السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل العدالة ضائعة في فلسطين؟

نشر بتاريخ: 18/08/2017 ( آخر تحديث: 18/08/2017 الساعة: 18:16 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لست من المتشائمين إلى درجة اليأس أو الموت أو التوقف عن العمل، إنما أرى في نهاية كل نفق شمعة ستضاء بإرادة الله سبحانه وتعالى وما الله إلا هو مسير للأمور سواء كما نحب فنرضى أو كما لا نحب وبعدها نرى كيف سيرها وحكمته من الموضوع فنرضى؟ ولا شك أن العدالة غائبة تماما في فلسطين مهما حاول البعض أن يستنهضها فهي زائفة في الأعمار ونائمة في مواقد النيران، وضائعة في دواليب الخزائن وفي كلمات مرسومة فوق ورق مخزن بملفات في الأدراج، وتحتاج إلى من يخرجها ويعلن صحوتها الأبدية، فتلك الأيدي ليس غائبة تماما ولكن تسعى بما تستطيع من جرأة وبدون خوف وستظهر يوما، وأما الذي يبقون على ضياع العدالة ليتفننون بضياع الحقوق فهم يوما ما سيذهبون إلى مزابل التاريخ.
لا شك أن الله خلق العاقل وفي نفس الوقت خلق الغبي بأفعاله والمريض النفسي بأمراضه، والكسول الحرامي والسارق وكل هذه الصفات في الإنسان واوجد العاقل العالم النزيه الشجاع ليخلص الناس وأغلبيتهم ممن ليس لديه مصلحة بان تكون العدالة موجودة وقائمة بين الناس على الحق.
فأوروبا وأمريكا التي كانت تعيش الظلام والجهل والتخلف كان فيه العدالة لا يقام لها حد أو صوت أو بنيان، وبعدها استطاعوا أن يبنون عماد عدالة سقفها السماء وكل سواسية أمام القانون، لا يضر شخص إلا بالعدالة ويسعد الناس بها جميعا.
ولا شك أن التخلف الموجود في عقول البعض هو الذي اضعف العدل بين الناس وتركهم في ضياع وتوهان لا يستقيم معه سوى الحق الذي سكن الناس بفعل ضمائرهم الحية، وان كانت العدالة غائبة عند البعض، فان الخير ما يزال في قلوب الناس ويمكن أن يشكل رجعة حميدة في إحقاق الحق وعودة الحقوق لأصحابها، ويذهب ظلام الحق إلى الجحيم.
فكيف تكون العدالة ونحن من يضيع على الناس حقوقهم ويذهب بها إلى الظلام والجهل، والأفكار الغريبة وقطع أرزاقها والتهديد بالخراب؟ فقط لأننا لا نحب الخير لتلك الناس أو لأننا لا نفكر أكثر من طول (المنخار) أو اتساع اللسان.
ولا شك أننا نكتب ولن نلقى من يسمع وان قرأ البعض، لان قلوبهم أصبحت مغلفة لا ترى ولا تسمع سوى صوتها، فلو علموا أن العدالة بحاجة لاستيقاظ في عقولهم وقلوبهم لما لزم العقاب احد أو القانون أي عتب.