السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

للقدس رجال...المرجعيات الدينية والقدس

نشر بتاريخ: 26/07/2017 ( آخر تحديث: 26/07/2017 الساعة: 10:57 )

الكاتب: رائد شهوان

أسئلة كثيرة ومتعددة تعامل معها الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وفئاته بمهنية وحرفيه وتحليل معمق متجاوز كثير من الشعوب كون الانسان الفلسطيني هو قاموس ومجمع علوم سياسية وذو تجربة فريدة ولا زال يتعايش معها لغاية الان ورغم أهمية فلسطين ومركزها الهام في المنطقة إلا أن التاريخ يوضح أن القدس هي بؤرة الصراع العربي الأسرائيلي أو يمكن تسميته الصراع الديني ومن هنا ننطلق بالتحليل وقراءة الوضع العام الحالي في القدس ومن يتحكم به فنلاحظ أن الأحزاب الدينية الإسرائيلية هي التي تتحكم بالأحزاب الاسرائيلية وتعمل على تسيرها ولكن فلسطينينا أو قدسينا عملت الشرطة الاسرائيلية للتخفيف من الأزمة من خلال إبعاد قادة العمل الوطني عن المدينة لعبور هذه الازمة ولكن تبين للجميع بالرغم من أهمية القيادات الوطنية الفلسطينية التاريخية بكافة مكوناتها إلا أن القيادات والمرجعيات الدينية غير المسيسة وقيادات الشارع هي التي تحكم في القدس حالياً وتعمل على تطوير وتحفز الشراكة الشعبية في القدس.
وما زاد وعمل على إشعال لهيب ووطئة الهبة الجماهيرية لنصرة الأقصى ليست المسيرات الضعيفة والتضامن العربي المتخاذل وإنما فتى في ريعان الشباب من أسرة فلسطينية مستورة من قرية كوبر عمل من خلال عملية فردية بسيطة وبأدوات بدائية بإقتحام مستوطنة إسرائيلية مدمراً أسطورة الجيش الإسرئيلي الذي لا يقهر ومثبتاً حقاً للشعب الفلسطيني بالأرض والكلمة ومقرراً المستقبل ومعبراً عن توجهات الشارع الفلسطيني بكافة مكوناته المسيسة وغير المؤطرة من ناحية أخرى وهذا يعتبر من الدلائل على التغير الحاصل في المنطقة الفلسطينية وطبيعة التوجهات الشبابية القادمة والتي لا يمكن التنبؤ بها والتي تعبر عن مبادرات فردية عفوية وخاطفة وتعمل على تغير وتعديل جوهري في كافة المخططات والمحوسبة.
قديماً وما زلنا نتهامس به بين الفينة والأخرى وبين مجلس وأخر بإعتبار أن الزمن الجميل للقضية الفلسطينية ونضالها قد ذهب مع الجيل القديم جيل الثورة جيل السجون جيل الحجر ..... وأن الضياع الحاصل في القضية سيأخذنا الى غيابة الجب والمجهول بإعتبار من سيتحمل المسؤولية الجديدة ويقع على عاتقة حمل الأمانة على إعتبار أن الجيل الجديد هو حامل تقاليع الغرب في الشعر واللباس المترهل والساحل وبطريقة منفرة ولكن كل ذلك وما يحصل بالقدس والمناطق الفلسطينية يجعلنا نستطرد الوضع القائم من خلال من يقود الشارع وهل هي هبة إرادة وقيادة جديدة والتي أثبت القدرة على التحدى والمواجهة.
إن المتتبع لعمل القيادات الوطنية الفلسطينية (قيادات الشارع / الشعبية/ الجماهيرية) على مدار سنوات الإحتلال عملت على إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سواء من خلال المدارس والمساجد والنوادي والشوارع ... والتي عمل الإحتلال على إغلاقها وقد أثبتت فاعليتها وكانت تزداد قوة وجماهرية بعد كل هجوم عليها، فهل هي حقبة جديدة مساندة للأحزاب الوطنية والإسلامية أم بديل جديد والذي أستبعده كون إدارة الصراع الفلسطيني أثبت تكامله بجميع مكوناته الفلسطينية ولكن أعتقد أنها ستكون هامة جداً في المرحلة القادمة كونها تحمل طابع الشباب عديم الخبرة السياسية المهتم بالقضية الفلسطينية فقط.
رغم أهمية القدس الدينية إلا أن هذا يأخدنا لضرورة تفسير الصراع والمتشابك سياسياً ودينياً ولا يمكن فصلهما عن بعضهما فالمتتبع للوضع الحالي في المدينة المقدسة يلاحظ كيفية إدارة الصراع ومن يعمل على إدارته وتعتبر القدس شرارة إنطلاق كافة الأحداث والتي كان أخرها الإنتفاضة الثانية.
يعتقد البعض العربي أن قضية القدس هي قضية عابرة يمكن أن تحل أو إذا لم تحل لن يكون لها التأثير السابق ولكن القدس ليس بمجرد إعتبارها مدينة لها أهمية دينية ولكن القدس نبض وقلب العالم العربي وستكون أخر العواصم العربية التي ستقع قبل أن تصبح عبيداً للدول الغربية أو حصول الإنتفاضة العربية الحقيقة وليس الربيع العربي الكاذب لا ربيع له ويحمل رائحة الدم والفساد وبيع القضايا العربية للمصالح الاجنبية والفئوية.
إن المتتبع للهبة الجماهيرية المساندة للاقصى نتيجة ما تقوم به قوات الإحتلال يشهد التصعيد المتواصل بإعداد المشاركين والمتمركزين لحماية المقدسات والغير مقتصرة على الإسلامية ولمشاركة الشاب الفلسطيني قبل أن يكون مسيحي في صلاة الجمعة لهو دليل أن المقدسيين يعملون لعدم تطبيق القول المأثور أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض وحتى لا يبقى لنا سوى النشيد القائل بلاد العرب أوطني من الشام لبغدادي والتي أصبحت مسميات على الخرائط، ولا يمكن هزيمة الهبة الجماهيرية الغير مسيسة والعفوية والتي لا يتوقع العدو الخطوات القادمة.