نشر بتاريخ: 20/08/2017 ( آخر تحديث: 20/08/2017 الساعة: 17:35 )
الكاتب:سعدات بهجت عمر
ما يزال الوطن العربي يتزلزل تحت وطأة المؤامرات التدميرية نتيجة للظروف المستجدة من الرعونة اﻻمريكية على العروبة بإحياء عادات ومفاهيم قديمة جديدة من البلاء. فقد اشترك الباني والهادم في حفر نفقها الكبير في عمق القومية العربية من خلال المشاركة بين اصحاب تكنولوجيا الحفر وتكنولوجيا الهدم، وبدأت اسس ومقومات المجتمع العربي تتعرض للخطر الشديد من ضياع للهوية العربية ومن تحطيم للمقومات الروحية والثقافية والاجتماعية مما اضعف الشعور باﻻنتماء القومي وروح النضال والصمود، وساهم مساهمة كبرى في فسح المجال للسقوط واﻻنهيار واﻻستسلام والتبديل والتغيير في روابط العلاقة اﻻخوية العربية بقبول الهزيمة وحسم الصراع نهائيا لصالح "اسرائيل" على حساب الوعي العربي الذي لم يستطع على مدى امتداد الوطن العربي الكبير ادراك حقيقة كثرة وتعدد القضايا الهامة والخطيرة التي يجابهها الوطن العربي بالجدية والمسؤولية اللتين تفرضهما خطورة هذه الحقيقة.
فإنه لخطأ كبير الظن بأن عمر هذه الحقيقة هو عمر وعينا واكتشافنا لخطورتها. وانه لخطأ اكبر خطورة ان نعتبر ما حدث فى فلسطين العام 1948، وما بعد هذا التاريخ من مجازر ومؤامرات بأنواعها المتعددة والمتواترة في الزمان والمكان، وما يحدث اﻵن من تدمير وتقسيم للبلاد العربية بحجة مقاتلة اﻻرهاب مرورا بأحداث جسيمة منذ العام 1982، وما فرضته وافرزته في ظروف ومفاهيم وتحركات وحركات مشبوهة ﻻغنيال ابو جهاد، وفك اﻻرتباط بين الضفة الغربية والضفة الشرقية مع سوء النية من قبل النظام اﻻردن، واحتﻻل العراق واغتيال الرئيس المنتخب ابو عمار، واﻻنقﻻب الدموي اﻻسود في قطاع غزة وتدمير سوريا الى ان نصل إلى المرحلة الراهنة وما قد يحدث من اعتداءات جديدة ومؤامرات جديدة إنما هو نتاج تخطيط في استراتيجية التحالف الصهيوني اﻻمريكي اﻻوروبي الذي اقام "اسرائيل"، ويرتكز هذا التخطيط على تفتيت الوطن العربي كله وليس نصفه وتجزئته طائفيا الى دويلات وممالك هزيلة متناحرة تحكمها عوامل الشك والفرقة المصطنعة بتقوية الحاجز العنصري ليكسر امتداد الوطن العربي الواحد.
إستنادا الى هذه الحقائق فالحركة العدوانية الصهيو - امريكية اعتمدت كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة لتطويق الوعي العربي وخنقه ضمن استراتيجية معقدة تقوم على اجهاض كل احتماﻻت التضامن والوحدة بين دول الجامعة العربية ووضع كا ما يمكن وضعه من العوائق النفسية والمادية على طريق تحقيقها، وهنا يبرز إلقاء نظرة اكثر عمقا على تطور اﻻحداث لتقييم اسباب وقوع كل عدوان محتمل ووقوع كل مأساة محتملة وكل مؤامرة مدبرة تقييما علميا وموضوعيا، وبالتالي فالقضية النضالية للجماهير العربية ستستمر وستزداد فيها كل اﻻنفعاﻻت والتفاعلات حتى تفرز الصيغة المؤهلة لخوض معركة التحرر العربي من التبعية. بطرح برنامج قومي وطني ضاغط بالمعنى الثوري اﻻنقلابي، وبالتالي التاريخي في اثارة المشاعر القومية اﻷصيلة لدى الجماهير العربية لتعزيز القوة النضالية ضد العدو الاسرائيلي وضد الضغوط اﻻمريكية. وبناء وترسيخ المؤسسات الفاعلة ﻻ التظاهرية الكفيلة بتعبئة الجماهير العربية وتعزيز استعدادها للصمود وتحميل العدو الاسرائيلي واﻻستعمار اﻻمريكي المسؤولية الكاملة لما حدث. أو ما يجري.أو ما سيجري الشروع فيه لواقعية اليأس المسيطرة على الخطاب الرسمي العربي في المؤتمرات. أو اللقاءات. بل لتصبح واقعية الثقة الجماهيرية المستندة الى الوعي الكامل لطاقات اﻻمة، وامكاناتها ﻷن التراب العربي في الوطن العربي ملك للامة العربية على امتداد اجيالها، وبالتالي سيكون ادعاء اي نظام عربي بحق التهليل والطلب من امريكا او من غيرها ﻻسقاط او تدمير اي جزء من اﻻرض والنفس العربية بمصير جزء آخر انما هو اعتداء على شرف وسيادة اﻻمة العربية، وعلى حقوق اجيالها فضﻻ عن كونه اعتداء على حقوق ابناء الجزء المتآمر عليه.
ان مثل هذه العملية تتم عن قصر نظر بالنسبة للامن القومي العربي وللمصلحة العربية في التضامن والوحدة فضلا عن كونها غير مشروعة من حيث المبدأ ﻷن العدو من المحتم ان يزيده الرضوخ العربي جزءا منه او جميعه طمعا وشهوة في السيطرة ايمانا بقدرته على بلوغها.والطلب من امريكا او من غيرها ﻻسقاط او تدمير اي جزء من اﻻرض والنفس.