نشر بتاريخ: 13/08/2017 ( آخر تحديث: 13/08/2017 الساعة: 12:31 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
لا شك أنها أطول محادثات في التاريخ الحديث تلك التي قادها الفلسطينيون ضد الصهاينة في فلسطين، والأدهى أنها لن تثمر عن شيء بل يشعر الفلسطينيون أنها تراجعوا كثيرا في هذا المجال، ويشعر المواطن انه وربما قبل أوسلو كانت حياتهم أكثر استقرار ونماءً وصمودا وكان بإمكاننا أن نزور فلسطين الداخل بحرية أكثر ودون قيود كما اليوم والأعمال كانت مزدهرة أكثر، والفرق الوحيد اليوم هو فقط الكيان الفلسطيني الذي يدفع رواتب الموظفين وعلى ضوء المخاطر الإستراتيجية الموجودة ربما انه مهدد كثيرة وخاصة أننا لم ولن نستطع دفع الرواتب دون وصول عوائد الضرائب والتي ينهش منها الصهاينة مبالغ هائلة غير الذي يسرقونه من هنا وهنا وما يسرقوه من موارد هائلة من الأراضي الفلسطينية والتي تقدر خسائرها أي الدولة الفلسطينية إلى حوالي ستة إضعاف الموازنة المرصودة للدولة في سنة 2017.
وفي ظل توصل القيادة الفلسطينية إلى حقيقة أن الإسرائيليين افشلوا كل شيء ولم يعد هناك مجال لدولتين على ارض فلسطين واستحالت الحلول، فهنا لا بد من استخدام الوسائل الأخيرة لدى القيادة وهي تكبيد إسرائيل والعالم اجمع خسائر الاحتلال اليومين بضرب كل الأبواب القانونية، والتخلي عن مشروع يخدم دولة الاحتلال قبل كل شيء.
فالعالم الذي استمر في الغفلة عن أفعال إسرائيل كل هذه المدة عليه أن يتحمل كل المسؤولية في ظل وجود أحمق أكثر حمقا من الصهاينة وهو الرئيس الأمريكي الذي ضرب كل الجهود في الحائط، وذهب للاستجمام دون اكتراث بأحد، والمتتبع للإعلام الأمريكي يجد أن هذه الجهود الأمريكية لم تكن جديدة ولن تعطي الفلسطينيين أي شيء وسيبقى الوضع على حاله دون إي جديد. ولصالح اليهود فقط.
ولان شعبنا لن يستطيع الانتظار طويلا، ولان الجهود وعبر العالم ستكون أكثر دموية مما هي عليه الآن في قادم الأيام وستخلق كيانات جديدة لن تقبل بالواقع، لذلك يجب البحث عن بدائل أكثر جدية ومنها وضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها التاريخية، وتنبيه رعاة السلام، والتهديد بما لا يمكن أن يخسره الفلسطينيين أو مشاركة الخسارة مع الجميع في ظل وضع فلسطيني صعب على كافة الصعد، فغياب المنطق العالمي يجب أن يقابله حنكة وتجديد فلسطيني ذكي تحب شعار الشباب الفلسطيني الذكي “The Palestinian smart young” وهذا يحتاج إلى تجديد في الخطط والخطابات والشرعيات وتبديل الأشخاص واللغات والمواقف وطريقة عمل المؤسسات ورفد المؤسسات بقوة جبارة لتستطيع مواجهة التحديدات، وأقربها طريق إجراء انتخابات بفرض وجوه جديدة، لان الوجوه القديمة أصبح لديها مصالح تخاف عليها، فلا يكون التجديد والتغيير إلا باستخدام مواهب وقدرات الشباب الفلسطيني.