السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يعني استمرار الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني؟

نشر بتاريخ: 14/06/2017 ( آخر تحديث: 14/06/2017 الساعة: 13:58 )

الكاتب: وسام شبيب

هنالك نقاشات وجدل سياسي في الأوساط الثقافية والسياسية لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وانشاء كيانين منفصلين سياسيا واقتصاديا، بالاخص بعد الانقلاب العسكري الذي قامت به حركة المقاومة الاسلامية حماس، ولكن ما هي ملامح قطاع غزة في حال تم هذا الانفصال بدعم إقليمي وتسهيلات كفتح ميناء، مطار وحدود مع دولة مصر وإسرائيل؟
في هذه المقالة سوف أوضح ملامح الانفصال، انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية وتداعيات الانفصال السياسي على مبدأ حل الدولتين.
"حركة حماس لا تعترف بشرعية م.ت.ف. كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطينيي لا حتى باتفاق اوسلو أو المعهدات الدولية بين م.ت.ف. والمجتمع الدولي" حركة حماس ليست في هيكلية (م.ت.ف ) بسبب ايديولوجيتها وتضارب المصالح مع منظمة التحرير الفلسطينية. حماس و م.ت.ف." نهجين سياسيين مختلفين".
حماس حزب سياسي متبني لفكر الإخوان المسلمين، حماس شكلت في أواخر عام 1987 في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى. منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. تتألف (م.ت.ف) من العديد من والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية، والشخصيات المستقلة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملتزم وحكومته كامل الالتزام، بالمواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الامن كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي لضمان انهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة فلسطينية على أراضي عام 1967 وعودة اللاجئين والقدس الشرقية عاصمتها أي "مبدأ حل الدولتين".
في عام 2007، فازت حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. في ظل هذا النجاح لحركة حماس نشب نزاع مسلح بين حماس والأحزاب السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في غزة، لتولي السيطرة على قوات الأمن الفلسطينية. قوات الأمن الفلسطينية كانت تابعة لحركة فتح في قطاع غزة قبيل الانقلاب العسكري الذي قامت به حركة حماس. فتح بدورها رفضت تولي حركة حماس لهذه الاجهزة لعدة اعتبارات منها: المعهدات الدولية المبرمة بين م.ت.ف و المجتمع الدولي ومن ضمن هذه الاتفاقات اتفاق اوسلو.
حماس اعتبرت هذا العمل عمل غير ديمقراطي، مما جعلها تنقلب على شرعية م.ت.ف. للسيطرة على الاجهزة الامنية في قطاع غزة، مما تسبب في الانفصال السياسي الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة، تسبب هذا الانفصال باضعاف النظام السياسي الفلسطيني وموقف م.ت.ف. كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
النقاشات السياسية السابقة - الحاضرة ضمنت أن انقلاب حماس في غزة ليس سوى مقدمة لانفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية. مستقبل غزة لن يكون غامض، بل سيكون على النحو التالي: توسع في حدود القطاع، ليشمل اجزءا من العريش، وفتح ميناء ومطار، وضمان إنشاء كيان سياسي مستقل عن الضفة الغربية.
هذه المناقشات السياسية السابقة - الحاضرة عادت تارة أخرى لتطفو على السطح، المواطنون في قطاع غزة على علم بأن هناك تغييرات ديناميكية خطيرة حدثت في الحياة العامة بعد سنوات من حكم حماس. هناك حالة من اليأس والإحباط التي تسيطر على الفلسطينيين في قطاع غزة ولغة المصالح باتت عالية بين حكومة حماس وإسرائيل ومصر.
مما لا شك فيه، أن حماس، تطمح لتولي مقاليد السلطة والحكم، في الضفة الغربية وقطاع غزة في ان واحد، ولكن هذا لا يعني لحماس إنهاء الانقسام الفلسطيني، بقدر ابقائه، والعمل لتوسيع هذا التقسيم ومحاولة السيطرة على الضفة الغربية ان امكن ذلك، هنالك العديد من الاعتبارات الاقليمية والدولية والمتغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط سريعة ديناميكية وخطيرة.
اسرائيل لديها مصلحة في الحفاظ على الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني وتعميقه، لإسرائيل هذا الانقسام سيضعف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والجهود الدولية الرامية لحل سلمي بين الاسرائيليين والفلسطينيين، أقصد هنا : "حل الدولتيين"، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية. دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، القدس الشرقية عاصمتها وعودة اللاجئيين الفلسطينيين واحلال السلام في الشرق الأوسط.
إن آفاق الكيان السياسي الجديد في قطاع غزة مرهون بمدى التعاون الإقليمي والدولي مع حماس. إسرائيل متورطة في خلق هذا الكيان الجديد في قطاع غزة، وبقائه واستمراره، واضعاف الموقف السياسي الفلسطيني للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره ... هناك حزم من التسهيلات، إسرائيل مستعده للقيام بها: المطار والميناء، ومنح بعض العمال الفلسطينيين الحق في العمل في إسرائيل قانونيا اي "سلام اقتصادي" مقابل تنازل حماس عن النهج العسكري والمحافظة على الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني واغتيال مبدأ حل الدولتين.
من الممكن تحويل قطاع غزة إلى منطقة تجارة حرة، مزدهرة، واعدة، منفصلة كامل الانفصال عن الضفة. هذه الحالة، حالة مزرية للقضية الفلسطينية، بل تاريخ أسود للشعب الفلسطيني ستكرسه حماس وهي بمثابة اغتيال سياسي ممنهج لمبدأ لحل الدولتين، ذاك النهج لا يمكن أن يتحقق دون المتغيرات الدولية والإقليمية، هذا نهج في الواقع خاضع لآخر المستجدات على الساحة السياسية في منطقة الشرق الأوسط ... لغة المصالح اصبحت لغة سياسية معقدة جدا ومتشابكة.
على حماس التخلي عن تكريس الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، لما لهذا الانقسام تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية ومصالحنا كشعب فلسطيني..