نشر بتاريخ: 07/07/2017 ( آخر تحديث: 07/07/2017 الساعة: 11:01 )
الكاتب: معمر العويوي
"يا إلهي كل الأوطان تنام وتنام، وفي اللحظة الحاسمة تستيقظ الا الوطن العربي فيستيقظ ويستيقظ وفي اللحظة الحاسمة ينام".
هذا هو حالنا العربي كما وصفة المفكر العربي محمد الماغوط في كتابة "سأخون وطني" قبل اكثر من ثلاثين عاما، وحالنا اليوم وصل حد الغيبوبة وليس فقط النوم. وكل دولنا العربية والإسلامية تعيش لحظات حاسمة وكل شعوبنا وقياداتنا ونخبنا ومثقفينا في سبات عميق.
فما يحصل بسوريا واليمن وليبيا والعراق ومصر والسودان من حروب الاخوة الاعداء، لا يستحق الايقاظ، بينما مباراة الكلاسيكو تستيقظنا وتستيقظنا حتى الصباح. وما يحصل في فلسطين من سبعين عاما ربما نحتاج الى سبعين اخرى لنستيقظ من نكبتنا ونفكر بكيفية التحرر من احتلال الإسرائيلي الذي هو سبب مصائبنا القومية كلها.
ماذا ننتظر حتى نفتح عيوننا ونرى ما يدور حولنا ونستيقظ من غيبوبتنا القومية، وماذا تنتظر النخب والمثقفين والاعلاميين حتى تستيقظ وتوقظ شعوبها، والى متى ستبقى على الحياد وفي صفوف المتفرجين تارة، ومتواطئة وخائفة من قول الحقيقة تارة اخرى تاركة الساحات والمناصب لأشباه المثقفين والمنافقين والوصوليين والمشبوهين اخلاقيا وامنيا.
"مهمة المثقف والمفكر تتطلب اليقظة والانتباه على الدوام، ورفض الانسياق وراء أنصاف الحقائق أو الأفكار الشائعة بإستمرار" كما يقول ادوارد سعيد. هنا تكمن مسؤولية النخب ببناء وتحصين الأوطان لان الأنظمة العربية سواء من استلمت الحكم عن طريق الانقلابات باسم تحرير فلسطين او من خلال ديمقراطية التفصيل كلها مهمتها اما الحفاظ على نفسها وابقاء السلطة بيدها وأما تنفيذ ما يخطط المستعمر له، لذلك تعمل كل شيء لإبقاء الشعوب نائمة مجهلة فاقدة لدورها الوطني غارقة بالفساد والخيانة والجهل والفقر.
ومن يخالف المستعمر من تلك الانظمة يُضحى به ويُحرض عليه الخونة تارة، كما أُعدم صدام حسين وكما سُمم ياسر عرفات، وتارة بالفوضى الخلاقة كما يحدث بسوريا واليمن وليبيا ومصر والسودان.
أيعقل احسن أمة اخرجت لناس تعيش اسوء واقع بين الشعوب؟ هل اصاب الأمة العربية والإسلامية كلها عقم الرجولة لم تعد تلد نساءنا سواء السحيجة والمطبلين والمنافقين؟
سبعون عاما وسبعون نكبة ونكسة ومازلنا نردد نفس الشعارات ونفس الخطابات، وعشرات الانقلابات باسم تحرير القدس ومازالت القدس محتلة. الم يحن الوقت لنغير أنفسنا حتى يتغير حالنا السيء كما جاء في كتابه العزيز "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".
المصيبة الكبرى اننا نعرف سبب مصائبنا وطريقة علاجها ولكن نعالجها مثلما يعالج مريض السرطان بشربة الميرمية.
لذلك يتوجب على النخب والمثقفين واصحاب العقول والخبراء والكفاءات والقيادات قراءة التاريخ والتعلم من تجارب الشعوب كجنوب افريقيا والهند والجزائر كيف تحررت من الاحتلال، والعمل على إعداد خطة وطنية شاملة تتكفل ببناء مستقبل مزدهر جوهره الاستقلال والتنمية والتقدم ،للخروج من هاذا الواقع المرير الذي انعدم فيه الأمن والأمان والآمال.