الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرمضان العربي

نشر بتاريخ: 11/06/2017 ( آخر تحديث: 11/06/2017 الساعة: 19:29 )

الكاتب: رامي مهداوي

المتابع للمسلسلات المتنوعة بين الأكشن، الكوميدي، الدجل والشعوذة والداعشية_ والبرامج والأعمال الدرامية وحتى الإعلانات الرمضانية سيجد علاقة لما وصلت به الأمة العربية والإسلامية من واقع أشبه ما يكون بواقع "رامز تحت الأرض" دون أي رد فعل أو الشعور ب "الصدمة"، ويجب علينا أن نعترف بأن "عشم إبليس" بالجنة هو عشم العرب بالتوحد.
ما حدث مع دولة قطر يؤكد بأن العرب يعيشون حالة "فوبيا" الإنقسام على بعضهم البعض، فنجد الدول التي لم تنقلب وتنقسم على ذاتها، اشتبكت مع الدول المجاورة لها. وعلينا أن نعترف أن بوابة العالم العربي "باب الحارة" تحرسه الولايات المتحدة الأمريكية، فأصبحت الآمر الناهي في جميع مجالات حياتنا، وزيارة الرئيس ترامب للمنطقة أثبتت بأن العرب يعيشون في "عالم سمسم".
قراءة بسيطة للتاريخ والحاضر ستجد عزيزي القارئ؛ بأن القيادة العربية وجامعة الدول العربية مع مرور الوقت تفقد "الهيبة" ليس فقط أمام المواطن العربي، وإنما أمام المنظومة الدولية بمختلف مكوناتها، والأجيال العربية القادمة ستدفع الفاتورة، لأن ما يحدث هو إحتلال غير مباشر يتم إمتصاص ثروات العرب بمحض إرادتهم ومباركتهم، ليصبح حالهم أسوأ من اتفاقية (سايكس بيكو 1916) بعد تهاوي الدولة العثمانية، لهذا وصلنا مرحلة "من الصفر" وربما تحت ذلك.
حتى على الأصعدة الإجتماعية والثقافية وما وراء المشهد لأغلب الأعمال الفنية الرمضانية نجد بأن هناك محاولات لإرسال "رسائل" أين وصلت سلوكيات المواطن العربي وإهتمامه الكامل بالجنس والشهوات، وكأن العرب يعيشون ظمأ الحب العشق، وهم في حالة بحث مستمر عن "الحلال" من خلال التغلب على حياة الفقر بالعمل مع الدجالين والمشعوذين!! أصبح المواطن العربي بحاجة الى "طلقة حب" كنوع من الدواء في علاج "جنان نسوان" أو الهروب من "أزمة عائلة" مازالت المجتمعات العربية تتعامل معها بتحفظ!!
ومن زاوية أخرى نجد أن "طاقة القدر" عند المجتمعات العربية تفتح من خلال تجارة المخدرات والخروج عن القانون، وهذا ما يتم تصويره بأن المناطق الشعبية والفقيرة هي المصدر الأساسي لخراب الدولة، والإبتعاد عن السؤال الأساسي: ماذا قدمت الدولة من خطط وبرامج تنموية لتطوير القطاعات المختلفة في فضاء المناطق المهمشة؟ ما نحن بحاجة له "لحظة" من التفكير العلمي لمعالجة الجهل والصورة النمطية للمجتمع العربي من خلال توسيع مدارك الجمهور المشاهد بتقديمنا لهم المعارف والمعلومات بطريقة جذابة وسلسة حتى يستطيع الخروج من الدائرة المغلقة التي وضع ذاته بها.
وإذا ما نظرنا بلمحة سريعة الى الإعلانات التجارية في شهر رمضان فهي أيضاً تأثرت بواقع المجتمع العربي، فنجد على سبيل المثال إعلان شركة الإتصالات (زين) ركزت فيه على محاربة الإرهاب والأنظمة الديكتاتورية والتأكيد على قيم التسامح، عبر تصويرها لقصة قصيرة تدور حول إرهابي يريد تفجير نفسه، فيواجهه ضحايا الإرهاب، وهناك العديد من الإعلانات الدعائية التي تناولت قيم وأخلاق بدأ المجتمع بفقدانها.
علينا "العودة" لواقعنا ومعالجته ليس فقط فكرياً، فقد شبع المواطن العربي من صواريخ "أرض جو" ومن التنظير الآيديولوجي، فجميعنا يبحث عن "الحصان الأسود" داخل سفينة "نوح"، المواطن العربي للأسف أقولها يعيش الآن "بين عالمين" متمثلين بالإغتراب في وطنه والموت السريري. فالإعلام العربي مطلوب منه الآن بث "طاقة نور" للمجتمع العربي بالتالي للفرد الذي نعتبره أثمن ما نملك "لأعلى سعر"، هذا ما يطمح به المواطن العربي أن تكون جميع مشاكله "خلصانة بشياكة".