نشر بتاريخ: 23/10/2017 ( آخر تحديث: 23/10/2017 الساعة: 17:51 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
فلسطين هي الدولة الوحيدة في العالم التي بقيت محتلة، وهو قياس باحتلال بلدان أخرى ليس طويل مقارنة بالنضال الفلسطيني لكي نفقد الأمل أو نتراجع، وبالتالي فالنضال ضد الاحتلال يحتاج إلى وقت طويل ويحتاج إلى إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، فلن يزول احتلال إلا بالإعداد الجيد له والطويل إذ لا يمكن إزالة احتلال بدون جهد وتحضير وعمل مستمر، وبعد تجربة المفاوضات الطويلة وما نتج عنها من حكم ذاتي فإنها أعطت مؤشر كبير على أن الاحتلال لن يزول بالمفاوضات ولن يقدموا لنا شيء إلا بما يقدمه النضال الفلسطيني الذي نص عليه القانون الدولي.
إن بناء الدولة الفلسطينية بكافة مؤسساتها وكوادرها ومرافقها لن يكون سليما إلا إذا زال الاحتلال المعيق لذلك عن الأرض ومارست السيادة الفلسطينية دورها المحلي والإقليمي والدولي، فيوميا يتم الإعلان عن إعاقات حركة كبيرة واعتقالات بالعشرات وما يرتبه هذا الاحتلال من خسائر بشرية ومادية واقتصادية كبيرة.
فلدى الشباب الفلسطيني طاقة كبيرة ولكن الاحتلال يحد من نمائها واستمرارها وما يؤديه ذلك من هجرة العقول للخارج والتي أولا فيها استصلاح الأراضي فوق الجبال والسهول وبناء منشات اقتصادية كبيرة، وهي ما تمكن فلسطين من بناء جمهورية اقتصادية ضخمة كوننا نتوسط العالم ولدينا مرافق سياحية وتنموية، لكن فقط تحتاج إلى ترتيب وزيادة في الوعي والعمل المرافق لسبل النهوض بكل الإمكانيات.
إن من أهم المسائل التي يجب البدء بها هو توحيد الصف بمصالحة وطنية تجمع الجميع وتحفظ مقدرات الوطن ومنها حماية المقاومين وسلاحهم، فلا يمكن الطلب بإزالة السلاح قبل الاحتلال، وان أجهزة الدولة العسكرية والأمنية لها وظيفة محددة، إذ يجب الإبقاء على إمكانيات المقامين طوال بقاء الاحتلال، لان أي تقدم سوف يؤدي إلى عرقلته في أي وقت من قبل الاحتلال.
وعليه، يجب توجيه كل الطاقات الآنية والمرحلية بكافة صورها وأشكالها نحو استراتيجيه وطنية لإنهاء الاحتلال وإلا فان أي تقدم على المسارات الأخرى سيبقى مصطدما بإجراءات احتلال صعبة ومرهقة للشعب الفلسطيني الذي لن يسكت إلا بإقامة حلمه في دولته فلسطين كاملة السيادة.