نشر بتاريخ: 02/10/2017 ( آخر تحديث: 02/10/2017 الساعة: 18:19 )
الكاتب: د.محمود أبو عين
هل تتمخض آلام فلسطين عن ولادة تيار جديد يرسم معالم المستقبل كأمة فلسطينية وكشعب قدم التضحيات وتعرض للاستشهاد والاعتقال والاصابة والابعاد، اننا اليوم نواجه تحديات مصيرية وانعطافات تاريخية، تتطلب منا مواقف كبيرة وقرارات صعبةً وحكيمة...
ان فلسطين الوطن والانسان تعرض ولا زال يتعرض لنكبات متتالية سببها الاحتلال الذي صادر الارض وطالت انتهاكاته وجرائمة الانسان والشجر والحجر، الذي غذى الفرقة بين الفلسطينيين وعمق الانقسام.
الكثير من ابناء شعبنا ومن مختلف مشاربهم السياسية يتطلعون برغبة عارمة نحو التغيير الحقيقي، للخروج من حالة اليأس والإحباط التي يعيشها شعبنا في كافة اماكن تواجده في الداخل والشتات، ومن اجل تجاوز كل الخلافات السياسية والحزبية والاقتصادية، التي اثقلت كاهل المواطنَ في غزة والضفة والقدس وتُعرَّضُ مستقبَله ومستقبل الأجيال القادمة للخطر، وترسخُ المفاهيمَ السلبية التي تُكبلُ العزيمة وتَخنُق الامل.
من المعروف ان الشعب الفلسطيني شعب خلاق ومبدع، فلم في هذه الظروف لا يبدع شعبنا ويخلق اطارا سياسيا جديدا شاملا يمثل كل الاطيف واهمهما ممثلين من حركتي فتح وحماس للعمل بروح وطنية واحدة لتحقيق طموحات شعبنا ويتعامل مع الحاضر بواقعية ويتقدم للمستقبل براية واحدة وهدف واحد وسلاح واحد، وبإرادة مستمدة من روح الشعب وعزيمة شبابه، تيار سياسي يمتلك رؤية واضحة وحيوية، تقود للتحرير والخلاص من الاحتلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.. تيار متمكن قادر على التعامل مع مختلف المشاكل المعقدة والمتداخلة وتقديم الحلول لها والنظر الى مستقبل افضل. وينهي الانقسام الى حيث لا عودة ليعيش الكل الفلسطيني في وطن واحد ولهدف واحد هو الحرية والانعتاق من نير الاحتلال.
ولاننا شعب سيطرت عليه لغة الاحباط وعدم الثقة باحزابنا السياسية، نعيش في مرحلة تآكلت فيها المفاهيمُ الكبيرة، مثل هكذا حالة يكون الوطن بحاجة ماسة الى ولادة ارادة وروح سياسية جديدة ومفهوم واسع وأطار كبير يستطيع ان يحتوي كل الاطياف وتضاريس هذا الوطن... بحاجة الى تيار سياسي جديد منتج يمتلك العزيمةَ والإصرار، ويقبل التحدي ضمن اطر المنافسة الشريفة ويحتضن الكفاءات المتحمسة التي تجمع بين الاصالة والتجديد والوطنية والانتماء الخالص لفلسطين اولا .. وان يقدم مشاريع وطنيةً حقيقية تكون نقطةَ الانطلاق للتحرر والبناء..
ان كافة طموحات الشعوب المشروعة وحلمه الوطني يمكن تحقيقها اذا توفرت إرادةٌ سياسية جديدة، صادقةٌ ومتحمسة، واعية، تتكفل بتضميد جراحاته وتحتضن أبناءه دون الالتفات الى العناوين المكبِلة الصغيرة وتعمل على ردم الهوة في التمايز الطبقي المقيت، وإشاعة روح العدالة وتوفير الفرص المتساوية للجميع، والعمل على ترسيخ السلم المجتمعي ... وبناء منظومة علاقات متينة ورصينة مع محيطه العربي والاسلامي والغربي وفق مصلحة فلسطين أولاً واخيرا، على ان لا تكون امورنا مرتبطه باجندة خارجيه لانه يتحتم علينا ان نكون متحدين ومتفقين امام صفقة العصر والتي يشم من خلالها دولة غزه بدليل سكوت الاحتلال وموافقته هو وأمريكا علي هذه المصالحه ،لان هناك وراء الأكمة ما ورائها ..؟
واخر الكلام هل يتمخض الم هذا الوطن عن ولادة تيار او اطار سياسيا جديدا يولد من رحم الألم وتحديات الوطن ويحمل كلَّ ثقةِ وشجاعة واِقدام أبنائه وشبابه ، ليرسم للمستقبل طريقاً برؤية واضحة وصادقة ،بعزيمة واقدام..اطار من كل الاتجاهات بهدف التوافق حول مشروع تحصين الوطن والثبات علية ومواجهة ضياع القضية...؟