السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليوم التالي لسقوط نتنياهو

نشر بتاريخ: 01/08/2017 ( آخر تحديث: 01/08/2017 الساعة: 15:21 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

لعل الانتصار الذي حققه المقدسيون في ازمة الاقصى وصمودهم ورباطهم الذي امسى مفخرة لكل العرب والمسلمين وهزيمة نتنياهو امام حرائرنا واطفالنا وشيوخنا هناك هو الذي دفعني لاختيار عنوان هذا المقال.
فنتنياهو الذي يحكم كيان الاحتلال منذ عام 2009 والى الان من خلال ائتلاف يميني متطرف لم يتوقع ابدا انه سيأتي عليه يوما يكسر ويهزم ويمرغ أنفه بالتراب من قبل المقدسيين، نعم هذه حقيقة هذا المستكبر الذي يدير شؤون حكمه بأسلوب طاووسي فرعوني فيستقوي على اطفال ونساء وشيوخ غزة بحربين متتاليتين لم يستطع من خلالها كسر ارادة شعبنا هناك، انه اليمين المتطرف الاسرائيلي حين يحكم ويسود يعم الارهاب والاستقواء وتتبدد كل فرص الحل والسلام.
عندما فرض نتنياهو اجرءاته التعسفية بحق الاقصى يوم 14 تموز وقرر ان يغلق المسجد الاقصى بوجه المصلين تماما لكنه سرعان ما تراجع وقرر فتح المسجد لكنه سيضع ابواب الكترونية على كل ابوابه فتصاعد الرفض المقدسي والفلسطيني وبدأت حالة الرباط تعم القدس والناس يتوافدون الى الاقصى من كل حدب وصوب بالالاف انها عظمة الفلسطيني حين يتحدى، لقد شاهدت بأم عيني المرابطين في كل الشوارع المقدسية لقد كان مشهدا عظيما رغم انه ابكاني من شدة الفرح بنخوة المقدسيين ورجولتهم وثباتهم ووحدتهم لقد كانوا لمدة اربعة عشر يوما كالانبياء بصبرهم وتصميمهم وانتصارهم في نهاية المطاف.
في غضون ذلك قرر نتنياهو ازالة ابوابه الالكترونية ووضع ممرات حديدية وكاميرات حرارية مكانها لكن المقدسيين اصروا على موقفهم وواصلوا الليل بالنهار ثباتا ورباطا حتى اعزهم الله بنصر من عنده بعد ان تراجع نتنياهو عن كل اجراءاته وقرر الغاء كل تدابيره التعسفية على ابواب الاقصى والسماح للمصلين من كل الاعمار بالدخول الى رحاب المسجد الاقصى وهذا ليس كرما منه وانما خضوعا وخنوعا لاصرار المقدسيين وثباتهم على موقفهم في الدفاع عن اقصاهم.
اسرئيليا كان معظم كتاب الصحف الاسرائيليين يصبون سهام نقدهم على اجراءات نتنياهو في المسجد الاقصى فطالبوه بالتراجع عن خطواته فورا وعدم الاستمرار بها لانها ستتسبب في تدهور الامن وستلحق ضررا فادحا بالاسرائيليين وهذا موقف الشاباك ايضا رغم ان اتجاه اخر في كيان الاحتلال طالب نتنياهو بان يستمر في اجراءاته لفرض السيطرة على الاقصى معتبرين انها فرصة لن تتكرر لاسرائيل لفرض الامر الواقع في المسجد الاقصى لكن نتنياهو خذلهم وقرر التراجع مرغما وليس راغبا.
من سمع نتنياهو امس وهو يبرر انسحابه للجمهور الاسرائيلي يستطيع ان يشعر بضعفه وشعوره بأنه لم يعد يحظى بالمكانة العالية التي كان يتمتع بعا شعبيا قبل هزيمته امام المقدسيين في الاقصى حيث حاول ان يختلق المبررات المرتبطة بمصلحة امن اسرائيل قائلا ان التاريخ سيبين كم كان على حق لكنه في النهاية خسر الجميع وسقطت ورقته ولم يعد يعبر الا عن نفسه وعن زوجته فقط وأخيرا سقط بيبي لكن ليست بقوة خصومه لكن بفعل احذية حرائرنا على ابواب الاقصى ومن منا لا يتذكر مشهد ضرب جنوده بالاحذية من قبل المرابطين والمرابطات.
بكل الاحوال اتوقع وبعد ان خذل نتنياهو جمهوره وحرقت ورقته ان يتداعى الاسرائيليون لانتخابات مبكرة وهذه الانتخابات ستحمل في رحمها الكثير من المفاجأت في نتائجها فلربما يستلم مكان نتنياهو من هم اكثر تطرفا منه وهذا ما اتنبأ به لأن الاتجاه العام للجمهور الاسرائيلي هو ذاته إتجاه نتنياهو لذلك علينا ان نتحضر ونستعد لليوم الثاني لسقوط نتنياهو كوني لا اتوقع على المدى المنظور اي فرصة للعودة لاي مفاوضات فلسطينية اسرائيلية بل اعتقد ان الايام القادمة هي ايام قاتمة وصعبة وتحتاج منا المزيد من الصبر وتصليب عود جبهتنا الداخلية من خلال انهاء الانقسام خصوصا بعد دعوة الرئيس لحماس للحمة والوحدة الوطنية فعلى حماس ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية تجاه اهلنا في غزة وتغتنم الفرصة التي منحها اياها الرئيس والا سنواجه نتنياهو ومن بعده ضعفاء لاننا لسنا على قلب رجل واحد وهنا تكمن الطامة الكبرى لذلك اقول ان على الشعب الفلسطيني ان يتحضر ويستعد جيدا لليوم التالي لسقوط نتنياهو .