نشر بتاريخ: 02/08/2017 ( آخر تحديث: 02/08/2017 الساعة: 10:09 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
هي تجارب الماضي سواء القديم أو الجديد أو الحاضر معنا، لم يكتب التاريخ أن شعبا هزم أمام اعتي القوى الامبريالية والاستعمارية، حتى الهنود الحمر وعلى الرغم من قتل الكثير منهم على يد الأمريكان إلا أنهم ما يزالون موجودون وهم من حقق الحرية والديمقراطية التي تنعم بها أمريكيا.
قبل عدة سنوات فقط، استطاعت جموع الشعوب أن تسقط حكام ظلوا طوال أربعون سنة (ألقذافي)، وهو يحكم بالنار والحديد وسخر كل موارد دولته لتثيب حكمه ولكنه مات ميتة بشعة وقبل صدام حسين وغيرهم مع فارق المقارنة، فلو أن هؤلاء كان حولهما التفاف شعبي لما حصل الذي حصل، في كوبا بقي كاسترو حتى أنهاه الزمان ما دام الشعب حوله ولم تستطع أمريكيا الخلاص منه.
في مشاهدة التحليلات الصهيونية في الأيام الماضية، كان السبب في تراجع إسرائيل ليس تهديد دول أو جيوش أو غيرهم لضرورة خلع البوابات أو قلع الكميرات، بل تواجد أكثر من ثلاثين ألف مصل أمام باب الأسباط وإعلان الشرطة والجيش فقدان السيطرة على الأمور في القدس وبعض المناطق، في غزة هرب الاحتلال لان الشعب كان كله مقاوم من مختلف أطيافه، إسرائيل كقوة عسكرية لم تخف يوما من أي جيش ولكن في المقابل يخافون من بضع شباب يرشقون الحجارة على مفرق بيتا أو حاجز حواره أو أمام مخيم الفوار أو بالقرب من حاجز بتين شمال رام الله، لأنها تدرك أن الذي يدفع هؤلاء هي الشريعة الوطنية وليس راتب أو أمر من مسئول.
لا شك أن الحسابات كبيرة والتعويل على خيارات أخرى غير الجمهور ستكون محل شبه وحسابات من بعض من له مصالح أما الحسابات الشعبية والجماهيرية تكون من الناس ذاتها، وبسلاح الجمهور والشعب وبصورة ملفته أمام الرأي العالمي كله، ويستطيع كل قائد أن يركب الموجة إذا ما حسن اختياره ومواقفه المتقاربة مع الشعب، نعم على الفلسطينيين تجييش انفسهم لمواجه شعبية مع المحتلين بدون سلاح من خلال المظاهرات العاصفة والاجتياح الجماهيري المنظم، لان خسارة ثلاثون عاما في السلام كانت كارثة على الشعب والشعب يريد حريته ولو كانت حمراء.
ليس أمام الجميع سوى الإنصات إلى أصوات الحق والتحرك بشكل جديد لأنقاض ما تبقى من ارض وكرامة ووطن وصنع الانتصار الذي انتظرناه طويلا، لكن المسالة تحتاج إلى شجعان وأبطال كأبطال القدس لقيادة الشارع بعيدا عن السياسة العرجاء، والذي سيؤدي إلى صنع انتصار الجماهير باجتياح كل الأراضي المحتلة من الداخل والخارج وصنع الانتصار.