نشر بتاريخ: 20/06/2017 ( آخر تحديث: 20/06/2017 الساعة: 14:28 )
الكاتب: موفق مطر
هل سنشهد تشكيل جبهة ( حماسحلان ) في ( غزستان ) ؟!
ليس الأمر بعيدا أبداً طالما ان أدوات الانقلاب مازالت تتمتع بتأييد اسرائيل وقوى اقليمية، وبعض حكام ينطقون بالضاد لايهمهم الا الحفاظ على رؤوسهم حتى لو تكلف الأمر الغدر بالقضية الفلسطينية!.
الانقلابيون ومعهم دحلان الذي سلمهم مفاتيح غزة، يظنون بسهولة قطع جذر الفلسطينيين في غزة من جذور شجرة الشعب الفلسطيني.. لذا تجرأ خليل الحية على الجهر في مؤتمره الصحفي بأن لقاءات جماعته (حماس) مع فريق دحلان قائمة من وقت طويل، وأن شعب غزة – لاحظوا مصطلح شعب غزة – يستحق التقدير، لذا فان (اخوانه ) ذاهبون لتشكيل جبهة وطنية لانقاذ المشروع الوطني!!
لا يعني كلام الحية سوى ان حماس ذاهبة حتى النهاية مع دحلان لانشاء (غزسستان) ولتشكيل جبهة انفصال (حماسحلان)، تحكم قبضتها على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، ولتجريدهم تدريجيا من الوعي الوطني، واستبداله بعملية (استيطان ) تعلي المصلحة الجهوية والفئوية، على ركام الوطنية، وهذا بحد ذاته مؤشر على جهل الانفصاليين بالشخصية الوطنية الناظمة لحياة الفلسطيني اينما كان على ارض وطنه او خارجها بحكم النكبة واللجوء.
غزة ستعطي الانفصاليين وأركان ( جبهة حماسحلان ) درسا لن ينسوه ابدا، وهذا نابع من ثقتنا ان كل فلسطيني وطني يفترض نفسه قوة نوعية في رافعة المشروع الوطني، وليس قوة في الجبهة المضادة التي تعني بدون فلسفة او لف او دوران جبهة الاحتلال الاسرائيلي ومعه المتآمرين علنا وسرا على القضية الفلسطينية ، فجذور اهلنا الوطنيين في غزة عميقة لن يتمكن منها مخالب ثعالب وقواطع قوارض حماس ودحلان!!.
يتحدث الحية عن شعب غزة ، وجبهة وطنية لانقاذ المشروع الوطني ، ما يعني بكل وضوح ان الوطن المقصود هو دويلة غزة ، وأن مليوني فلسطيني في قطاع غزة ، سيتم تقييدهم قسرا وارهابا كشعب لهذه الدويلة ، وان الانفصال وشق المشروع الوطني الفلسطيني راسيا هو مشروع حماس ودحلان الوحيد ، قد بدأ منذ عشر سنوات ، وأن الظروف الدولية كما يعتقد هؤلاء المتاجرون بمظلومية غزة ، ومعاناة اهلنا فيها ، ومآسيهم التي يعرف القاصي والداني ان حماس ودحلان قد اختلقا كل الظروف لايصال قطاع غزة الى ماهو عليه الآن من حصار! .
يبدو ان عملية تدوير مهمات رعاة الانقلاب والانفصال ماضية على قدم وساق ، مادام الامر يتعلق بارهاق الوطنيين الفلسطينيين ودفع القيادة الشرعية الى القبول بما يخالف الثوابت الوطنية – وهذا لن يتحقق مادام الرئيس ابو مازن قائدا لحركة التحرر الوطنية ورئيسا لهذا الشعب - ، او دفع الشعب الفلسطيني الى هاوية اليأس والاحباط ، لارغامه على القبول ببديل لاخيار آخر معه ، اي القبول بمقومات عيش حياتية وانتعاش اقتصادي على حساب الكرامة ، والهدف الرئيس في الحرية والاستقلال والسيادة ، والدولة بعاصمتها القدس الشرقية .
ماذا يقول الذين انتقدوا الرئيس ابو مازن عندما وضع الحقائق أمام الشعب الفلسطيني في كلمته التاريخية بافتتاح احدى دورات المجلس الثوري ، واعتبروا ما قاله الرئيس بمثابة صراع شخصي مع هذا او ذاك ، ألا تثبت لهم الأحداث المتلاحقة ان الرئيس كان محقا عندما اشار بوضوح الى مؤامرة الانقلاب ، وطالب كل المعنيين بالبحث عن دور دحلان وكشفه للناس، حتى يتبين كل وطني الحقائق قبل ان يستخدمه الانفصاليون في اجنداتهم الخاصة ويسيلون دمه على أرصفة اهدافهم ومكاسبهم ونزواتهم الخاصة جدا جدا . فهذا الذي يبشر بجبهة انقاذ خليل الحية هو الذي في المؤتمر الصحفي : "نحن في حماس لا نبدأ الحروب ولا نتوقع حربا، نحن لا نريد ذلك، وقوات الاحتلال تقول انها ليست معينة بذلك ايضا " فهل عرف وطنيو بلادي اليوم لماذا استخدمت حماس شعار المقاومة والجهاد ، وأن سلاحها الذي مررته تحت يافطة المقاومة كان أخطر من سلاح الاحتلال على المشروع الوطني الفلسطيني.