الأحد: 09/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

الهين وليس اله واحد في فلسطين!!!!!

نشر بتاريخ: 30/08/2017 ( آخر تحديث: 30/08/2017 الساعة: 10:18 )

الكاتب: عوني المشني

العلاقة بين الثورة والثروة عكسية، فالثورة فعل هؤلاء الذين دفعهم الفقر والعوز للكفر بالنظم السائدة التي أوصلتهم لهذا الحال والتمرد عليها وكسرها مقدمة لإرساء قيم جديدة تغير توزيع الثروة بما يخرجهم من حالة الجوع والحرمان، اما الثروة فهي تكريس لجوع وحرمان وعوز الفقراء وتحويلها الى أطيان وعقارات وحسابات بنكية، وان اختلفت الوسائل والاشكال عبر العصور فان الجوهر في المسألة واحد لا يتغير، فلا يوجد ثري الا على حساب الالاف من الفقراء، وتكاد النسب تكون واحدة في كل العصور، بمقدار ما تتراكم الثروة في يد قلة من البشر بمقدار ما تتسع دائرة الفقر وتتعمق.
في مجتمع يرزخ تحت الاحتلال الأجنبي فان المعادلة اكثر تعقيدا، عندما بتشكل تحالف غير مقدس بين الاضطهاد الخارجي مع الاضطهاد الداخلي ضد الجماهير العريضة فان للثورة بعدين، وطني وطبقي، وهكذا يتنكر راس المال لأصله ولوطنيته وينحاز للربح الوفير، حتى الان لا شئ جديد، هكذا هي قوانين المجتمعات وفِي كل مراحل التاريخ.
في فلسطين اختلف الامر فان ثالوثا غير مقدس نشأ عن تحالف مخزي بين الاحتلال ورأس المال وقيادات الثورة لتدمغ اكبر عملية سلب للفقراء والمحتاجين بخاتم وطني ، انها عملية يندى لها الجبين تجري يوميا بقوانين ومراسيم ونظم وتحت عنوان وطني .
في فلسطين تتنكر الطبقات الاجتماعية من واقعها ، الفقراء يحترمون سارقيهم ويبجلونهم ، والعملاء ومسربي الاراضي للاحتلال يشغلون الثوار في مصانعهم واقطاعياتهم ومؤسساتهم المالية ليمنعوا في إذلالهم وليأخذو ومن رصيدهم الوطني .
في فلسطين الأحزاب تغير جلدها ، الحزب الشيوعي في مرحلة لم تكن الطبقات قد تبلورت كان ينادي بالصراع الطبقي ، وعندما اصبح هناك اضطهاد طبقي اصبح يسمى حزب الشعب
في فلسطين يتصارعون ويقسمون الوطن من اجل نفق وكذبة اسمها سلطة ودولة !!!!
في فلسطين يمنع عليك ان تهرب سيجارة عبر الحدود ولكن يغض الطرف على تهريب ارض القدس للاحتلال
في فلسطين تجلب للفساد اذا سرقت عاملة نظافة في مؤسسة "لفة تواليت " اما اذا سرق رئيس الؤسسة رصيدا بالملايين توفر له كل انواع الحماية والترقية والتبجيل
في فلسطين هناك قانونين ، قانون الفقراء من جهة وقانون الأغنياء وقادة الثوار من جهة اخرى ، الفرق بين القانونين بسيط ، القانون الاول هو قانون العقوبات من المادة لأولى وحتى الاخيرة لا تجد فيه الا العقوبات اما القانون الثاني فهو قانون الاستثناءات من المادة الاولى وحتى الاخيرة قانون عطايا واستثناءات .
في فلسطين هناك الهين وليس اله واحد ، اله يعبد وآله يستخدم لتمرير كل الخطايا والمفاسد والجرائم .
في فلسطين شعب يقاوم ويستشهد ويجرح ويؤسر وجيوش وفصائل وأمن يتفرجون على المقاومة ويمتهنون الشهيد والجريح والأسير
في فلسطين هناك وجعين ، وجع الجوع ووجع التخمة ، وجع الضمير ووجع موت الضمير ، وجع حب الوطن ووجع عبئ الوطن ،
في فلسطين هناك دائما وجهين للصورة ، وجهين نقيضين ، وجهين بلونين مختلفين ، بوسمين مختلفين .