الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقبل الله ممن أحسن الرجم

نشر بتاريخ: 31/08/2017 ( آخر تحديث: 31/08/2017 الساعة: 16:19 )

الكاتب: د.نادر صالحة

هناك من هو ذاهب غدا لرجم الشيطان! مرحى، أهلاً بالأحباب..
سيقبّلهم ابليس في عيونهم، ويدعو لهم بطول العمر.
نرجم الشيطان مرة في العام، نلبي دعوته، ونرفعها هُبلا بعد كل آذان.
سيعود بعضهم ليهديك سُبحةً صنعت في الصين، مغلظاً في أيمانه أنها للخاصة فقط وأنك من أخصّ خاصته، ستنفرط حباتها وأنت تضعها في جيبك، ستتكتم على الأمر وتكيل له بالشكر وابتسام عريض. يمكنك أن تجعل من حباتها المباركة أساور وقلائد للأولاد. انظر كيف يعم الخير ويكثر، سبحان الله.
سيحدثك عن مشقة ووعثاء سفره ورجمه وسعيه التي اذهبهتها نفحات نورانية هبّت في اروقة نفسه المعتمة خلال تعثره بشيخ ماليزي طاعن أو امرأة ايرانية ضعيفة تعثروا في الزحام، فاختنقوا دهساً تحت أقدامه القدسية، فصار ملاكاً.
سيمعن في التقذيع بأولئك وهؤلاء المبتدعون والمتنطعون من مختلف الجنسيات والمذاهب، اللذين لا يعرفون من الاسلام غير اسمه ومن القرآن الا رسمه، سيدعو لهم بالهداية. سيختتم لك سلسلة أحاديثه الذهبية بالكلاشيه التاريخي لهذه المناسبة؛ لو أن هذه الجموع الغفيرة حجّت بصدق، لكان حال الأمة غير هذا الحال! وقد يُبدع فيبتدع "ما أكثر الضجيج وأقلَّ الحجيج!”، يُتبعها بتنهيدة عميقة تدفع سفينة في عرض البحر، ويلعن شيطانهم. يوافقه المهنئون، محوقلين ومؤكدين بهز رؤوسهم على صحة ما تفضل به هذا الكائن النوراني متحسسين حبات السبحة منفرطة العقد في جيبوهم الضيقة.
يتبادل الحضور النظرات متهممين بالرحيل، فيحتدم فجأة طقس العزائم لدعوة العائد من الرجم على وليمة احتفاء، احتفاءٌ بسلامته وليّ عنق شيطانه الرجيم. يتمنع ويغضب: “ما انتو عارفين.. أنا مش تبع عزايم ياجماعة الخير”، بعد إصرار لا يلين من جماعته، يوافق بما يشبه الإرغام على “التلبية” مجدداً، لتصبح المعضلة تحديد موعد متاح في جدول الحاج المكدّس بالولائم مسبقاً ولاسبوعين مقدماً.
يستأذن بعض الحضور لمغادرة المحضر القدسي للحاج النوراني مهنئينه بحجه الثالث على التوالي.
تقبل الله.