الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سئمنا المارين على جراحنا

نشر بتاريخ: 28/06/2017 ( آخر تحديث: 28/06/2017 الساعة: 14:56 )

الكاتب: شفيق التلولي

ما زلنا نحاول ضبط إيقاع أقلامنا ما أمكن كي "لا نرش على الموت سكر" سيما في هذه الظروف العصيبة التي تعصف بساحتنا الفلسطينية؛ لعلنا بذلك نسهم في إنقاذ ما تبقى من نسيج وطننا بعد ما نتج وما ينتج عن حالة الإشتباك والإرتباك وصعود الجميع فوق الشجرة وترك شعبنا في غزة معلقاً يتأرجح على الأغصان.
وهذا بالطبع ليس خذلاناً ولا اصطفافاً لصالح أي ممن يخطئ بحق شعبنا الفلسطيني الأبي، فلا ننحاز إلا للوطن مع حفظ حقنا في معتقداتنا الفكرية والسياسية وانتمائنا التنظيمي الفصائلي، بل ننتظر أن يهبط الجميع عن الشجرة بسلام قبل أن يسقط الشعب الذي ما زال معلقاً في تلك الأغصان، ويكون الخاسر الأكبر في هذه المعركة ذلك ما لا تسمح به أقلامنا التي سنشهرها وقتئذٍ لنوقع شهادتنا ضد أي طرف يقتل شعبنا ويجوعهم ويغرقهم ظلماً في ذلك الظلام الدامس.
فكما لفظنا الإنقلاب منذ وقوعه ورفضنا مخرجاته التي أحدثت الإنقسام الفلسطيني وما زلنا نبغضه، سنلفظ ونرفض كل تجني على شعبنا مجددين دعوة جميع الأطراف للجلوس حول مائدة حوار غير مشروط أساسه فض كل التشكيلات والاجراءات المتخذة من قبل أي طرف؛ إذ لا يجوز أن يظل الشعب مرتهناً لهذا السجال والجدال الدائر والمدمر لكل أركان حياته.
لقد سئمنا المارين على جراحنا وبخاصة في غزة، غزة الجزء الأصيل من الوطن، غزة العمق الاستراتيجي للدولة الفلسطينية المنشودة وبوابة بلاد الشام الجنوبية، غزة التي لا تسمح أن تكون خارج سياق الوطن لا تسمح أن تكون خارج أي حسبة، غزة ليست ملحقاً ولا عبئاً إضافياً؛ "فلا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة".
وحتى نترجم هذه الشعارات علينا أن نؤمن بها فعلاً وليس قولاً، الفعل الذي يتأتى من خلال وقف نزيفها اليومي فوراً وإنقاذها من دياجير عزلتها وتحريرها بالوحدة الوطنية التي تنزع ذرائع الإحتلال الاسرائيلي وتلجم سياسته الرامية لشطب شعبنا وتقتيله وتصفية وجوده عبر مصادرة حقه اليومي في العيش بكرامة تحت حجة أمنه المزعوم والإنقضاض على مشروعه الوطني التاريخي وحلمه في تقرير مصيره، وبالوحدة نصنع السياسة الخارجية ونغير قواعد اللعبة لا بحراب الإنقسام.