الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نصر القدس وفتح قريب

نشر بتاريخ: 04/08/2017 ( آخر تحديث: 04/08/2017 الساعة: 11:01 )

الكاتب: بهاء رحال

تراجعت حكومة الاحتلال عن اجراءاتها التي حاولت فرضها على بوابات القدس والمسجد الأقصى المبارك، وانكفأ الاحتلال بأدواته وتقهقر أمام زحف الشعب الفلسطيني وأهل القدس على وجه الخصوص لحماية قبلتهم ومسجدهم ودرة التاج وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة القادمة لا محالة، وهذا وعد وعهد وما الانتصار الذي تحقق في القدس قبل أيام إلا خطوة على طريق الفتح الكبير الذي سيعيد المدينة المقدسة ويخلصها من ذلك المحتل البغيض الذي يفرض قيوده ويحتل المدينة منذ حزيران 1967.
لقد تعالت أصوات كثيرة في داخل الكيان كي تبسط سيطرتها على المسجد الأقصى، وذهب البعض لكي يقول أنها الفرصة مواتية لذلك في ظل انقسام داخلي وظروف المنطقة ودولها وحالة التشتت والتمزق التي تعيشها الأمة العربية، واعتقدت تلك الأصوات أن الفرصة الأمثل لهم للسيطرة على المسجد الأقصى قد حان وقتها، فقرروا بعض الاجراءات التي ادعت المؤسسة الأمنية أنها تأتي في ظل ما جرى من عملية نفذت في باحات المسجد الأقصى، والحقيقة أنهم خططوا لفعلتهم قبل ذلك بكثير، وأنهم يتربصون للامساك بالفرصة المناسبة لكي ينفذوا جريمتهم الكبرى بحق المسجد الأقصى، وهذا ما حاولوا تنفيذه بشكل متدرج.
خاب ظنهم، وانكفأت مخططاتهم وأصابهم الرعب، حين وجدوا عشرات الآلاف من المرابطين في القدس يجيئون من كل فج عميق، نصرة للمسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وهذا ما لم يتوقعه الكيان فجن جنون نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة، فحاول المراهنة على الوقت، إلا أن مؤشرات الوقت كانت كلها تؤكد على الزيادة الملحوظة في أعداد المرابطين الذين لم يتعبوا ولم يتراجعوا خطوة للوراء، بل آثروا البقاء والاحتشاد بأعداد كبيرة حتى تراجع الاحتلال عن اجراءاته وانكفأ جنوده ورأينا المشاهد عبر الكاميرات التي كانت تصور الحدث الكبير، والموقف الفلسطيني الشجاع من أبناء القدس وما حولها وكان نصر القدس في انتظار الفتح القريب. فككت الأبراج وأزيلت الكاميرات والبوابات الالكترونية وهزمت عقلية الاحتلال، وفتحت أبواب المسجد الأقصى دون قيد أو شرط.
فشل اجراءات الاحتلال في المدينة المقدسة وما كانت تنوي أن تنفذه هو نصر، وانتصار على طريق الفتح الكبير، وإن من المزعج ان نستمع لبعض الأصوات التي تقلل من المواقف الشجاعة التي أخذها المرابطون على عاتقهم، صبروا وقاوموا وسهروا وتحدوا بطش الجنود حتى حققوا هدفهم، فتراجع الجنود وهزموا بفعل الارادة الشعبية التي قاومت بالبقاء والصمود والهتاف، وكان هذا كفيل بأن تسقط تلك المحاولات التي تسعى من خلالها حكومة الكيان لتنفيذ وقائع جديدة على الأرض.
أظن بعد ما جرى في القدس، ستعيد حكومة الكيان وأجهزتها الأمنية ومؤسستها العسكرية منظومة حساباتها، لأن الصدمة التي منيت بها جراء هذا التماسك الشعبي والتظافر لم يكن بالحسبان، وظنت بأن الوقت مواتياً في ظل نظام عربي متقهقر لا نحسد عليه، ووسط تداعيات الانقسام الداخلي الذي نعيشه، إلا أن هذا كله لم يثني المقدسيين ومن حولهم بالوقوف والصمود والاستبسال والرباط دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، في تناغم وطني كامل، بكل الأطياف والألوان والصوت واحد يزلزل الأرض ويخرج من كل الأزقة وعلى كل الأبواب، بالروح بالدم نفديك يا أقصى.