نشر بتاريخ: 04/07/2017 ( آخر تحديث: 04/07/2017 الساعة: 10:49 )
الكاتب: عبد الرحمن القاسمأمريكا والغرب عموما لديهما مشروعهما الاقتصادي السياسي الاستعماري الاستثماري التوسعي, والرغبة في التمدد بشكل مباشر وغير مباشر وان تكون دول العالم وخاصة الثالث تابعة لهما أو على الأقل تتبع نفوذهما, وفي المحصلة ان تكون مستهلكة ومعتمدة عليهما. وامتلك الغرب برامج سياسية واقتصادية وعسكرية وغزو ثقافي وفكري قابلة للتنفيذ وحتى لا تكون برامج جامدة وفجة, اوجد مؤسسات وبرامج تنمية لإضفاء اللمسة الإنسانية على تلك البرامج من خلال وكالات التنمية ومؤسسات حقوقية تعنى بحقوق الإنسان والديمقراطية والمرأة والطفل.
فنجد وكالة التنمية الامريكية ووكالة التعاون الايطالية ووكالة الإنماء والتعاون الدولي اليابانية والالمانية والفرنسية والروسية..و...و,,,,,واستحدثت منح دراسية لطلاب العالم الثالث ومراكز إيواء وإغاثة ومراكز بحث وتنمية لتحسين صورة الغرب في نظر المواطن في دول العالم الثالث, وحتى لا يرى الغرب مجرد شر مطلق ومصدرا لرسم السياسات والحروب والتفسيم وانها تهدف ابقاء تلك الدول متلقى ومستهلكا لكل ما ينتجه الغرب من أسلحة وثقافة وقيم.
المرحوم معمر القذافي كان يدعم جبهة "مورو" الانفصالية بالفلبين ,والمجموعة الانفصالية بايرلندا الشمالية, والهنود الحمر بأمريكا أحضرهم الى طرابلس بمؤتمر طويل عريض , وانفق المليارات في دعم الكثير من الحركات والمجموعات الانفصالية في العالم. والمرحوم صدام حسين رغم عدائه للإسلام السياسي احتضن الاخوان المسلمين جماعة سوريا نكاية في حافظ الاسد, والاسد احتضن المعارضة العراقية ووقف مع ايران في حربها ضد العراق, رغم ان الاثنان صدام والأسد يمثلان حزب البعث العربي الاشتراكي صاحب شعار "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" والى اليوم لم يفسر احد ما هي الرسالة الخالدة...؟؟؟
انتهى صدام والأسد وبرزت قوة مالية اعتقدت انها ستكون قوة اقليمية على قاعدة "غاب القط العب يا فار" وبرزت قناتي الجزيرة والعربية لكشف المستور, فدولة الإمارات طائرتها قصفت ليبيا واليمن وسوريا ولا ادري هل تملك عدد طيارين إماراتيين لتغطية كل تلك المعارك والحروب. ولديها سجن او قاعدة في ارتيريا وتمول حالة عملية الاستفتاء لانفصال اقليم كردستان عن العراق. ولديها الهلال الأحمر الإماراتي وبعض المؤسسات الاغاثية لتقديم وجبات افطار في رمضان هنا او هناك او توزيع المؤن او البطانيات على لاجئي حروب عبثية في العراق و ليبيا واليمن وسوريا.
واتضح ان قطر وراء دعم معظم التنظيمات والميلشيات المسلحة المناوئة للنفوذ الإماراتي او السعودي وتبنيها لجماعة الاخوان المسلمين وحتى في فترة كانت تأوي المعارضة الشيشانية وجماعة طالبان وقاعدة عديد الامريكية وحاليا قاعدة تركية ولديها قوات فصل في افريقيا.
لا نريد تسطيح وتبسيط الامور ونقول ان معظم هذه الدول هناك من يفكر لها ويورطها وليس سرا ان كبار المستشارين الامنيين والعسكريين وراسمي السياسات ليسوا مواطنين تلك الدول وان جزءا من تلك الدول مجرد صراف الي لتنفيذ سياسات وبرامج لدول كبرى. ونفترض حسن النوايا وان هذه الدول لديها الرغبة والطموح في تكون دول لها وزنها وتأثيرها في المنطقة ودول العالم.
تخيلوا معي لو ان تلك الدول بالمليارات التي أنفقت على العسكر والقتل والدمار واحتضان المعارضة والمعارضة المضادة نأت بنفسها عن صراع الكبار وشر الحروب، وأنفقت نصف او ربع تلك المليارات في إنشاء جامعات ومراكز بحثية باسم تلك الدول وخصصت الف منحة سنوية لطلاب العالم وخاصة الثالث في شتى التخصصات ونشرت ثقافة التسامح والتعايش لخرجت مئات الألوف من الطلبة، ان لم يكن بضع ملايين يدينون بالجميل والمعروف لتلك الدول وأنها كانت سببا تلقيهم العم والمعرفة وأصبحوا سفراء لتلك الدول بين اهلهم وفي دولهم يسبحون بالحمد والثناء لهم.
تنويه بما اننا عرب ومن بيئة صحراوية والجمل رفيقنا فان سياستنا الخارجية ونفوذنا زي"تخفيش الجمال".