نشر بتاريخ: 15/07/2017 ( آخر تحديث: 15/07/2017 الساعة: 15:46 )
الكاتب: مراد حرفوش
تحتفل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بتاريخ 15/ تموز في ذكرى انطلاقتها 50 امام جملة من التحديات والصعاب التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية ليست على صعيد المشروع الوطني الفلسطيني، والعملية السياسية المتوقفة منذ سنوات امام التعنت الاسرائيلي، وانما ما زاد من ازمة الحركة الوطنية ما تشهده من حالة انقسام سياسي الذي مر عليه عشرة سنوات من التشرذم، والفراق بين فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي اليوم بحاجة من أي وقت مضى من القرب والوفاق في المواقف والرؤى في ظل ما تعصف بالقضية الفلسطينية من كل حدب وصوب من ازمات وموجات من التحديات التي تحتاج اكثر الى الوحدة الوطنية وموقف موحد حتى تستطيع الخروج من حالة التشذي والتوهان التي تعيشها و زادت من صعوبة واقعها نتيجة الانقسام المشؤوم في الساحة الفلسطينية.
انطلاقة جبهة النضال من مدينة القدس بعد اربعين يوما من هزيمة الجيوش العربية واحتلال القدس، فيما تسمى النكسة التي حلت على شعبنا الفلسطيني وهجرته من القرى والمدن الرحيل القسري الثاني بعد نكبة عام 1948م ، استطاع القادة المؤسسين للجبهة وجلهم من ابناء حركة القوميين العرب القامات الوطنية العالية والمعروفة ليست فقط من مدينة القدس وانما من ارجاء فلسطين، فاسسوا الجبهة كحركة وطنية ثورية لمواجهة ومقاومة المحتل الجديد، فمارسوا من اليوم الاول للاحتلال الاسرائيلي المقاومة، ولملموا صفوفهم، واتفقت القيادات الوطنية، والشباب المتمحسين للمقاومة والمواجهة فكانت اولى العمليات العسكرية للجبهة بضرب ابراج المراقبة في بيت لحم، وتتالت العمليات الفدائية والمقاومة للاحتلال ، وتوسعت الجبهة في كافة ميادين الوغى بفلسطين بمخيماتها وقراها ومدنها، وبدأت اواخر الستينات من القرن المنصرم، بعد العدة والعداد بقيادة قادة مشهود لهم بالقدرة العسكرية والتدريبية ك امثال الشهيد القائد الرائد خالد ، وابو النايف،وغيرهم ، بتجهيز قواعد فدائية للجبهة في ساحة الاردن ، وسوريا ، ولبنان ، وغيرهن من الساحة واماكن تواجد شعبنا الفلسطيني ، وانتشر تواجد الجبهة بين اوساط شعبنا من خلال جهد وعمل وطني تواصل ليلا نهارا، واسماء وطنية كبيرة ومعروفة ك . صبحي غوشة ، والمناضل الكبير الاستاذ بهجت ابو غربية ، د. سمير غوشة ، وغيرهم من الرفاق المناضلين ، ومن هنا زاد اسم الجبهة وقيادتها بريقن في العمل الفدائي بين اوساط شعبنا ، ومارست الجبهة كل اشكال المقاومة الثورية والفدائية بدأ بخطف الطائرات، وعمليات فدائية استشهادية ، والعديد من العمليات العسكرية النوعية التي دقت مضاجع الاحتلال الإسرائيلي، ومازالت تتبنى كافة اشكال المقاومة مادام الاحتلال موجودا ، كما ارتبطت بعلاقات قوية ومتينة مع العديد من حركات التحرر العربية والدولية التقدمية والثورية.
ومن اللحظة الاولى لبدء الانقسام كانت جبهة النضال بقيادتها وكادرتها ابدت موقفها الوطني المشهود لها ، فانخرطت الجبهة في كافة الفعاليات والنشاطات الداعية الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وتعرض اعضاءها وكادرتها للاعتداء ووالاعتقال والاستجواب من الامن الداخلي لحماس، ورغم ذلك استمرت الجبهة ومازالت داعمة لاي توجة وحدوي ونشاط وفعالية توصلنا الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الاسود ، فمارسة مواقفها وقناعتها من خلال منطلقاتها الوحدوية والوطنية والقاعدة الاساسية والركيزة الرئيسية في بناء توجهاتها بان الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للخلاص من الاحتلال وهو بر الامان لاي تحد او عاصفة قد تعترض مشروعنا الوطني وتهدد هويتنا الوطنية وهذا المنطلق الوطني الوحدوي الذي ميز جبهة النضال بمواقفها ورؤيتها منذ اللحظة الاولى.
وكان للجبهة دور مميز ونوعي في الحفاظ وصون الهوية الوطنية الفلسطينية من الضياع والتمزيق امام العديد من المحاولات لطمسها، والقضاء على الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا م. ت.ف ، وهذا الدفاع والحفاظ جاء من المنطلقات الوطنية للقيادة الجبهة من اليوم الاول للتأسيس ، فقد شهدت م.ت.ف محاولات عديدة للقضاء والانشقاق عليها منذو بدايتها الى يومنا هذا ، فكانت موقف الجبهة كالعادة السد المنيع امام تلك المحاولات، فشهد عامي 1982_و1985، درب من دروب القضاء على منظمة التحرير وهوية شعبنا وتواجده فدافعت الجبهة ببسالة ودون وجل وتردد لكي تحافظ على الانجاز الوطني الفلسطيني الذي عمد ب الدماء ، فحرب المخيمات في لبنان، محطة اخرى اثبتت الجبهة ومواقفها بانها حريصة كل الحرص على وحدة شعبنا ووحدة تمثيله رغم كل المضايقات والاغراءات التي قدمت لقيادة الجبهة في انن واحد الا ان كان الموقف الوطني والوحدوي الغلاب بمواقفها الشجاعة والصلبة.
فعامي 1992- 1991م، كان الاختبار الصعب لقيادة الجبهة اما الانحياز الى وحدة التمثيل الفلسطيني ووحدة مؤسسات م.ت.ف، والقرار الوطني المستقل ، واما الوقوع في دائرة الابتزاز للجغرافية السياسية فكان الرد الوطني والطبيعي للجبهة ان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وان قرارنا الوطني نابع من انحيازنا ودفاعا عن قضايا شعبنا، فهناك جاء دفع الثمن للمواقف الوحدوية، الوطنية، فحدث الانشقاق المشؤوم واللئيم، في مرحلة تدخلت الجغرافية السياسية بمواقف وتوجهات الحركة الوطنية الفلسطينية وكانت جبهة النضال من الفصائل والقوى التي دفعت هالثمن الباهض.
فمازالت الجبهة وقيادتها بمواقفها الجريئة والوحدوية الى يومنا هذا تدفع ثمن المواقف الوطنية من اجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، و م ، ت،ف ، وتدافع عن قناعتها وسياستها الاجتماعية والاقتصادية المنحازة الى قطاع واسع من ابناء شعبنا، فقد ساهمت بشكل واضح ورئيسي في اقرار قانون الحد الادنى للاجور، وقانون الضمان الاجتماعي، لكي تحقق نضالها الاجتماعي وتطلعاتها في ارساء العدالة الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني.
وتعزيزا عما سبق الجبهة ستبقى على عهد المؤسسين والمناضلين والشهداء تدافع عن الوطن حتى التحرير والاستقلال، ومستعدة بدفع اغلى الاثمان لكي تبقى تدافع عن القرار الوطني المستقل، وتحافظ على الممثل الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هذه هي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وهذه هي منطلقاتها الوطنية والاجتماعية ، فأدبياتها وخطابها الوحدوي يشهد لها ، وممارسة اعضاءها وقيادتها تشهد لها، ومواقفها منذ 50 عام ومازالت تجددت في كل محطة وتحدي تتعرض لها القضية الفلسطينية والهوية الوطنية بان الوحدة الوطنية هي صمام الامان للحرية والاستقلال والشراكة الوطنية، وستبقى على عهد المؤسسين الرفيق د. صبحي غوشة ، والرفيق الاستاذ الشهيد بهجت ابو غربية ، الرفيق الشهيد خالد الخرووف ، الرفيق الشهيد مصطفى وزوز ، والشهيد القائد د. سمير غوشة ، والرفيق الشهيد نبيل قيلاني، والشهيد القائد الحاج نقولا، والشهيد ابو الحكم ، والشهيد القائد ابوالوليد الرفض ، والشهيد القائد د. خالد القاسم ، والرفيق الشهيد د.رفعت عودة، والشهيد القائد سلطان، وكافة الرفاق الذين رحلوا ، والوفاء لهم من الرفاق الاحياء.
في ذكرى الانطلاقة نجدد العهد والوفاء للشهداء ، عاشت الذكرى ودامت الثورة .