نشر بتاريخ: 09/08/2017 ( آخر تحديث: 09/08/2017 الساعة: 11:09 )
الكاتب: رائد شهوان
لن نذهب بعيداً ونسرح ونمرح في مخيلتنا عند قياس المسافة بين قرية كوبر ومخيم الجلزون، مخيم الدهيشة وبيت لحم، كفر قدوم ودير شرف، النبي صالح ودير السودان، الخليل وجنين ما هي إلا مسافات قليلة وامتار صغيرة وهو ما يدفعنا للتساؤل هل التكاثف الشعبي والفزعة للقدس فقط مع الإحترام لأهميتها التي لا يمكن تجالها وكما لا يمكن تجاهل نضالات المناطق الأخرى فهل ترك كوبر دون فزعة شئ من المنطق وهنا اعيد التفكير مرة أخرى ما الذي يمنع ويعيق الجلزون للفزعة لاهالي كوبر وبيت لحم للدهيشة ودير شرف لكفر قدوم ....... هل الفزعة الفلسطينية حالة من خفقان القلب المفاجئ الذي يتلاشي بالمسكنات أم انها مرحلية وخفت لعيبها ويجب على الجميع المواجهة بشكل فردي بدءا من فلسطين ثم المدينة فالقرية فالمخيم فالحي........... وصلاً لكل شخص بشكل فردي.
فلسطينياً للفزعة أهمية كبيرة ولا يمكن إغفالها وقد انطوت ضمن خطى النضال والثورة الفلسطينية من حيث المساندة ومساعدة القرى والمخيمات المجاورة للقرى والمخيمات المتضررة عملاً بمبدأ أكلت يوم أكل الثور الأبيض كما أن دخول عنصر جديد على المقاومة الشعبية الفلسطينية متمثلاً بالمتضامنين الأجانب الذين يعتبرون الإعلام الناقل والحقيقي للمعاناة الفلسطينية وحشد الرأي العالمي في وجه سياسات الإحتلال لإنهاء القضية الفلسطينية يعتبر فزعة ولكن بمفهوم دولي.
على مدار سنوات النضال والتحرر الفلسطيني كان للفزعة الدور الهام والتي كانت على شد ومد وإزدادت بشكل كبير وغير متوقع في مراحل معينة وأحدثت نقلة متميزة في الثقافة الثورية الفلسطينية نحو المقاومة الشعبية والسلمية منذ القدم وغيرت وجهة نظر العالم نحو فلسطين كمصدر للأرهاب حسب الرواية الإسرائيلية الى شعب مسالم متمسك بحقوقه.
على الرغم من أن المرحلة الحالية تعتمد بشكل كبير وأساسي على التكاثف الشعبي لتلقى صدى محلياً وعالمياً وتعمل على أحراج الإحتلال عالمياً من خلال المقاومة السلمية والتي يجب عدم إقتصارها على مناطق وشخوص معينة وتمتعها بالصبغة الروتينية على موعد ومنطقة معينة وإنما تطويرها بما يخدم منظومة التحرر وإعتبارها محاولات متجددة لإنهاء الإحتلال.
المتتبع لما حدث في قرية كوبر والنبي صالح والمعصرة وبلعين ونعلين وكفر قدوم والجلزون والدهيشة وعسكر وسائر المناطق الفلسطينية خلال الفترة السابقة ومحاولة الإحتلال الإستفراد بهذه المناطق الفلسطينية كلاً على حدا يتأكد أن التكاثف والعفوية في إدارة الصراع بالإضافة الى خلق القيادة المحلية التي تدير عملها جعلها صامدة ومتمرسة في صد العدوان ومقارعة المحتل مما يعيدنا الى العفوية من خلال الفزعة والمقاومة السلمية مرة أخرى وهل هي طبيعة المرحلة وإستراتيجياتها.
لا يمكن إعتبار التجربة الفلسطينية مجرد ثورة عابرة ومرتبطة بمجموعة وطريقة معينة كالربيع الذي ليس عربياً والمرتبط بمصالح إقليمية وعالمية ولكنها ثورة متجذرة ومتنوعة وأكبر مثال ما جرى بالأقصى والقيادات وطريقة المقاومة التي تختلف عن كافة النضالات السابقة أكبر مثال، فقد إعتمدت الثورة الفلسطينية أشكال مختلفة من النضال والتي كانت الفزعة شكلاً من أشكالها إنها ثورة أجيال متعاقبة وتستنسخ وتجدد نفسها حسب الظروف والمتغيرات التي تلحق بها، وإن تحطيم الأرقام القياسية بعدد الشهداء وحجز الجثامين ومحاكمتها أحياناً وعدد الأسرى والجرحى والتدمير والتهجير ........... وتحطيم كافة الأرقام القياسية لهو دليل على الصدمة التي تربك الإحتلال وأحقية هذا الشعب في التحرر.
لا يمكن للمقاومة والنضال الإستمرار بنفس الكفاءة والفاعلية وبنفس الوتيرة بإستمرار ما لم يكن لها تغطية للإنجازات والإنتكاسات وإجراء مراجعة نقدية جذرية فعلية ولا يمكن لها الإرتقاء ما لم ترفع سقوف المطالب ليكون الحد الأدنى له التحرر وان لا تنساق نحو أهداف وقضايا هامشية مطلبية يومية كفتح حاجز وإلغاء مقطع جدار وهذا يتطلب منا جميعاً الى ضروة تسجيل النضال الشعبي الفلسطيني كبراءة نضال وإختراع في كافة دول العالم ومجالس النضال وحقوق الإنسان ليتعلم منها القاصي والداني ولتدرس فالحلم وأن طال هو أساس كل شئ للحقيقة وهنا يجب التفكير ملياً وتحديداً بعد معركة الأقصى بأن المقاومة الشعبية والقائمة على الفزعة تعتبر شكل جديد قديم للمقاومة وتحقق نصر تلو نصر ويجب البناء والإستفادة منه حيث أن شعبنا تواق للمساعدة وتقديم المعونة والفزعة.