الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بهــــدوء؛ نحن في الوقت الأقرب لإنهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 01/07/2017 ( آخر تحديث: 01/07/2017 الساعة: 20:29 )

الكاتب: أحمد الغندور

نعم بهدوء وبدون تشنجات من بعض الأشخاص أزعم أننا في الوقت الأقرب والأنسب لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي والذي استنزف من أعمارنا عشر سنوات، إضافةً إلى تأثيراته السيئة على مجمل القضايا والمكونات الفلسطينية.
فلماذا أفترض الأن أن هذا الوقت هو الأقرب والأنسب لإنهاء الانقسام؟
إن محاولة وسائل الاعلام المتعددة تصوير الانقسام الفلسطيني بأنه بات صراعاً حزبياً وشخصياً يكاد يطيح بفلسطين قضيةً وشعباً، وهذا على النقيض تماماً. فلو نظرنا إلى رأس الهرم الفلسطيني نجد أن السيد الرئيس أبو مازن وهو من أحرص الناس على القضية الفلسطينية وثوابتها وأنها في عهده قد حققت تقدماً ملحوظاً في الأمم المتحدة والمحافل الدولية مما أمدنا بالأدوات القانونية الفاعلة والتي تمكننا من العمل على انتزاع حقوقنا والدفاع عنها، كما أنه صمام الأمان من الغرق في بحار التضارب العربي لحرصه عن الاصطفاف مع طرف دون الأخر.
كما أن الشقيقة الكبرى مصر حريصة كل الحرص على إتمام المصالحة الفلسطينية بين الإخوة جميعاً دون أي محاولة في الضغط غير المقبول أو متوازن على طرف دون طرف، كما أنها واعية للمخططات الإقليمية المطروحة لتجاوز الحق والشعب الفلسطيني؛ فتعمل بحرص على إفشال مثل هذه المخططات.
ولعل تنسيقها مع حركة حماس في غزة على إقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وفلسطين خير دليل على رفض ما يسمي بمشروع "دويلة غزة" في سيناء المصرية بشكل عملي وحازم، أضف إلى ذلك تزويد محطة الكهرباء بغزة بالسولار المصري لدعم القطاع والعمل على الاستغناء عن الالتجاء للاحتلال الإسرائيلي.
هذا الاحتلال المرفه الذي يريد أن يحرم الفلسطينيين من كافة الحقوق القانونية والإنسانية التي تنص عليها المواثيق الدولية في مواجهته كقوة احتلال؛ وهو يريد أن يجبي أثماناً باهظة مقابل احتلاله.
أما الأخ أبو إبراهيم السنوار عن حركة حماس في غزة وهو الشخصية المتواضعة المشبعة بثقافة المخيم فقد أدرك رغم الوقت القصير له على رأس الحركة في غزة، عمق المؤامرة التي توشك أن تهاجم الكل الفلسطيني فسارع بقبول الدعوة المصرية، وسارع بالاستجابة للمتطلبات الأمنية المصرية مما يؤكد حرصه الوطني ووعيه بالأمن القومي العربي فكانت خطوته المباركة، فإذا ما أضافنا إلى ذلك جلسة العتاب مع الأخ أبو فادي والتي نأمل أن تكون ساهمت في وضع النقاط على الحروف بين طرفين قد سرى الخلاف بينهما، أقصد كطرفي نزاع وليس كأشخاص بينهما الكثير من الاحترام و التقدير.
كذلك الأخ أبو فادي الذي يحرص على مشاركة الكل الفلسطيني في أفراحهم وأتراحهم؛ والعمل على رفع الأعباء ما استطاع عن كاهل قطاعات في الشعب الفلسطيني وخاصة الشباب، مما يؤكد اهتمامه ووعيه بضرورة انهاء الانقسام البغيض وطي صفحة الماضي من خلال لجنة المصالحة المجتمعية ودمج الموظفين ولعلهما من أخطر القضايا العالقة في مناقشات انهاء الانقسام.
نخلص مما سبق أن هذه الشخصيات تحت الرعاية والمظلة المصرية قادرة على تحقيق الوئام في فلسطين، والمطلوب الأن من الجميع الرجوع خطوة واحدة للخلف وإلغاء ما تم اتخاذه فيها من إجراءات والجلوس إلى بعضهم البعض بقلوب مفتوحة والتعالي على الجراحات الشخصية والتشنجات الحزبية من أجل فلسطين ومستقبل أبناءها ومن أجل الدفاع عن الأقصى الذي يدنس.
حينها نقول لكم جميعاً؛ لقد أثبتم أنكم الأغلى والأعز. دمتم ذخراً.