الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حقيقة ما تريده حماس وما يريده دحلان

نشر بتاريخ: 19/06/2017 ( آخر تحديث: 19/06/2017 الساعة: 14:20 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

لعل العزلة السياسية المطبقة التي تعاني منها حركة حماس بعد ان سقطت ورقتها لدى العرب والمسلمين تجعلها تبحث عن مخارج لعزلتها حتى تستمر في السيطرة على غزة المكلومة في ظل الاوضاع الاقتصادية والانسانية الصعبة في القطاع. فالعرب جلهم يرفضون التعامل مع حماس ومن له مصلحة في التعامل معها اضحى يخجل من الاعلان عن اي موقف يؤيدها وهذا ما لاحظناه بعد ايقاع المقاطعة العربية بحق قطر..
حماس تريد السيطرة على القطاع وفي ذات الوقت تريد من الحكومة الفلسطينية والرئيس ابو مازن دفع فاتورة حكم حماس وتكاليف الانقسام فهي حكمت غزة وشكلت ميليشاتها وكرست وزاراتها وعينت موظفيها وتفضل يا ابو مازن ويا حمدالله لتتحملا الاعباء المالية لحكم حماس في غزة.
في غضون ذلك تسعى حركة حماس للبحث عن اي مخرج لازمتها فما كان في فطاحلة السياسة فيها الا ان هداهم الله الى ان التحالف مع الدحلان فهو كلمة السر لفك العزلة المطبقة على حماس وهو القعقاع الذي سيأتي بالذئب من ذيله.
الدحلان ليس قوة سياسية في فلسطين وهو ليس حزبا او فصيلا واسعا كي يكون حليفا وطنيا لحماس لكنه استطاع ان يجني ثروة مالية كبيرة جمعها من جرائم الاختلاس والسرقات التي كان يرتكبها عندما كان جزءا من السلطة التي يسعى لتعهيرها اليوم بكل وسائله الشيطانية وخزعبلاته المسيلمية ومع ذلك يريد ان يبقى تحت الاضواء فهو يعشق الاثارة والبروبوغندا ولديه من خبراء الشعوذات والاستهبال الاعلامي الكثير والعصفور مضرب للامثال في ذلك.
اليوم يتحدث البعض عن تحالف والتقاء مصالح بين حماس والدحلان الذين تسببوا في معاناة غزة واغرقوها بالازمات والهموم والمتاعب، هذا التحالف الذي استطيع ان اسميه بتحالف (حملان) اختصارا لحماس ودحلان وهذا الاختصار الاستراتيجي بنظري يليق بهما كثيرا وقد اعجبني لما فيه من معاني اهمها ان الطرفين خرفان وادوات لا اكثر.
بكل الاحوال حقيقة المشهد تقول ان حماس تريد الخروج من ازمتها باي حل يعيدها للحاضنة الوطنية ودحلان يسعى لان يكرس وجوده في غزة بأي ثمن حتى لو كان على حساب فلسطين التي بذلنا من اجلها دماء شهدائنا وجبلا من الجمام يتربع على رأسه ابو عمار، لكن ما يعرفه الجميع ان قطر هي راعية حماس الماسية والدحلان يسكن ويعيش في الامارات ومن منا يخفى عليه طبيعة العلاقة بين قطر والامارات والسؤال اذا كان اسياد تحالف الحملان متصارعان ومثل الشحمة والنار فهل تحالف الحملان هذا حقيقي او استراتيجي ام انه طراز جديد للاستهبال الحملاني على الشعب الفلسطيني.
برأيي انه قد يكون هناك اتفاق حملاني على حلحلة موضوع الكهرباء والمعابر اذا كان هناك حاضنة عربية تمويلية لهذه الحلحلة والتي ستستفيد منها حماس باطالة امد سيطرتها على غزة وسيستفيد منها دحلان في اعادة انتاجه كبطل قومي كونه استطاع ان يأتي بالذئب الملعون من ذيله.
لكن وعلى الفرض الساقط ان سيناريو الحلحلة الحملاني هذا كان واقعيا وصحيحا فهل ان هذه الحلحلة هي كل ازمات غزة وهل اهل غزة المظلومين لا يوجد لديهم اي ازمات اخرى؟؟؟ هل نكون بحل ازمة الكهرباء اسدلنا الستار على عهد الازمات في غزة واضحى القطاع سنغافورة العصر الجديد بمجرد عودة الكهرباء وسمير الزعبلاوي الى غزة بغض النظر عن الصيغة التي سيتم اخرجها للناس.
الواقع الذي لا يستطيع احد انكاره ان الكهرباء والمعابر هي نتائج لازمة كبرى صنعها التحالف الحملاني وهي الازمة الاقتصادية والسياسية للقطاع برمته فالجانب الاقتصادي يقول ان اكثر من 45%من اهالي القطاع عاطلين عن العمل فهل التحالف الحملاني سينهي ازمة البطالة؟؟؟ والواقع يقول ان تكلفة اعمار غزة واعادة الاكسجين لرئتيها يحتاج الى اكثر من 12 مليار دولار فهل التحالف الحملاني قادر على ذلك ؟؟؟ كما ان التقارير الاستراتيجية تؤكد ان غزة بحاجة لاكثر من خمسين مليار دولار لتخرج من جل ازماتها؟؟؟وانا اقول كل مليارات الكون لن تنسي غزة جرحها لكنهم يحاولون ذر الرماد بالعيون وتضخيم انجازهم الوهمي وتسويقه على انه اخر الدنيا وانجاز القرن وفي الحقيقة ان ازمات غزة اكبر منهم وتحتاج الى دولة حقيقية وليس زمرة عصابات التقت مصالحهم العصابية للاجهاز على ما تبقى من غزة تحت شعار اعادة الامل لغزة؟؟؟؟؟
بنظري ان حل ازمات غزة والمتشعبة والمتشابكة والمتراكمة يحتاج اكثر الى وحدة وطنية والسعي لترتيب البيت الداخلي من خلال اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تفرز قيادة فلسطينية جديدة تؤمن بشعار شركاء بالدم والقرار والمصير حتى نستطيع ونحن موحدين معالجة كل ازماتنا الوطنية والاقتصادية والسياسية واي سيناريو بعيد عن ذلك سيزيد الطين بلة وسيوسع دائرة الازمة الاقتصادية والسياسية وتذكروا ان التقاء التحالف الحملاني لن يستفيد منه شعبنا وانما سيتفيد منه اباطرة الحروب لذلك تذكر عزيزي المواطن الغزي انك تنام على العتمة والجوع والقهر وقيادات التحالف الحملاني بالعز ينعمون وصدق المثل اللي قال( العز للرز والبرغل شنق حاله).
ان التحالف الحملاني في حقيقته تحالف اقتصادي لان من يستفيد من موضوع الكهرباء هو من يجني بدل الاستهلاك وهي حماس ومن سيستفيد من فتح المعابر المزعوم ليس المواطن الذي لا يمتلك مصاريف الذهاب الى القاهرة وانما من يستطيع ان يستورد البضائع وضخها في السوق الغزي للمستهلك الغلبان وهم بالتأكيد الذين تكرشت بطونهم من الحروب على غزة والانقسام الذي صنعوه امثال الدحلان وقادة حماس لذلك اقول ان هذا لاتحالف هو صيغة اخرى من التجارة السوداء لانهم يستثمرون في معاناة الناس في غزة فالهدف هو مصالحهم وجمع ثروات جديدة على حساب معانات المقهورين ببيعهم الوهم والسراب للناس.
عزيزي المواطن ان المستفيد من تحالف حملان الاسود هم فقط قيادات الحملان وليس انت وهذه حقيقة ما تريده حماس ويريده الدحلان لان مصالحهم التقت ولم يلتقون عند معاناة غزة وواهم من يعتقد غير ذلك؟؟ والقادم سيبدي لنا اكثر...والسلام......