدوحة وبدأت العلاقات الاقتصادية بين الجانبين بتبادل الاستثمارات بعشرات المليارات من الدولارات بعد ان طالب الشيخ حمد العرب فتح صفحة جديدة مع دولة الكيان الاسرائيلي وتطبيع العلاقات معه.نعم هذه قطر راعية المقاومة.
يقول الكاتب والدبلوماسي الاسرائيلي سامي ريفلين في كتابه (قطر واسرائيل-ملف العلاقات السرية) وهو الذي كان له دور بارز في توطيد العلاقات الاسرائيلية مع قطر ان الاخيرة تجاوزت كل الصعاب وسهلت اقامة علاقات مميزة مع الاسرائيليين ولعبت دور الجسر المعلق بين اسرائيل والعرب خصوصا انها كانت تدعو العرب لتطبيع العلاقات من الاحتلال واقامة علاقات تجارية وامنية معه. نعم هذه قطر راعية المقاومة..
قطر التي تحتضن قوى تدعي زورا انها مقاومة اتفقت مع اسرائيل على مدها بالغاز باقامة خط مباشر يربط الدوحة بتل ابيب باسعار منافسة وجودة افضل واكثر من ذلك انها ابرمت مع كيان الاحتلال اتفاقا لانشاء مزرعة ضخمة ومتطورة في تل ابيب لتوريد الالبان والاجبان الى الدوحة باسعار تنافس المنتج السعودي والاماراتي وسمحت للمستثمرين الاسرائيليين بالاستثمار في قطر واقامة المشاريع السياحية والعقارية الضخمة وبالمثل استثمرت قطر باموال الشعب القطري في اسرائيل وافتتحت بورصة الغاز في هناك والمستفيد دائما الاحتلال الاسرائيلي وليس العرب.نعم هذه هي قطر راعية المقاومة..
قطر راعية المقاومة اعلنت انها تعترف باسرائيل عندما انضمت لاتفاقية الجات الدولية فهذه الاتفاقية تشترط على الدول الاعضاء ان تبتعد عن المقاطعة وانتهاج سياسة الانفتاح على الدول الاعضاء اقتصاديا واكثر من ذلك انه عندما منحت راعية المقاومة قطر شرف استضافة كأس العالم في العام 2022 اعلنت عن السماح لاسرائيل بالمشاركة في هذه البطولة وفتح اراضيها لكل اسرائيلي يرغب في حضور هذا الحدث العالمي الضخم. نعم هذه هي قطر راعية المقاومة.
يقول جاك ماري بورجيه ان العلاقة القطرية الاسرائيلية امتدت الى التعاون الاعلامي سيما وان فكرة اطلاق قناة الجزيرة عمل تنفيذها الاخوين ديفيد وجان فريدمان وهما يهوديان فرنسيان من خلال اعضاء في لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية المعروفة (بالايباك) وقد اعجب امير قطر الاب الروحي للمقاومة انذاك بالفكرة الجهنمية وتبناها لما لها من دور في الانفتاح والتعاون الاعلامي مع الجمهور الاسرائيلي فكانت هذه الجزيرة تستضيف القادة الاسرائيليين ليبرروا جرائمهم بحق شعبنا تحت شعار الراي والراي الاخر. نعم هذه قطر راعية المقاومة...
التقى حكام قطر عشرات القادة الاسرائيليين بيريس ولفني واولمرت وشالوم وغيرهم كثر وفي كل لقاء اسرائيلي قطري كان رعاة المقاومة القطريين يطلبون الدعم والمساندة في تكريس قطر كلاعب سياسي مهم في المنطقة، هذا الطلب الذي اكد عليه رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم خلال لقائه مع سلفان شالوم في فرنسا وما كان من شالوم الا ان اجابه امام وسائل الاعلام ان طلبكم هذا يشكل مصلحة اسرائيلية عربية لدفع عملية السلام الى الامام والوصول لمرحلة التطبيع الشامل مع العرب.
لا استطيع ان انسى دور حكام قطر الاسود في تكريس الانقسام الفلسطيني من خلال دعم ومساندة حركة حماس واغداق قادتها بالمال كي يبقى جبل الانقسام رابضا على قلوبنا ومن المستفيد من هذا الانقسام غير صديقة قطر اسرائيل فحكام قطر كان لهم الفضل على اسرائيل ان دجنوا حماس التي ما فتئت تعلن انها مقاومة كشعار لكن على ارض الواقع اين المقاومة الحمساوية التي ترعاها قطر ؟؟؟اترك الاجابة لخيالكم الخصب دائما....نعم هذه قطر راعية المقاومة...
على كل الاحوال وبعد كل هذا اقول هؤلاء هم حكام قطر رعاة المقاومة وآبائها الروحيين خدموا اسرائيل سياسيا واقتصاديا وامنيا اكثر من قادة اسرائيل أنفسهم، فقادة اسرائيل لم يتمكنوا من السيطرة على قادة حماس وتدجينهم لولا الدور القطري وقادة اسرائيل لن يستطيعوا اقامة علاقات تجارية وامنية وسياسية مع اي دولة عربية لولا دور حكام قطر الذين كانت مهمتهم تسهيل الطريق امام توق وشغف كيان الاحتلال لذلك..نعم هذه قطر راعية المقاومة.
بعد كل هذا اترك لخيالكم تصور دور قطر كنافذة اسرائيلية على العالم العربي والاسلامي فما جاء في هذا المقال هو المعلن اما الغير معلن في علاقة قطر مع كيان الاحتلال فليس صعبا ان نعرفه ونفهمه.. نعم هذه قطر راعية المقاومة..