السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انهاء الانقسام "هديتكم للاقصى " !!!

نشر بتاريخ: 21/07/2017 ( آخر تحديث: 21/07/2017 الساعة: 21:21 )

الكاتب: اللواء د.مازن عز الدين

الاوضاع غير المسبوقة في القدس عاصمة قلوبنا وارضنا ودولتنا الابدية بشكل حاسم لا تردد فيه ولا مساومة عليه جيلا يسلمه لمن بعده ويليه بشكل عام، والاقصى الذي منعت فيه الصلاة بعد خمسين سنة من هزيمة الامة التي كانت نائمة مع جيوشها وكل حراسها، وتغط في سهراتها وموبقاتها واورتثنا الاحتلال، وتقف اليوم متفرجة على نفسها، لاتنطق حرفا، وتغرق في دمائها، وتدمر نفسها بنفسها، وتقسم ارضها وتقضي على انسانها، وتبعثر اموالها، وتنحرف بسلاحها وتغير اتجاهاته الرئيسة وتوجهه الى جسدها ، والعدو متفرجا ، وفرحا على ما اصابها ، ومستثمرا ذلك بفرض ما يسميه حقائق على الارض ، ويتجرأ على كل مكوناتنا وعلى القدس و الاقصى ، ويفعل فيه ما عجزوا عن فعله وهم في عز ما سموه انتصارهم الساحق على جيوش الامة في عام 1967م. اليوم تدنسه اقدام المستوطنين ، وبساطير الجنود ، وعلنا يفصجون عن نواياهم بانهم سوف يقومون بفرض تقسيمه مكانيا وزمانيا ، كما حدث في الحرم الابراهيمي ، ومنع الصلاة ، واغلاقه ووضع البوابات هي البداية . ليختبروا قدراتنا في صدهم ، في الوقت الذي يعلن فيه نتنياهو دون خجل ان البعض العربي يروج ان العدو الاسرائيلي لم يعد عدوا ويمكن ان يصبح اليفا ، التحالف معه ممكناً !!!
واهلنا في القدس ، يقاومون ، يقاتلون ، يصرخون ، ويصمدون لوحدهم ، ونحن نغرق بانقسامنا ، ونفرح لعبارات الادانة الضعيفة التي لا ترتقي الى " اضعف الايمان " . نهدد ، نتوعد ، نمارس لغة التباعد ، لغة الانقسام ، لغة التمزق ، لغة الاتجاه المعاكس ، لغة التجويع ، ونغلف كل ذلك باجراءات لاتوصلنا الاّ للمزيد من العناد ، والعناد المضاد ، وندعي اننا نلتزم بانهاء الانقسام ، ونحن نسير بخطوات متسارعة نحو المزيد من فنونه .
وهذا كله يتم على مرأى ومسمع من العدو والصديق ، ولم نعد نخجل من استخدام مفرداته ، بل نقوم بتلميعها ، ونهرب من النجاح في وضع الضوابط التي لا تعيدنا الى مرارة ايامه ، وتفاصيل لحظاته . والشجاعة كل الشجاعة ، والحكمة كل الحكمة ، بأن نمضي قدما الى استعادة لحمتنا ، وكرامتنا الوطنية ، والقومية ، والدينية التي يسحقها الاحتلال باقدام المستوطنين ، وبساطير الجنود . والقدس تتألم لحالنا وحالها لكنها تقاتل ، والاقصى يتألق شمسا توصل اشعتها الى كل مكان تحفزنا وتنهض بروحنا ، وتضيء لنا الطريق اليه..
لهذا وحتى لا يسجل على الجميع اننا نشارك فرادى، وتدعي كل حركة انها وقفت دون غيرها في التصدي لاجراءات الاحتلال في الاقصى ، وتعزيز دفاعات اهلنا في القدس الذين تحملوا عن الجميع ولوحدهم المرحلة السابقة وصمدوا طيلة سنوات الانقسام . مما يفرض على حركتي فتح وحماس ان يبادروا ويقدموا للاقصى وللقدس اغلى واهم " هدية " وهي ( انهاء الانقسام ) نعم ، استعيدوا لحمتكم واستعيدوا وحدتكم والقوا بقوتكم في وجه الاحتلال . هذه فرصة لكم لانهاء معانات شعبكم ، ولتنقلوا االجميع الى حالة الدفاع . فهل ستفعلون ؟؟؟