الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب خالدة جرار.. امرأة بحجم دولة

نشر بتاريخ: 03/07/2017 ( آخر تحديث: 03/07/2017 الساعة: 17:56 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

وكأن التاريخ يعيد نفسه كل مرة، فان كانت الشعوب المحتلة أي الواقعة تحت الاحتلال تستفيد من فترات نضال الشعوب قبلها ضد المحتل فان الاحتلال نفسه وسلطاته لا تستفيد من ذلك أبدا، وهم وكأنهم لا يعلمون ما معنى النضال أو لم يدرسوه لأنهم جيل تربى على احتلال الناس ونهب الأموال وبطشهم والاعتداء عليهم فهم احتلال غاشم.
فقانون المحتلين، أي الواقع عليهم الاحتلال ليس غريبا وسهل الفهم والتطبيق، إنهم شعب تربى على الحرية ومارسها في ظل غيابها وبطشها من كل من تجبر في المواطن والناس في فلسطين المحتلة.
إنها القائدة النائب خالدة جرار التي كرست حياتها للقضية وجابهت الاحتلال بكافة إمكانياتها، واعتبرت حجرا مهما في سند القضية الفلسطينية على مدار سنين عمرها، والتي لن بثنيها هذا الاحتلال عن الاستمرار في مواجهته، وستبقى رمزا منيرا في سماء فلسطين.
لقد عرفنا الزميلة خالدة في ميادين الدراسة في جامعة بيرزيت وعرفانها في ميادين العمل في السياسة والثقافة والمشاركة الشعبية في كافة أطرها، وعلى كافة المستويات وهي ابنة تنظيم فلسطيني يتبع لحكماء فلسطين، والذين لن يهدؤوا إلا بتحرير فلسطين، فكان لها الأثر الأكبر في مواصلة النضال وتجنيد الشباب ومحفزا كبيرة للمرأة الفلسطينية كمثال رائع ورائد في مواجهة قل نظيرها في تحدي الاحتلال وأعوانه.
وليدرك ويعلم الاحتلال وغيره أن الاعتقال والاستشهاد والجرح والهدم وكافة أعمال الاحتلال وأدواته لن ترهب هؤلاء الأبطال عن مواصلة الطريق نحو الحرية الكاملة لفلسطين كل فلسطين.
فهؤلاء الذين كرسوا أعمارهم لخدمة فلسطين وقضيتها سيبقون رمزا متحديا لكل أصناف العدوان الصهيوني، وسيبقون تاجا يرفع على الرأس والأكف، فهم بحجم دولة الاحتلال، فلو قيست النائب جرار لجاءت أهم من دولة الاحتلال كلها بمسئوليها ومواطنيها وهي أكثر وزنا منهم، وهم إذ يهابون كلامها ومواقفها، فهي السيف البتار المسلط على الاحتلال وأعوانه وهي نقطة الضوء نحو النفق المظلم في قضيتنا الفلسطينية، والمجد للشهداء والشفاء للجرحى والإفراج قريب للأسرى، والسيدة خالدة كمعتقلة اليوم فهي من النواب والقادة داخل السجون الذين لهم وقع خاص على قلوبنا وعقولنا، وصبرا جميل نحو طريق وحيد من اجل التحرير.