نشر بتاريخ: 05/07/2017 ( آخر تحديث: 05/07/2017 الساعة: 11:36 )
الكاتب: وائل خليل
إنَ المتُتبع لمراحل تطور الفكر الإداري في يومنا هذا يجدٌ أن تِلكَ المراحل بدأت بالنمو في أواخرِ القرن الثامن عشر عندما بدأ علماءُ الإدارة واحد تلو والآخر يتحدثُ عن فلسفة علم الإدارة كلٌ من زاويته الخاصة، فبدأ فردريك تايلور ذلك من خلال مدرسته الكلاسيكية كأول مدرسة إدارية في ذلك القرن وكان هدفها اتباع الأسلوب العلمي لحل الأزمات الإدارية التي تنجم عن عمل المؤسسات حيث نجح في تحقيق أهداف المؤسسات من خلال التركيز على زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة وإحلال السلام بين العمال، بينما رأى هنري فايول أن أهداف المؤسسات ممكن أن تتحقق من خلال وضع المبادئ الإدارية التي تضمن سير العملية الإدارية فبدءاً بمبدأ الوحدة ومروراً بمبادئ السلطة والتعاون وخضوع المصلحه الخاصة للعامة والأمر والنهي وانتهاءً بمبدأ تفويض السلطة كلها وٌضِعت من أجل تحقيق الغاية المنشودة.
أما المدارسٌ الأُخرى في الإدارة فكان كُل رائد يرى بمنظوره الخاص ويحاول معَالجة بعض نقاط الضعف التي كانت بالمدارس السابقة من أجل تحقيق الهدف المنشود، أما أٌم المدارس فهي المدرسة الإدارية في الإسلام بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد وضعت كافة الخطوط العريضة والتفصيلية للإدارة حيث أنها مستمدة من كتاب الله عز وجل والسنة النبوية الشريفة , ومن ضمن المبادئ الرئيسية التي وضُعت بهذه المدرسة المركزية و اللامركزية الإدارية وانسجامها مع المصالح في عهد النبي وذلك على عكس ما يقابلها بعلم الإدارة الحديث (المركزية الإدارية وتضارب المصالح ).
فما هي المركزية الإدارية ؟ وما المقصود بتضارُب المصالح ؟ وما هما النموذجين وما الفكرة الرئيسية من هذا المقال ؟ لماذا تٌصر بعض المؤسسات على اتخاذ قراراتها من قبل شخص واحد فقط تعتمد عليه وكأن لا أحد غيره بالمؤسسة ؟ فاذا كان هدفي هدفك وهدفك هدفي فلماذا هذه المركزية وذاك التضارب بالمصلحة ؟
المركزية الإدارية هي العملية التي يتم من خلالها حصر كافة السلطات والصلاحيات بيد شخص واحد فقط لا غير فهو الاّمر الناهي وهو من يتخذ القرارات وهو من يتصرف وكان لا أحد غيره بالمؤسسة وقد ربطناه بتضارب المصلحه لإن المدراء الذين يعملون بذلك هم المستفيدون من ذلك بأي مصلحه تكون ضمن اطار العمل .
النموذج الأول : المركزية الإدارية وتضارب المصالح بعلم الادارة الحديث
لا يخاف المدراء فقط على أماكنهم من التغيير وأن يصبحوا على الهامش بل إن معظم المدراء في مؤسساتنا أصبحوا ينظرون لذاك الكرسي على انه فرصه للتسلق على حساب الاخرين ونهبٌ الأموال والتوظيف غير الكفء , لذا نجد أغلبهم يسيطرون على أماكنهم من خلال حصر الصلاحيات والسلطات لأنفسهم وعدم العمل بالمبادئ العامة للحوكمه الرشيدة وفي هذا مؤشرات خطيرة تٌبِعد عنا العمل على تحقيق رؤية المؤسسة فكلما عمِلنا بكفاءة كانت النتائج فعالة أكثرٌ أما اذا كان هذا يتوظف على حساب هذا وذلك ينهب الاموال وتلك تحاول الحصول على منصب أعلى فهنا قد نصل لمرحلة الإنحراف الإستراتيجي بالتالي لا بد من ان يكون هناك خضوع المصلحة الخاصة للمصلحة العامة.
النموذج الثاني : المركزية و اللامركزية الإدارية وانسجام المصالح في عهد المدرسة الاسلامية
ضَرَبَ النبيُ صلى الله عليه وسلم وصحبهِ الكرام رِضُوانُ اللهِ عليهم أروع الأمثلة في مفهوم الإدارة , حيث كان عليه الصلاة والسلام يجتمعٌ بالمسلمين ويستَشيرهٌم بِأمُور العامة ويعملوا على حل تلك القضايا بيسر وسهوله وكانوا رضوان الله عليهم يتفقدوا أحوالٌ الرعِية حتى وصلت بِهٌم الى حمل المؤن على أظُهِرهم من عدلهم وإحساسهم بأن المسؤولية تكليف وليست تشريف هذا بالإضافة الى وضعهم أُسس للإدارة منها الترفع عن المال العام , محاسبة المسئولين , تشكيل مجلس شورى لحل القضايا , تشكيل بيت مال للمٌسِلمين , دفع الزكاة وغيرها من المبادئ حتى وصلت ببعض العلماء في العصر الحديث أن قالوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لو وٌجِدَ لحل قضايا الكون وهو يحتسي فنجاناً من القهوة .
الفكرة الرئيسية للمقال :
العمل على استخدام اسلوب المركزية واللامركزية الإدارية كلٌ حسب حالة المؤسسة مع الشعور برقابة الله بالعمل والخجل منه , لإننا إن خجلنا من الله خجل الله منا , وكذلك التطٌبع بِأخلاق النبي وصحبه وتابعيهم وأخذ أُسسه بِعين الإعتبار عند تطبيق المفاهيم الإدارية بمؤسساتنا.