نشر بتاريخ: 12/08/2017 ( آخر تحديث: 12/08/2017 الساعة: 08:58 )
الكاتب: المحامي زيد الايوبي
لغط كبير ثار في الايام الاخيرة حول وضع حماس في الضفة الغربية واسئلة كثيرة يطرحها نشطاء الحركة وكوادرها مثل: هل حماس في غزة والضفة جسم واحد وله نفس الحقوق والواجبات ام ان الهيمنة والغلبة لحماس غزة وما حماس الضفة الا جسر لعبور قيادات غزة عليه واستخدامه كورقة ضغط سياسية لا اكثر؟؟؟ ايضا لماذا يتفرد قادة حماس في غزة بالقرار الحمساوي السياسي والمالي ؟؟؟ ولماذا لا يحولون اموالا لمؤسسات واطر وكوادر حماس في الضفة طوال الفترة الماضية ؟؟هل تخلت حماس غزة عن حماس الضفة ؟؟؟ ايضا عبر الكثير من قيادات وكوادر حماس في الضفة في اكثر من مناسبة ان ما تقوم به حماس في غزة لا يمثلهم ولا يعبر عنهم وخصوصا التفاهمات مع المفصول من فتح الدحلان والتي اعلنت عنها حماس في غزة...
ولعل زيارة وفد من قيادات حماس لسيادة الرئيس ابو مازن قبل عدة ايام يصب في هذا السياق .. في غضون هذه الاسئلة يجري عصف ذهني كبير بين قيادات حركة حماس في الضفة حول الاستقلال بقرار الحركة في الضفة من خلال تشكيل حزب سياسي خاص بهم يعبر عنهم ويشارك في صناعة القرار الفلسطيني بما ينسجم مع طبيعة النظام السياسي والبعد الذي تمثله منظمة التحرير وفي ذات الوقت حتى لا تضيع الفكرة السياسية التي تجمع ابناء حماس في الضفة في اتون نار الانقسام وتخبط قيادات حماس في غزة في مواقفهم وقراراتهم وهيمنتهم على كل كبيرة وصغيرة في الحركة ...
قيادي بارز في حركة حماس الضفة يرفض ذكر اسمه في هذه المرحلة يقول: ان ما يحدث في الضفة حاليا لا يعدو عن كونه عصف ذهني واسع بين ابناء وكوادر حركة حماس لمناقشة الوضع الصعب الذي آل اليه الوضع في حركة حماس الضفة في ظل هيمنة قيادات حماس في غزة على صناعة القرار السياسي والمالي للحركة بشكل عام سيما ان قيادات غزة اداروا الظهر لنا بشكل واضح ولا يعيرون وجودنا في الحركة اي اهتمام بل انهم ابتعدوا في مسلكياتهم عن رؤية حماس والفكرة التي نشأت من اجلها الحركة وكأنهم كرسوا حماس جديدة غير التي انتمينا اليها لذلك نحن في حالة عصف ذهني كبير لا اكثر وفي هذا السياق اجرينا ثلاثة اجتماعات كبيرة ومهمة لكوادر الحركة في كل من نابلس والبيرة والخليل لتدارس اوضاع الحركة في الضفة في ظل المتغيرات الجارية وتم بحث الخروج بمسمى جديد للحركة في الضفة ومن الممكن ان ينضم الينا شخصيات وكوادر بارزين في غزة والخارج برؤية سياسية واقعية وتتوافق مع البرنامج السياسي الذي تتبناه منظمة التحرير والذي التحقت به حماس في وثيقتها الاخيرة كما انه تم مناقشة مشاركة حماس الضفة في اجتماع المجلس الوطني القادم لانه لا نقبل ان يمر هذا الاجتماع دون مشاركتنا في هذا الاجتماع ليست بصفتنا الحمساوية بل كفئة فلسطينية موجودة على ارض الواقع لها طريقتها في التفكير السياسي ومن حقها المشاركة في صناعة القرار في فلسطين سيما وأن هذا الاجتماع للمجلس الوطني امسى ضرورة وطنية ومتطلب سياسي مهم فلا يمكن ان يمر دون المشاركة به ونحن ننصح اخواتنا في حماس غزة أن يتراجعوا عن وجهة نظرهم في التعاطي مع الهم الوطني الداخلي وأن يشاركوا في الاجتماع لان بقاء وجود حماس خارج منظمة التحرير يضر كثيرا بمستقبل وديمومة حركة حماس.
بكل الاحوال ليس هناك الى حتى هذه اللحظة اي خطوات ميكانيكية واقعية في سياق استقلال حماس الضفة بقرارها من خلال حزب سياسي جديد علما بأن هناك توافق كبير بين قيادات الحركة في الضفة على هذه الفكرة وتم التواصل مع العديد من الاطرف الفلسطينية بهذا الشأن من بينها حركة فتح والسلطة اللتان لا تمانعا ذلك لكنهما اكدتا ان تشكيل اي حزب في الضفة يجب ان يتم في اطار القوانين النافذة كما ان اطراف عربية مهمة تم التواصل معها حول هذه الفكرة ولم يمانعوا بل على العكس شجعونا ونحن على ما يبدوا متجهون بأتجاه هذه الخظوة الكبيرة لكننا ندرس حاليا موضوع التمويل وكيفية الحصول عليه خصوصا وأننا لن نعمل تحت مظلة الاخوان المسلمين ولن نكون جزءا منهم كما هو وضع حماس في غزة لكن مشروع سياسي كبير كهذا بحاجة الى حاضنة مالية وسياسية لنا ونحن نتواصل مع اطراف عربية واسلامية للحصول على تبني لهذا المشروع وكل المؤشرات ايجابية وتؤكد اننا في الضفة ماضون بهذا الاتجاه خصوصا وأن قيادات في غزة يختلفون مع قيادة حماس الحالية سينضمون لنا وهذا من الاسباب التي شجعتنا لانجاز هذا الحزب على ارض الواقع بغض النظر عن الصعوبات والمعيقات التي ستواجهنا..
وفي النهاية ختم قوله ان شعبنا اكبر من كل الفصائل والقيادات ويستحق ان نعمل جميعا من اجل وحدته ورفعته وخلاصه من همومه وما وجود الاحزاب السياسية الا وسيلة من وسائل انتصار الشعوب وتحقيقها مراميها وطموحاتها....
وفي النهاية هل ستشهد الايام القادمة مفاجآت تمس صلب حركة حماس ووحدتها وهل سنكون امام صراع حمساوي حمساوي غي الايام القادمة واذا استقلت حماس الضفة عن غزة بحزب سياسي يعبر عن طريقتها بالتفكير هل سيشكل ذلك اضافة نوعية للعمل الفصائلي خصوصا ببروز حزب اسلامي جديد ينسجم في رؤيته وطرحه مع فصائل منظمة التحرير وفي مقدمتها فتح ....اعتقد ان الايام القادمة حبلى بالمفاجآت والله تعالى اعلى واعلم....