الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثورة ودماء في باحات الأقصى

نشر بتاريخ: 17/07/2017 ( آخر تحديث: 17/07/2017 الساعة: 12:09 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

عملية الأقصى البطولية التي نفذها أربعة شبان من أبطال فلسطين الأوفياء من أبناء مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني عام48 - قلبت كيان العدو الصهيوني، وضجت مضاجعه، وأعادت هذه العملية البطولية البوصلة إلى القدس والأقصى لتواصل انتفاضة القدس المباركة في مسيرتها، ولتعلن عن مرحلة جديدة من العمليات الفدائية ضد الاحتلال في قلب مدينة القدس تركز على الاشتباك العسكري من نقطة صفر مع الجنود وقطعان المستوطنين.
إن هذه العملية البطولية أفقدت الكيان الصهيوني صوابه، وجعلت قوات الاحتلال تشدد الحصار أكثر على القدس والمسجد الأقصى، ولأول مرة منذ أكثر من نصف قرن يغلق المسجد الأقصى أمام المصلين، ويمنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة، حيث اضطر أهلنا المقدسيين لإقامة صلاة الجمعة في شوارع وحارات القدس، فيما قامت سلطات الاحتلال باعتقال العشرات من أبناء القدس وبينهم مفتي الديار الفلسطينية والاعتداء السافر على أهلنا في القدس المحتلة.
ويرى كاتب السطور أن هذه العملية الفدائية لا بد أن توقظ العرب من سباتهم العميق ونومهم الدافئ، وانشغالهم في خلافاتهم الداخلية، حيث أعادت عملية الأقصى المواجهة مع الاحتلال لباحات الأقصى وميادينه، لتذكر العرب والمسلمين بجرائم الاحتلال المتواصلة في القدس ولتكشف جرائم الصهاينة وفساده في القدس عبر المهرجانات الماجنة والحفلات الراقصة في القدس واستمرار تدنيس يومي لباحات الأقصى.
ويشدد كاتب السطور على أن عملية الأقصى جاءت من وقت دقيق وحساس أكدت فيه على استمرار نهج المقاومة في مواجهة جرائم وسياسات الاحتلال بحق القدس، وأكدت أن خيار السلام الهزيل والمفاوضات العبثية مع الكيان هو خيار فاشل ولم يحقق أي انجاز للقدس والأقصى.
إن الصهاينة يواصلون جرائم تهويد القدس ويستمرون في بناء المئات من الوحدات الاستيطانية وبناء الجسور لربط المستوطنات في القدس ويواصل الاحتلال تخريب عمران القدس وحضارتها الشامخة، ولم يتبق للفلسطينيين شيئا سوى القليل القليل في القدس وسط مشاريع الاستيطان والتهويد الكبيرة التي ينفق عليها الكيان المليارات من الدولارات من أجل استكمال مخططات هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم.
إن عملية الأقصى البطولية هذه الملحمة ضد الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين هي استمرار لانتفاضة القدس التي انطلقت من البلدة القديمة عام 2015م ورغم كافة المحاولات من العدو وأعوانه لإجهاض هذه الانتفاضة وإفشالها؛ إلا أن كل المحاولات فشلت وأوقفت الانتفاضة مشاريع تقسيم القدس وأهمها التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
رسالة عملية الأقصى البطولية التأكيد على المضي قدما في المقاومة ومواصلة انتفاضة القدس على برنامج المقاومة والتحرير؛ والقادم في المواجهة أصعب على الكيان، ولن ينعم العدو والمستوطنون بالأمن والأمان والقدس تعيش حصارا يوميا على مدار الساعة وسط إصرار الشباب الفلسطيني المنتفض في القدس على حماية المسجد الأقصى من انتهاك الاحتلال بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة.
إن الاحتلال يشدد هذه الأيام حصار القدس وقد استغل هذه العملية ليوغل في جرائمه في القدس، حيث قام الاحتلال بزيادة عدد قواته العسكرية داخل باحات المسجد الأقصى وسرقة مفاتيح المسجد الأقصى وإحكام قبضته على البلدة القديمة وإغلاق المحلات التجارية، وقام بحملات تفتيشية صارمة شملت المكتبة ومراكز التحفيظ في الأقصى وقام العدو بتركيب كاميرات سرية داخل الأقصى، وتعزيز الكاميرات الموجودة بشكل معلن في باحاته، وتركيب أبواب إلكترونية عند مداخله، لتشديد عمليات التفتيش عليه.
إن الاحتلال يسعى من خلال إجراءاته العسكرية إلى فرض سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى وفرض واقع جديد عليه وهو يسير ضمن خطط مدروسة معدة مسبقا، كما أن سلطات الاحتلال عاثت في المسجد فسادا وقامت بالعبث بالكثير من الوثائق التاريخية الهامة وإتلافها، وفرض عقوبات جماعية على أهلنا المرابطين في مدينة القدس.
وحسب المصادر المقدسية فإن قوات الاحتلال الصهيوني عبثت بالمخطوطات التاريخية القديمة ذات علاقة بتاريخ القدس والعلوم الشرعية الموجودة في خزائن حديدية، وقامت قوات الاحتلال بكسر هذه الخزائن والعبث بمحتوياتها وربما سرقة عدد من الوثائق التاريخية المهمة.
إن الاحتلال الصهيوني لديه خطة محكمة ومدروسة لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى، والسيطرة الكاملة عليه، وتمكين الجنود وقطعان المستوطنين من الوصول بسهولة إلى باحات المسجد الأقصى المبارك إن الفلسطينيين من الضفة المحتلة وقطاع غزة يمنعون منذ أكثر من 20 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى، وسط وتشديد الحصار والخناق على أهلنا في الداخل المحتل لمنعهم من الصلاة في الأقصى ومنعهم من إقامة مهرجانات الدعم والمساندة للقدس والأقصى المبارك.
إن عملية الأقصى البطولية يجب أن تيقظ العالم العربي والإسلامي من سباته العميق، ويجب أن نخرج من حالات الصمت المريب والتفرج على ما يحدث في المسجد الأقصى والاكتفاء بيانات الاستنكار إلى حالة الدعم والمساندة الفعلية العملية لأهلنا في القدس، ويجب تكثيف الدعم الإعلامي العربي للقدس والمسجد الأقصى وذلك لمواجهة جرائم الاحتلال ووقف التهويد المتواصلة بحق المدينة المقدسة، ولابد أن يعلو هدف تحرير القدس والأقصى في برامج العمل العربي الإسلامي المشترك.