الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظام التوجيهي يحتاج الى ثورة

نشر بتاريخ: 11/07/2017 ( آخر تحديث: 11/07/2017 الساعة: 18:53 )

الكاتب: إبراهيم فوزي عودة

اذا كان التعليم في هذه الايام يعاني من المرض فالتوجيهي مرض تعليمي واجتماعي ونفسي وبدل التفكير في الغاء التوجيهي لما يسببه من معاناة للطلاب والاهل. بدأ التفكير في تغيير نظام الثانوية العامة (المقترح الجديد) والذي بعد تجربته عاما كاملا لم نر التغيير؛ بسبب عدم الدراسة الكافية له بدليل رفضه من قبل العديد من التربويين سواء في وزارة التربية والتعليم او خارجها قبل اقراره. والرفض كان من منطلق انه يجب تشكيل لجان متخصصة لدراسة النظام الجديد ومعرفة مدى نجاعته مما يسهل على الطالب والاهل تجاوز هذه المرحلة. نحن مع التغيير ولكن اي نوع من التغيير وما هي النتائج المتوقعة من التغيير؟اين الحوار من التغيير. واعتقد ان بالامكان ايجاد بديل افضل وحقيقي، لا بد من طرح الافكار وتبادلها وعمل مؤتمرات وتقديم الدراسات العلمية لمقترحات الخروج من هذا النوع من التعليم الذي يجمع في ذاكرة الطالب المعلومات للامتحان ومن ثم ترمى لانها لا تمثل اي خبرة للواقع. وكل طلاب التوجيهي عندما يذهبون للجامعة يذكروا هذا الفراغ وعدم التواصل بين ما درس في المدرسة وبين الجامعة على الرغم من ان الجامعات ايضا لديها مشاكلها التعليمية حيث يتخرج الطالب والفراغ بين ما تعلمه وبين واقع عمله عندما ياخذ الوظيفة. فاذا كان النظام السابق والنظام الجديد لم يخرجنا من قوقعة الحفظ والتفريغ عند الامتحان فاين الابداع في النظامين وبالتالي مازلنا نحتاج الى بديل حقيقي يلغي النظام. 
السابق كاملا ويحلل النظام المقترح الجديد اذا كان تغير شكلي وبقاء المضمون ومهما يكون من حال فهو تعديل على الموجود وهذا ما لا نريده. نريد الغاء نظام التوجيهي بكل مشاكله التعليمية والنفسية والاجتماعية على الطلاب والاهل، لاننا بهذا النظام نزيد انهماك الطلبة في تخزين المعلومات التي تقلل من تدخل الطلبة في تغير اوضاعهم من خلال ابداعاتهم. نريد طلاب مبدعين من خلال توفير انظمة تعليمية تركز على السلوكيات والمهارات وتعزز مشاركة الطالب في بناء وتطوير مجتمعه ووطنه. طبعا عدا عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يسببها التوجيهي. فحفل يوم تخريج المدرسة بالفساتين والبدلة المكلفة وحفل في نفس يوم تخريج المدرسة وخاصة المدارس الخاصة وهي مكلفة للاهل وبعد الاعلان عن النتائج الرسمية تقام الحفلات في القاعات المكلفة للاهل، والاقارب والاصدقاء. لو توفرت كل هذه للاقساط الجامعية. وهذا لا يعني ان لا نفرح بالنجاح انما في داخل نطاق الاسرة والاقارب المقربين وفي البيت وليست في القاعات التي هي من يستفيد من هذه المناسبات. والاغرب من كل ذلك عندما يحصل الطلاب على معدل عال فوق 95 ويكونوا موعودين بمنحه ولولاها لن يستطيع الاب الانفاق على مصاريف ابنه الجامعية، لذلك اجتهد الابن وسعى جاهدا وحصل على المعدل. وعليه ان يركض وكان المنحة لمن له وساطة في الحكومة وابناءهم الاقل معدلا. وابناء طبقة العمال والفلاحين هم الاكثر اجتهادا عليهم ان يناضلوا لاخذ حق المنحة الدراسية.
ان نظام التوجيهي يحتاج الى ثورة وجراءة في نسف ما هو موجود بكل مشاكل المذكورة واستبداله بما يتناسب مع مصلحة وراحة الطالب واهله ومجتمعه من اجل خدمة وطنه خدمة حقيقية تحفظ كرامة وعزة المواطن المتعلم المثقف في مجتمع يصبح التعليم فيه قيمة حضارية انسانية.