السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وراء السفارة ما وراءها

نشر بتاريخ: 31/07/2017 ( آخر تحديث: 31/07/2017 الساعة: 09:53 )

الكاتب: محمد حسان ابوبكر

في محيط السفارة الاسرائيلية في عمان، في أحدى العمارات القريبة، والتي يسكن فيها اسرائيليون من موظفي السفارة، حدث غير اعتيادي بالمطلق، في توقيت غير عادي، طبيب أردني هو مالك العمارة السكنية، ونجار حضر للمكان في مهمة عمل، قتلهما أحد حرس السفارة الاسرائيلية على درجة احترافية من الكفاءة القتالية وحسن التصرف. قيل للجمهور كانت محاولة طعن او خلاف لحظي، دون تسجيل لكاميرا مراقبة في مكان يفترض انه يعج بالكاميرات، دون وصية شهيد، دون توثيق لإصابة الحارس الاسرائيلي أو حتى عقاب على سوء التصرف، ولا عتب حتى !!!!
أسئلة صعبة جدا في توقيت معقد حيث الاحتجاجات أكثر احتداما في القدس، وتيار من الغضب يجتاح العالم الاسلامي في قضية البوابات الالكترونية في محيط الحرم المقدسي.
ليس بعيدا جدا، وقبل أحداث القدس الأخيرة وأزمة البوابات الالكترونية، كانت اسرائيل تسعى دائبة لاستثمار الظرف التاريخي، حيث الاصطفاف العربي السني في مواجهة ايران المتوغلة غرب الخليج عسكريا وسياسيا، وحيث احتراب الشرق الأوسط سنته شيعته وصولا لأقلياته الدينية والاثنية يؤسس بصورة ضمنية لتماهي اسرائيل في محيطها، ليأخذ اصطفافها لجانب العرب السنة أو بعضهم شكلا اخر مقبولا ، أو هكذا يجري تسويقه على الأقل.
اسرائيل المتفوقة اخلاقيا، التي ترفض التدخل الايراني والتطرف الديني_ هكذا تقدم نفسها لمحيطها الاقليمي _ في تقارب غير مسبوق مع محور سني تقوده الامارت والسعودية. وهذا ما يجري ترويجه سرا وعلانية تمهيدا لتطبيع تدريجي رسمي معلن، واخر أكثر تعقيدا وعمقا، تطبيع شعبي، يتناول الرأي العام والوعي الجمعي العربي السني.
ولفهم أعمق فإسرائيل القائمة أساس ديني دون عمق جغرافي استراتيجي يحمي حدودها، تعاني عقدة الفناء وهاجس الاندثار، بحاجة لعمق استراتيجي من نوع مختلف، هو ترسيخها كطائفة يهودية تنتمي للأقليم بصورة عضوية، حالها حال الطوائف الأخرى والدويلات الأخرى، وعقد اسرائيل الوجودية لا تنتهي، ولا يسعى هذا المقال لحصرها.
ليس ميزان القوة ما يحكم الامور وحده بالقدس، فالزخم الشعبي في المدينة المقدسة كان حاسما جدا، وذو تأثير متعدد الوظائف ..
وأمام ذلك الزخم الشعبي في القدس الرافض للبوابات الالكترونية، كان لا بد لإسرائيل أن تعود خطوة للوراء ، لا يمكن أن تخاطر في سقطة أخلاقية تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، دولة محدثة تفضل تسميتها دولة يهودية تغلق المسجد الاقصى المبارك وترفض لاتباع دين اخر هو الاسلام ممارسة شعائرهم بحرية ، هذا يتعارض مع كل ما تقدم وينسف التطبيع مع المحيط العربي السني نسفا اذا استمر ، طموح اسرائيل في النهاية لن يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني للقدس ، فعل على الارض يتحقق تراكميا وتدريجيا ، ليس على دفعة واحدة، خطأ فادح على حكومة نتنياهو التراجع عنه .
وكما ان اسرائيل لم تقبل أن تعطي نصرا للمقدسيين، فإنها ايضا لا بمكن ان تبقي الاوضاع آيلة للتفجر اكثر ، والتاريخ القريب يخبرنا انه في كل مرة تورطت فيها اسرائيل في القدس كانت تنتهي الورطة في عمان ، حيث الملك الأردني صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية في القدس .
فهل نفذ الحارس في السفارة الاسرائيلية مهمة عسكرية في عمان ، لتهرب حكومة نتنياهو منتصرة من معركة البوابات الامنية في القدس ؟؟؟
وهل هرب نتنياهو فعلا منتصرا ؟؟؟
ام انه احرج حلفاءه العرب امام شعوبهم ، حرجا مسمما لن تتجاوزه الايام ؟؟
اسئلة صعبة وراء السفارة وامام المسجد الاقصى ...
وستكون للقصة بقية ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .