نشر بتاريخ: 05/07/2017 ( آخر تحديث: 05/07/2017 الساعة: 10:20 )
الكاتب: بهاء رحال
شح المعلومات الواردة حول تفاهمات جرى الاتفاق حولها بين حركة حماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ونظراً لحساسية اسم الأخير فإن أوساط كثيرة غير راغبة بالحديث حول الأمر، وما بين شح المعلومات وتوارد بعض التصريحات يلف الغموض حول ما هية هذه التفاهمات التي لا أرى فيها ما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني خاصة وأنها تأتي في ظل محاولات حثيثة من قبل نتنياهو لاستغلال الفرص خاصة بعدما جاء دونالد ترامب إلى كرسي الحكم في الولايات المتحدة.
التصريحات التي خرجت تدل على أن هذه التفاهمات جرت برعاية المخابرات المصرية، الجهاز المسؤول عن متابعة قطاع غزة، ولكن هذا لا يعني أنها الدور يمثل الدولة المصرية، حيث لم ترشح عن جمهورية مصر العربية أية مواقف ثانوية، بل إنها وقبل أيام كررت وقوفها إلى جانب القيادة الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير والرئاسة الفلسطينية، وهذا يعني أن كل ما يخرج من تصريحات هنا وهناك لا يمثل الموقف الرسمي المصري وبالتالي فهو لا يعدو كونه كلام في أروقة ضيقة.
قد يرى البعض الغرابة في هذا التلاقي الحاصل بين دحلان من جهة وحركة حماس من جهة ثانية خاصة وأن حماس مراراً وتكراراً وضعت دحلان العقبة الأساسية في طريق المصالحة وكانت تتهمه بالكثير من القضايا، حتى أنها بررت انقلابها بأنه جاء لردع محمد دحلان ولم يكن موجه لمنظمة التحرير وكثيرة هي التصريحات في هذا الجانب، أما دحلان من جهته فلم يدخر لسانه قط في محاربة حماس وحركة الأخوان المسلمين حتى أنه قدم نفسه في الفترة الأولى لتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه المحارب الأول في وجه حركة الأخوان المسلمين، وبالرغم من كل ذلك فاننا نجد هذا التلاقي الأخير والذي يجمع الطرفين بهذا الشكل المثير للشكوك، وليس المثير للشكوك فحسب بل والمخيف جداً خاصة بما يتداوله البعض عن خطط لتقاسم الأدوار في إدارة القطاع الذي خرجت بعض التصريحات بأن رقعته الجغرافية سوف تتسع وأن هناك وعودات باقامة ميناء بحري ومطار جوي في اطار فصله بالكامل عن الضفة، وهذا يتساوق مع أطماع الاحتلال في الضفة والقدس، وهنا تكمن الخطورة، وعلى هذا فإن الفعل السياسي الفلسطيني الرسمي والشعبي يجب أن يتحلى بالحكمة والحنكة لدرء خطر كافة الخطط التي تستهدف الكيان الفلسطيني والهوية الوطنية، وأن تكون هناك خطة شاملة لوقف أي محاولة لتكريس واقع الانقسام، وأن يبدأ العمل بشكل جدي وحقيقي لطي هذه الصفحة المظلمة بدلاً من تعزيزها.
لا أدعي معرفة أكثر مما تناقلته بعض من وسائل الإعلام، ولكني لست من اولئك الذين يؤثرون الصمت خشية من شيء ما، لأن الواجب يحتم على الجميع أن يتكاتف في مواجهة أي تفاهمات أو محاولات للتفاهم يكون لها الأثر السلبي على مستقبل المشروع الوطني برمته.