نشر بتاريخ: 08/09/2017 ( آخر تحديث: 08/09/2017 الساعة: 11:27 )
الكاتب: ابراهيم عيسى العمله
متناقض الأطوار نهايته اندثار
يعبث بكل شيء من صغره حتى الممات
فالصخر لان له والحديد
عقله بالدهاء موسوم
هادئ كما السكون
مائج كما البحار
متقلب كأجواء الشتاء
يضج قوة وعنفوانا وجمالا كما الربيع
نجم في الخير والشر في آن
ناعم الملمس ماكر كالثعلب
صبور جلد كما الإبل
حكيم تارة وسادي عنيد تارات
يأكل كل شيء ولا يتورع
يعشق المال والمال معبوده
وغايته تبرر الوسيلة
الكذب يجري في عروقه دما
يفسد البر والبحر والهواء
نباتي حيواني شهواني أناني بامتياز
ظاهره بريء لطيف طيب ملك قديس
باطنه مجرم سفاح أخوَب
يتجرّد من إنسانيته عند أول تقاطع
لا يقنع لا يشبع لا يرعوي
يضع القوانين ويخرقها في آن
ترابي هوائي ناري الشعور والعواطف
رحيم حنون محب حين يريد
حاقد كنود سليط متسلط
متلون كما الحرباء لساناً وأفعالا
بارع التمثيل على خشبة مسرح الحياة
يلوك مفردات الخير والعدل والحب والجمال
وقلبه يفيض حقدا ولؤماً وشرا
لا يملّ من وضع المصائد للطرائد
يجيد الهدم والبناء
يصنع وسائل بقائه وفنائه
ثلثا الشر في سرباله
الأخ مع أخيه والجار مع جاره والصديق مع صديقه
كل يحفر للآخر حفرةً وينصب شباكه
لتهذيبه بعث الله الرسل وأنزل الكتب
ورغم ذلك فهو كثير العطب والشغب
طماع وأناني بسبب وبلا سبب
إشباعا لأنانيته يقتل ويحرق ويسفح ويسفك
فجداول الدم عبر التاريخ منسابةً ولا تزال
أطفال ونساء وشيوخ يهيمون على وجوههم
في القفار ومياه البحار
يفرّون من حاجز موت لآخر
كما تهرب الذبيحة من يد الجزار في الزريبة
يموتون مرّات ومرّات قبل أن تأتي الموتة الرحيمة
جُلّهم مستبدون وظُلّام متسلطون إن لاحت الفرصة
الحاكم على رعيته والكبير على الصغير
والقوي على الضعيف والكل على الكل
تبرمت حيوانات الغابة وأبدت استهجانها
وحمدت الباري أنها لا تنتمي لِجبلّته
واستعاذت برب الكائنات من دهائه ومكره
متضرعة أن يكفيها الإله شرّه
وتنتظر بفارغ الصبر يوم انقراضه
كما انقرض ظُلّام على هذا الكوكب قبله
وكل المظلومين بلسان الحال يهتفون
(عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوّت إنسان فكدت أطير )
تبسم آدمي ، كشّر آدمي ، تواجد آدمي
أو ظل آدميٍ فكدت أطير .