نشر بتاريخ: 06/08/2017 ( آخر تحديث: 06/08/2017 الساعة: 17:20 )
الكاتب: يوسف عودة
المراقب للساحة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص يلاحظ وجود مُقاربات أو بالأحرى تقارب بين قوى وأطراف غريبة ومتناقضة بالفكر والأسلوب، وبالطبع ومما لا شك فيه بأن للمصلحة الدور الكبير والهام في هذا التقارب والذي يُعد تغييراً يطرأ على كل طرف، ولتحقيق مصلحته وإستمرار قوته ونفوذه وتعزيز سيطرته وفرضها وإحكامها بقوة على أرض الواقع، لا بد له من السير في هذا الإتجاه والتماشي مع هذه التغييرات حتى وإن كانت ضد رغباتهم؛ ما دام الهدف هو تحقيق المصلحة الخاصة لهذه الأطراف.
بشكل عام؛ لا بد من الأسس السليمة والصحيحة في بناء العلاقات وتطويرها بغية تحقيق أهداف عامة تخدم كافة الأطراف سواء على المستوى الداخلي أم على المستوى الخارجي، إلا أنه وفي علم السياسة؛ الأمر مختلف فتحقيق المصلحة الخاصة هي الأساس حتى وأن كانت على حساب حياة الآخرين وحرياتهم، فالصراعات الدائرة حالياً في معظم المناطق العربية هدفها الأساسي السيطرة وإحكام النفوذ، فمثلاً تنظيم داعش وما يقوم به من عمليات قتل مروعه، يهدف من ورائها إلى بث روح الخوف لدى الناس خاصةً في المناطق المسيطر عليها وذلك من أجل تعزيز إحكام سيطرته، فعلى الرغم من أن تنظيم داعش صناعة مستحدثة قامت بها بعض الدول لتحقيق مآرب خاصة بها، إلا أن الأمور فلتت من يدها، الأمر الذي أدى إلى ما شاهدناه ونشاهده أفعال إجرامية في كل يوم من هذه المجموعة الغريبة في فكرها وأسلوبها، والتي تنادي بأفكار لا تمت لا لواقعنا ولا لديننا الحنيف بأية صلة، وهذا بحد ذاته واضح للقاصي والداني وهو ما يفسر وجود إشكاليات غير مفهومه، ولعل إيجاد هذا التنظيم على رقعة معينة من الدول العربية كما سوريا العراق وسيناء ليبيا كانت بهدف تعزيز هذه الإشكاليات أو لإحداث إشكاليات جديدة في المنطقة العربية تساهم في زعزعة الأمن وإنتشار الفوضى.
وكذلك من الأمثلة التي نتعايش مع صداها في كل يوم، الأزمة الخليجية والناتجة عن مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر، وحذو دول أخرى بإتجاه هذه الدول في عملية تقنين العلاقات مع قطر كتقليل التمثيل الدبلوماسي والتجاري معها، الأمر الذي يُرسخ وعن كثب فكرة المصالح المشتركة والمصالح المتعارضة، فقطر والتي تسعى من خلال أموالها إلى السيطرة ومد النفوذ على كثير من المناطق العربية، باتت وفي نظر الآخرين على أنها تهدد أمن وسلامة أنظمة الحكم في هذه الدول المقاطعة، لا وبل تتهمها بدعم الإرهاب بناء على معطيات ومعلومات حقيقية كما تقول هذه الدول، فما كان إلا أن إشتركت المصلحة لهذه الدول فإستخدمت نفوذها في ضرب قطر والتي تمثلت بالمقاطعة، على الرغم أنه حتى الآن ليس من السهل معرفة أو تخمين إلى أين ستؤول الأمور مستقبلاً.
"إذا المصلحة والمصلحة وحدها تحكم"، ولعل ما رأيناه مؤخراً من تقارب حماس في قطاع غزة مع النائب المفصول من المجلس التشريعي محمد دحلان من تقارب وتعاضد في عملية إدارة غزة لهو خير دليل على أن المصلحة هي المسيطرة حتى وإن كانت لا تتماشى ورغبة الأطراف نفسها، فمنذ زمن ليس ببعيد كان الأصوات تنادي وتخون وووو...الخ، إلا أن الأمر اليوم مختلف، فإلقاء محمد دحلان عضو المجلس التشريعي المُقال كلمة عبر الفيديو كونفرنس مع غزة دليل جلي على أن المصلحة هي الأساس، فإستمرار حكم حماس للقطاع بحاجة ماسة لمقومات ودوافع من أجل إستمرارها، ودحلان وحده من يملك هذه المقومات.
فماذا إذاً؟؟؟ إذاً لا بد لحماس من الرضوخ أو البحث عن مصالح مشتركة أخرى مع جهات أخرى.