السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تشرذمات عربية وفكر منحرف يغزوها

نشر بتاريخ: 18/08/2017 ( آخر تحديث: 18/08/2017 الساعة: 10:51 )

الكاتب: عز عبد العزيز أبو شنب

ان الحادث الإجرامي الذي نفذه أحد ارهابيي داعش بتفجير نفسه بمجموعة من المقاومين والذي أدى لاستشهاد أحدهم واصابة آخرين في مدينة رفح ينافي كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية ودليل على الذهنية الهمجية الانتقامية والعقل المنحرف لعصابات داعش، فهي تتوسع وتتمدد على دماء المسلمين.
كما ويأتي في إطار المحاولات الحثيثة لصدارة المشهد الاعلامي وفرض كيانه وهيمنته على العالم في ظل التشرذم العربي والمناكفات السياسية.
ان الشريعة الإسلامية ترفض كل صور الإرهاب والعنف وترويع الآمنين والأبرياء دون وجه حق، مشددا على أن تلك الأعمال الإرهابية تقوم بتشويه صورة الإسلام الذي دعا إلى التسامح والتعايش والمحبة والرحمة، كما أنها تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية، اللذين أكدا حرمة إرهاب الناس والاعتداء عليهم وترويعهم.
بعد اشتداد الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بدأ التنظيم "بنقل المعركة إلى كل مكان يمكن أن يصل إليه، وباتت حروبه تتبع مستويات انتشاره ونفوذه فقد أصبح التنظيم الأيقونة الجهادية المعاصرة الذي باتت تتبعه معظم الحركات الارهابية في العالم حيث بدأ هذا التنظيم بالسعي جاهدا لنشر الخراب والدمار في مختلف أنحاء العالم ووضع خطة "مرعبة" للهيمنة على العالم في غضون خمس سنوات من الوقت الحالي، ورسموا الخطوط العريضة لرؤيته فيما يتعلق بالتوسع في العالم ابتداء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومناطق واسعة من آسيا، بالإضافة إلى طموحات التنظيم التي تمتد إلى أوروبا.
فاليوم تنظيم داعش الارهابي يحاول تنشيط خلاياه النائمة في غزة التي تنزف الالام والحصار والدمار منذ سنوات تزيد ويلاتها بقتل الأبرياء متخطيا كل الخطوط المحرمة دينيا من أجل حرف بوصلة قضيتنا الفلسطينية وذلك بعد أن خسر معاركه في العراق وليبيا وسوريا ومصر ، ولكن علينا جميعا أن نوحد صفوفنا ، وترك كل الخلافات والمناكفات فيما بيننا ونقف جميعاً ضد هذه الشرذمة الخبيثة وازالتها عن الوجود فهي مازالت ترتكب المجازر في بلادنا العربية ( من قتل وذبح وسحل واحراق للبيوت ، وهدم للمنازل ، وتفجير لقباب وأضرحة أولياء الله ).
قال تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) إن السكوت والصمت تجاه ما يرتكبه هؤلاء التكفيريون سوف يجعلهم يتمادون أكثر في ارتكاب مجازر جديدة ضد المجاهدين والأبرياء.
لذا عليك أيها الشعب الفلسطيني الأبي الانتصار لكرامتك ... فهي دليل وجودك الضارب بجذوره في أعماق الزمن وما أفعالهم تلك إلا محاولة منهم لالغاء ذلك الوجود وتشويه هويتك الحضارية والاسلامية.
ويعود تأسيس تنظيم "داعش" -وهو اختصار لعبارة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- إلى أكتوبر 2006م إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة، حيث تم اختيار أبو عمر البغدادي زعيماً له, وبعد مقتل البغدادي في 2010م أصبح أبو بكر البغدادي زعيماً جديداً له، وبعد الأحداث الجارية في سوريا تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011م، وأعلن أبو بكر البغدادي في 2013م دمج فرع التنظيم جبهة النصرة السورية مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "داعش. "
وبعد ذلك بايعوا القاعدة في أفغانستان، وتأتي خطورة التنظيم الجديد في أنه يضم مجموعة كبيرة من المقاتلين المسلمين الأوروبيين، والذين قدموا من فرنسا، وبريطانيا، وأمريكا، ومجموعة أخرى من المقاتلين الشباب العرب من عدة دول عربية.