الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
نتائج الاستطلاع الاخير الذي نشر نتائجه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية يدق ناقوس الخطر في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والادارية والتنظيمية، لكن قيادة التنظيمات جميعها لم تعد تتأثر بنتائج أي استطلاع ، لانه لا يوجد انتخابات في الافق وبالتالي فان رأي الجمهور غير مهم بالنسبة لهم وهم يواصلون العمل بطريقة ( قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء ) .
وجاء في نتائج الاستطلاع أن نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية في قطاع غزة انخفضت كثيرا لتبلغ 43%. اما نسبة الإحساس بالأمن في الضفة الغربية فتبلغ 53%. وهي نسب متدنية وخطيرة ولا ترضي أي احد .
امّا الاخطر فكانت نسبة الرغبة في الهجرة بين سكان قطاع غزه وتبلغ 47% وبين سكان الضفة وتبلغ 23%. ولمزيد من الشعور بالخطر فان نسبة الاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية تبلغ 79%.
وكم هو صادم ومفاجئ تدهور الشعور بالحرية في الضفة الغربية ، حيث يعتقد 36% فقط من كافة فلسطينيي الضفة والقطاع أن الناس في الضفة الغربية يستطيعون اليوم انتقاد السلطة بدون خوف ونسبة من 58% تعتقد أنهم لا يستطيعون ذلك.
باقي النتائج لا تقل خطورة عن باقي المجالات ، وعلينا هنا ان ندرك حجم الضرر الذي لحق بالمجتمع الفلسطيني اقتصاديا وسياسيا وفي مضمار الحريات وكل هذا سيخلق هلع شديد عند الاجيال القادمة ويمنع الابداع ويزيد من التفكير بالهجرة ، ويسوق المجتمع الى حالة اغتراب كبير .
ومثل باقي المجتمعات العربية، لم يعد الشعب الفلسطيني يريد اصلاح النظام . ليس لان النظام جيد ولا يحتاج الى اصلاح ، وانما بسبب ان الجمهور يائس ومحبط من امكانية اصلاح النظام السائد سواء في السلطة او في التنظيمات التي تسيطر على حياة السكان في الارض المحتلة .
لا أعتقد أن هذه المقالة سوف تؤثر بأي مسؤول أو قائد . ولكن هذا الشعور المنتشر وسط الجمهور لا يجب الاستهانة به ، ولسوف يأتي يوم يقول فيه الجمهور لجميع القيادات والمسؤولين في هذا البلد ( خنقتونا ) ويقلب الطاولة في اية انتخابات قادمة .
الى حين تفتح صناديق الاقتراع ، أنصح بمشاركة الجمهور في أي قرارت حكومية او تنظيمية . وأنصح بعدم اهمال رأي الجمهور .