الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا صفقة ولا اتفاق مع الاحتلال في الأفق

نشر بتاريخ: 04/08/2017 ( آخر تحديث: 04/08/2017 الساعة: 11:01 )

الكاتب: زهران ابو قبيطة

إن الشعب الفلسطيني يعيش على أمل السلام ويؤمن بحتمية ذلك، ويبني مشاريعه الوهمية بناء على الوهم المباع من الملوك والرؤساء العرب، وهم يتشبثون بالوعود الأمريكية الشفوية من رجل تاجر يتحدث بلغة ومفردات أصحاب الترستات يريد أن يعمل ( صفقة ) اقتنع بها ملوك ورؤساء العالمين العربي والإسلامي اللذين حضروا القمة الخمسينية في السعودية، ويمكن أن ترامب سيفرض السلام على إسرائيل وعلى الفلسطينيين، مع أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لا تؤمن بالسلام، وان ترامب يعيش في وضع لا يحسد علية وانه كل يوم يقيل أو يستقيل احد المساعدين في البيت الأبيض، وانه بحاجة لمن ينقذه من هذا الترهل وكلمة دولتين لم ينطق بها (من يعرف أصلا ماذا يريد ترامب)، وهو غير مؤهل لممارسة ضغوط على إسرائيل لأنه لا يمكن فرض خطوة كهذه في ظل حكومة اليمين، واليسار في إسرائيل يفوق اليمين في التطرف ومن راهن على ترامب بأنه سيفرض حل الدولتين فهو واهم.
ويجب هنا على القيادة الفلسطينية والعرب مجازاً أن يرفضوا أن تكون أمريكا هي الوسيط لان موقفها منحاز كلياً لصالح إسرائيل، ولنا تجربة تزيد عن ثلاثة وعشرون عاماً من المفاوضات، لم تسفر عن أي شيء (عبثية) وأصبحت المفاوضات من اجل المفاوضات، وإسرائيل تراهن على الزمن ويجب علينا الفهم بأن الموقف الأمريكي لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية والموقف الأوروبي يتساوق مع الموقف الأمريكي رغم بعض التباين غير الجوهري، وهذا لن يؤثر فعلياً على إسرائيل، إذاً لم تكن ترغب في ذلك والمستوطنات هي المثال على ذلك.
جميع الإدارات الأمريكية بدون استثناء، إضافة إلى المجتمع الدولي، يعارضون حتى الآن المستوطنات بشكل حاسم، ورغم وجود قرارات دولية بذلك إلا أن حكومة إسرائيل تستخدم سياسة القوة وتحاول فرض وقائع على الأرض، ونحن نتسلح بقوة الحق وحصلنا على قرارات دولية وهذا لم يمنع جميع حكومات إسرائيل منذ العام 1967 من بناء المستوطنات وأكثر من 200 مستوطنة وبؤرة تمت إقامتها منذ ذلك الحين رغم أنف العالم، ويعيش فيها حوالي 400 ألف شخص، وهذا لا يشمل هضبة الجولان وشرقي القدس.
ترامب ومستشاروه أيضاً أوضحوا لإسرائيل أنه يجب كبح البناء في المناطق الفلسطينية، وماذا إذاً؟؟ إذا كان الحديث يدور عن رغبة فهذا لا يكفي، والموقف العالمي خجول (الكل يعرف ما هي الهدية التي قدمها ليبرمان لمندوبة الولايات المتحدة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن، وهي عبارة حذاء كعب عالي لتضرب به من يجرح مشاعر إسرائيل ) إذا كان هذا الموقف الأمريكي، فأمريكا هي إسرائيل.
نتنياهو يحاول أن يقوم بمغامرات سياسية ومن الممكن أن يفجر الوضع في الإقليم للحفاظ على الائتلاف الحاكم، والهروب من شبهة الفساد التي تطارده، وكل المقترحات الإسرائيلية المرفوضة فلسطينياً أعاد إحيائها واليوم تعمل على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار ما يعني أن نسبة 45% من أراضي الضفة الغربية ابتلعها الاستيطان، وإن ما يجري في الحرم القدسي الشريف وفي القدس يدفع باتجاه إشعال حرب دينية تخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون من اجل تهويد المدينة المقدسة وبناء الهيكل المزعوم.