الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس وأهمية خطاب اسماعيل هنية الرئيس الثالث للمكتب السياسي للحركة

نشر بتاريخ: 13/07/2017 ( آخر تحديث: 13/07/2017 الساعة: 20:39 )

الكاتب: احمد عيسى

الجزء الأول دراسة تحليلية
قدم السيد اسماعيل هنية يوم الاربعاء الموافق 5/7/2017، وامام نخبة منتقاة من ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، شملت ممثلين عن القوى السياسية والتنظيمية ، علاوة على تضمنها ممثلين عن القطاعات والمؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والاعلامية والنسوية والشبابية وغيرها من المؤسسات والقطاعات العاملة في قطاع غزة، وبدى واضحا في هذا الامر تغيب قيادة حركة فتح عن حضور هذا اللقاء لأسباب تتعلق بالحالة الموضوعية القائمة بين الحركتين، لا سيما العلاقات بينهما التي سادت في الفترة الاخيرة، اضافة للموضوعات التي سيتحدث عنها السيد هنية خاصة، التفاهمات الاخيرة بين حركة حماس ومجموعة دحلان.
وعلى الرغم من تعمد حركة حماس عدم دعوة ممثلين عن حركة فتح لهذه المناسبة، الامر الذي لا يخلو من دلالة، إلا ان عدم حضور فتح وممثليها لم يلغي اهمية الخطاب او يقلل منها، إذ تجلت هذه الاهمية في شخص اسماعيل هنية "ملقي الخطاب"، وفي شكل الخطاب، ومكان القائه وتوقيت هذا الالقاء، علاوة على ما تضمنه من مواضيع ومعاني ورسائل، وعلى الرغم من اهمية هذه الاخيرة وطغيان هذه الاهمية على ما سبقها من عناصر، الا ان ابراز هذه الاهمية يتطلب القاء الضوء على العناصر الاربعة الاخرى المشار اليها لارتباطها العضوي بأهمية المضمون.
من جهتها ستسعى هذه المقالة الى القاء الضوء على العناصر الخمسة المشار اليها اعلاه، لإبراز تلك الاهمية ودلالاتها على حركة حماس ما بعد الخطاب، واثار ذلك على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني والعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، في لحظة زمنية وواقع فلسطيني تملأه المخاطر والتحديات على حساب الفرص والآمال، الامر الذي يجعل من قلق الفلسطينيين، واحساسهم بالأسوأ وانتظارهم وتوقعهم له امرا مشروعاً.
وذلك من خلال تقسيم هذه المقالة الى ثلاثة اجزاء، سيتناول الجزء الاول اهمية الخطاب من حيث شخص السيد هنية، ومن حيث اهمية شكل الخطاب ومكانه وتوقيت القائه.
وسيخصص الجزء الثاني لتناول اهمية مضمون الخطاب، فيما سيجري في الجزء الثالث والأخير الإجابة على الاسئلة اعلاه وغيرها من الأسئلة التي قد تتفرع عنها.
وفيما يتعلق بشخص السيد هنية، ستسعى هذه المقالة الى التركيز على الجوانب الشخصية غير المعروفة للعامة، وغير المتضمنة في الدراسات المنشورة، والتي بدورها تحيل اليها هذه المقالة لغايات مزيد من التعرف على شخص القائد والمسؤول الجديد للحركة.
وفي هذا الصدد يؤكد البعض ان السيد هنية قد عُرف منذ طفولته، بأدبه الجًم، وتواضعه اللافت، هذه الصفات التي تبرزهما ابتسامته الدائمة، وطاعته العمياء للأب والقائد والسيد والمسؤول.
كما عُرف بصوته الجميل، وقدرته اللافتة على الإلقاء والحفظ والتلاوة، لا سيما آيات وصور القرآن الكريم، إذ كان قد فاز في العام 1976، أي في سن لم يتم فيه الثالثة عشر من العمر، بالمرتبة الاولى في حفظ سروة ياسين، وذلك في المسابقة التي نظمتها الجمعية الاسلامية في مدينة غزة في ذلك الوقت.
ويفيد البعض ممن عايشوا طفولة السيد هنية كذلك انه عُرف بتدينه ومواظبته على الصلاة وصلاحه، ويضيف هؤلاء انه قد اكتسب هذه الخصال الطيبة من والده القعيد، المرحوم عبد السلام هنية، الذي عرفه جيرانه وسكان منطقة الشاطئ بهذه الخصال.
ويرى البعض هنا، ان الشعور بالعجز قد دفع الاب القعيد لتعدد الزوجات لغايات انجاب الذكور، إلا ان الله شاء ان يكون ابا لكثير من الإناث واثنين فقط من الذكور كان السيد هنية هو اصغرهم سناً.
ويعتقد البعض في هذا السياق ان قلة عدد الذكور في العائلة الكبيرة من حيث عدد ابنائها، ومدى الحاجة الاقتصادية والمعنوية للذكور فيها، كانت المحركات الاساسية لزواج السيد هنية المبكر جداً، اذ كان قد تزوج من ابنة عمه "ابو يوسف"، وهو لم يكمل سن السادسة عشر من عمره.
وتفيد المصادر ذات الصلة ان السيد هنية قد انجب من زوجته الوحيدة "أم العبد"، ستة عشر ولداً وبنت، يشكل الذكور الغالبية العظمى منهم.
ويشير البعض ان الصفات الأصيلة في شخصية السيد هنية، والمشار الى بعضها اعلاه، مثل الطيبة، والهدوء، والأدب الجم، والتواضع اللافت، والتدين المبكر، والمواظبة على الصلاة في المسجد، والابتسامة الدائمة، وفصاحة اللسان، والمقدرة اللافتة على الحفظ والتلاوة والإلقاء، والطاعة المطلقة للأب أو الأخ الأكبر، او للأكبر في العائلة، او للأستاذ في المدرسة، او للمسؤول في المسجد، كانت من السمات الكافية لجلب انتباه جماعة الاخوان المسلمين في منطقة مخيم الشاطئ للسيد هنية.
ويفيد البعض ممن كانوا شهوداً على تلك المرحلة ان الأسباب المشار اليها اعلاه، كانت من اهم الأسباب التي جرى تأسيساً عليها تنظيم السيد هنية لجماعة الاخوان، قبل ان يبلغ العشرين من عمره، في مخيم الشاطئ، وتحديداً في المسجد الابيض أحد المساجد المركزية في عرف الجماعة، ويؤكد البعض في هذا الشأن ان شيخه الاول كان المرحوم محمد حسن شمعة، احد اقدم اعضاء جماعة الاخوان المسلمين في قطاع غزة، واحد قيادتها، واحد شركاء الشيخ المرحوم أخمد ياسين في اتخاد قرار تأسيس حركة حماس في العام 1987، كما انه رئيس مجلس الشورى العام للحركة حتى وفاته في يوليو العام 2011.
ولخص بعض ممن يمتلكون جرأة الحديث مع الاخر الفلسطيني، وممن عرفوا السيد هنية قبل وبعد انضمامه للإخوان المسلمين، وقبل وبعد نشأة حركة حماس، وقبل وبعد ترأسه لكتلة حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقبل وبعد ترأسه للحكومة الفلسطينية العاشرة، وقبل وبعد فوزه برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، شخص هنية بثلاث صفات اساسية بقولهم انه "شخص مؤدب ومتواضع وساذج سياسياً، وأضاف انه وبناء على هذه المواصفات فهو أي السيد هنية التابع المطيع دائماً لسيده "، وأضاف آخرين بأنه شخص العلاقات العامة وليس شخص القرارات الحاسمة".
ومن حيث الشكل، تبرز اهمية الخطاب في كونه الأول للرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس، علاوة على انه قد يكون الخطاب الاول المكتوب الذي يلقيه الرجل، الذي حرص على ان يتعرف عليه الناس من خلال فصاحة لسانه وقدرته على الارتجال، الأمور التي يدركها عامة الناس، فضلاً عن ادراكهم لما حرص السيد هنية على اخفائه عنهم، بأنه يفضل كثيراً الشكل على حساب المضمون، باعتبار الاول جزء اصيلاً من الثاني، الامر الذي يعني ان شخصية السيد هنية قد بنيت على اساس ثقافة الشكل ومتطلباته، ورغم اهمية هذه الثقافة، الا انها تبقى احد مكونات القيادة ومتطلباتها، كما جرى توضيحه اعلاه، وليست مكونها الوحيد والرئيس.
ومن حيث الشكل كذلك، فقد أُعد الخطاب على شكل النداء الموجه من قبل حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي الثالث، للأمتين العربية والإسلامية وكذلك للشعب الفلسطيني بكل فئاته واطيافه واماكن تواجده، كما تكون الخطاب شكلاً من 5154 كلمة، وزعت بدقة على الموضوعات التي تناولها النداء، اذ بلغ عدد هذه النداءات ما مجموعه ثلاث عشرة نداءً، تناولت تعريفاً لحركة حماس ومبادئها ومنطلقاتها ومرجعياتها للكون والحياة ورؤيتها واهدافها وأولوياتها، ثم تناولت تحليلها للواقع الفلسطيني المعاش، وكذلك الواقع العربي والاسلامي والدولي، وما يتضمنه هذا الواقع من نقاط ضعف وقوة، وفرص وتهديدات.
وعلى ضوء التحليل اعلاه، حدد النداء معالم الطريق التي يتوجب على الكل الفلسطيني سلوكه لضمان الانتصار، وعند هذه النقطة، أبرز السيد هنية كرئيس للمكتب السياسي للحركة، قسمه وتعهده بالالتزام بهذا الطريق، مهما كلفه ورفاقه في قيادة الحركة، بما في ذلك الحركة نفسها من ثمن.
وقد خصص النداء جزءً منه لحركة فتح وابنائها، اذ دعاهم للاصطفاف مع حركة حماس في هذا الطريق مؤكداً بذلك سواء بقصد ام بغير قصد ان حركة حماس التي يرأسها هي الممثل الاصدق للأولويات الفلسطينية في هذه المرحلة من الزمن.
كما وتضمن الشكل كذلك استفراد السيد هنية لوحده بالمنصة، إذ خلت من وجود بقية اعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة كما جرت العادة، لا سيما الشكل الذي قدم فيه السيد خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي وثيقة حركة حماس الجديدة من العاصمة القطرية الدوحة، كما غابت عن المشهد تقنية الفيديو كونفرنس مع أي من العواصم العربية الأخرى وتحديدا الدوحة حيث يتواجد فيها بقية اعضاء المكتب السياسي من خارج فلسطين كما جرى عند تقديم الوثيقة الجديدة للحركة يوم الاثنين الموافق 1/5/2017.
أما من حيث المكان، فقد كانت غزة الجناح الجنوبي للوطن، حيث ولدت حركة حماس وتأسست في العام 1987، وهي المكان الذي تحتفظ فيه حماس بقوة عسكرية تعتبر الاكبر التي تمتلكها الحركة في فلسطين، هي المكان الذي وجه من على ارضه السيد هنية نداءه للشعب.
وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى ان قطاع غزة هو المكان الذي انقلبت على ارضه وفي حدوده الحركة على النظام السياسي الفلسطيني في العام 2007، فضلاً عن انه المكان الذي لا زالت تسيطر عليه حركة حماس بالقوة العسكرية، كما انه المكان الذي يعيش سكانه منذ ذلك التاريخ حالة انسانية مأساوية غير مسبوقة نتيجة لأحداث العام 2007، وما نتج عنها من حصار وعزل وحروب، والأهم من ذلك كله انها المكان الذي يعمل فيه دحلان وجماعته بحرية لم تمنحها حركة حماس لأي من التنظيمات الفلسطينية المختلفة الامر الذي بحد ذاته لا يخلو من دلالة.
ومن حيث اهمية توقيت الخطاب، فتكمن اهمية التوقيت في كونه الخطاب الاول للرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس، بصفته القيادة التنفيذية الأعلى لحركة حماس وفق نصوص ومواد الأنظمة الداخلية التي تحكم الحركة وعملها.
وتجدر الاشارة في هذا الشأن الى ان ترأس السيد هنية لرئاسة المكتب السياسي للحركة تأسيساً على النتائج الأخيرة للانتخابات الشورية التي جرت مؤخرا في الحركة لاختيار مؤسساتها القيادية، والقائه خطابه "ندائه" الاول من قلب فلسطين وتحديداً من على ارض غزة كما اشار اكثر من مرة في خطابه، يعتبر قرينة على نقل ثقل قرار حماس من خارج جغرافيا الوطن، للداخل الفلسطيني.
وفي هذا السياق فقد كان المكتب السياسي قد تشكل وتأسس خارج البلاد في العام 1992، على اثر القرار الاسرائيلي بإبعاد اكثر من 400 قيادي من كل من حركتي حماس والجهاد الاسلامي، الى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، الامر الذي احدث فراغا قياديا في الحركتين.
ومنذ تأسيسه تنقل هذا المكتب ما بين العاصمة الاردنية "عمان"، التي بدورها اغلقته واعتقلت قيادته المقيمة في العاصمة بما فيهم السيد مشعل رئيس المكتب في العام 1999، لرفضهم الالتزام باشتراطات الجنسية الاردنية ومتطلباتها، الامر الذي دفع قطر للتدخل ونقل مقر المكتب السياسي وقيادته للعاصمة "الدوحة"، اذ ظل هناك حتى اتمام الانتخابات الاخيرة للحركة التي انتهت قبل شهر من القاء الخطاب موضع القراءة، والتي حل فيها السيد هنية مكان السيد خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي.
وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى ان حركة المقاومة الاسلامية حماس قد أجرت عدة تحولات على رؤيتها الاستراتيجية للعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، والفلسطينية العربية، وكذلك على رؤية حركة حماس للصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ انتقال مكتبها وقيادتها للعاصمة القطرية الدوحة.
فعلى الصعيد الفلسطيني لا سيما فيما يتعلق بنظرة حركة حماس للسلطة الفلسطينية والمشاركة السياسية فيها، فيلاحظ تحول موقف حماس جذريا في كل ما يتعلق في هذا الامر، اذ كانت حركة حماس قد رفضت بشدة المشاركة في السلطة الفلسطينية في العام 1996، الذي جرت فيه الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية الاولى، بحجة ان تلك الانتخابات تتعارض مع العقيدة والشرع، اذ انها تعني عملياً اعتراف حركة حماس باتفاقية اوسلو ومبادئها، حيث كانت هذه الاتفاقية هي الاساس القانوني والسياسي الذي قامت عليه السلطة الفلسطينية ومؤسساتها خاصة المؤسسة التشريعية المتمثلة في المجلس التشريعي الفلسطيني.
الآمر الذي تحول بواقع 180 درجة في العام 2006، الذي جرت فيه الانتخابات الفلسطينية الثانية على المستويات الرئاسية والتشريعية والبلدية، اذ كانت حركة حماس قد غيرت موقفها الشرعي المسند فقهيا من هذه الانتخابات وشاركت فيها بدل مقاطعتها كما جرى في العام 1996.
وكانت حركة حماس قد حققت في هذه الانتخابات فوزاً ساحقا، لا سيما على الصعيدين البلدي والتشريعي، اذ يعتبر هذا العام وفقا لرأي البعض استنادا على تلك النتائج ودلالاتها السياسية والقانونية، فضلاً عما اعقب هذ الانتخابات من مواقف وسلوك للحركة وعناصرها، لا سيما انقلاب العام 2007، بمثابة اقتحام وليس مشاركة لحركة حماس وعناصرها للنظام السياسي الفلسطيني الذي تمثله السلطة الفلسطينية لا سيما الوثائق الدستورية الدالة عليه خاصة القانون الاساسي الفلسطيني والمعاهدة "اتفاقية اوسلو" الموقعة ما بين منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية الدستورية على السلطة ومؤسساتها، وبين حكومة دولة اسرائيل، اذ كان الطرفان قد اعترفا قانونياً بشرعية وجودهما وفق مذكرة الاعتراف المتبادلة بينهما في العام 1993.
كما كانت حركة حماس قد اعلنت عن وثيقتها الجديدة من قلب العاصمة القطرية الدوحة في مايو العام 2017، من قبل الرئيس السابق للمكتب السياسي خالد مشعل، الأمر الذي كان للدوحة اثرها وبصمتها الواضحة في هذا الشأن بكل ما لذلك من دلالات سياسية.
وبذلك تكون حركة حماس قد ادخلت تحولات على مواقفها ورؤاها كما بدت في ميثاق العام 1988، والتي سيكون لها اثارها وتداعياتها على الحركة والمشهد الفلسطيني برمته في قادم الايام.
وأخيراً حسم في اروقة الدوحة امر الرئاسة الجديدة للمكتب السياسي للحركة، اذ جرى هناك اختيار السيد هنية خلفا للسيد خالد مشعل، هذا الاختيار الذي حسم عودة ثقل القرار الحركي للداخل الفلسطيني بكل ما في ذلك من دلالات واستحقاقات سياسية ستكشف عنها الايام القادمة.
وفي الأثناء كانت قيادة حماس قد نقلت بعضاً من مقر قيادتها، لا سيما ذلك الجزء المسؤول عن الجناح العسكري للحركة، من العاصمة الدوحة او دون اعتراض منها، لدولة سوريا المقاومة، وعاصمتها دمشق، التي بدورها أكرمت وجود حماس ومنحت قيادتها واعضائها مساحة من الدعم والتسهيلات ما لم تمنحه لأي من فصائل الثورة الفلسطينية المقاومة منذ العام 1965، الامر الذي دفع مشعل في يناير العام 2006، وبعد فوز حركة حماس الساحق في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية الى اهداء هذا الفوز لسوريا ورئيسها "بشار الأسد"، معلنا حينذاك ان هذا الفوز "قد انهى عزلة وحصار سوريا من قبل القوى المعادية لها ولمحور المقاومة مرة وللأبد".
وفي هذا الشأن بدى انقلاب حركة حماس على سوريا ونظامها بعد اندلاع ما سمي حينها بالربيع العربي في العام 2011، واصطفافها الى جانب الاخوان المسلمين الذي تًمثل بموقف دولة قطر، مثير للدهشة والاستهجان والاستغراب، من قبل الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي، بما فيهم اولئك المنتمين لحركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية، فضلا عن دهشة واستغراب عدد كبير من المنتمين لحركة حماس نفسها.
هذا وتكمن اهمية توقيت القاء الخطاب كذلك في تزامنه مع حالة الانهيار غير المسبوقة التي يعيشها النظام العربي، ومتطلبات هذه الحالة من تحالفات واصطفافات، كانت قد تجلت بوضوح في القمة العربية الاسلامية الامريكية التي عقدت في الرياض في اواخر شهر مايو السابق، وما نتج عن هذه القمة من مخرجات كان اولها قد تجلى فيما يعرف الآن بالأزمة القطرية العربية، التي بدورها لا زالت متواصلة ولم تنتهي بعد، والتي كانت العلاقة ما بين دولة قطر وكل من جماعة الاخوان وحركة حماس احد ابرز عناوينها.
* كاتب وباحث السياسي