الثلاثاء: 11/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

وعد بلفور .. وذاكرة شعب

نشر بتاريخ: 26/10/2017 ( آخر تحديث: 26/10/2017 الساعة: 17:35 )

الكاتب: معروف الرفاعي

جهل ابناء شعبنا بحداث تخص قضيته او باشخاص صنعوا تاريخ هذا الشعب، كارثة وطنية تدعو للتوقف عندها مليا، ولزاما علينا وضع استراتيجية وطنية تشارك قيها كل المنظومة الوطنية من حكومة واحزاب وقوى وطنية لاعادة شحن ذاكرة ابناء شعبنا.
قضية فلسطين ما زالت متصدرة كل الاحداث العالمية ولم تندثر كما تمنى بن غوريون وقادة الكيان عندما قال: الكبار يموتون والصغار ينسون، لان ذاكرة ابائنا واجدادنا ظلت متقدة وقوية وحملونا حصيلة تلك الذاكرة، فمن المسؤول عن حمل هذه الامانة للجيل الحالي والقادم ؟!!
اذا لم نسارع لوضع خطة وطنية لتثقيف وتوعية واعادة تعبئة ابناء شعبنا من الجيل الصغير، فان قضيتنا خاسرة لا محالة، فكيف تريد لجيل يبحث عن النصر والمقاومة والتحرير وهو لا يعرف شيئا عن بلفور، ولا يعرف من هو فيصل الحسيني وربما نصل الى من لا يعرف من هو ياسر عرفات اذا بقينا مغيبين عن تاريخ القضية الفلسطينية ؟!!.
لا يخلو الاهل ايضا من المسؤولية عن تعبئة الابناء وتوعيتهم وتوسيع مداركهم الوطنية بمعلومات معروفة لهم عن فلسطين وتاريخها واحداثها، فالتاريخ يمكن ان يحفظ بالتوارث وليس شرطا يالقراءة والتعليم والمعاصرة، مسؤولية البيت والمدرسة والجامعة مسؤولية مشتركة، كذلك وزارات الثقافة والتربية والاعلام والمفوضيات الحركية والاحزاب الوطنية عليها دور كبير لتعبئة هذا الجيل الذي يدعو للحزن والاحباط لما وصل اليه من وضع مزري ومخجل كجيل محتل ولا يعلم شيء عن تاريخ ثورته او قضية شعبه التي ندعو العالم الى الاعتراف بها ودعمها ونحن اول المقصرين.
لا اعرف لماذا لا تقوم بلدية كبلدية رام الله مثلا بعرض فلم عن وعد بلفور، او توزيع منشورات توعوية عنه، لماذا لا تقوم بعمل اسبوع وطني للتعريف بقيادات الشعب الفلسطيني، ولماذا لا يقوم متحف درويش مثلا او قصر الثقافة بمثل هكذا امور ؟!!
برأييي ان نشر تاريخ شعبنا بين ابناء الجيل الجديد وبناء جيل مثقف وطنيا اهم من استضافة فلان او علان من المطربين والمطربات والفرق الفنية - على اهميتها - واهم من عرض فيلم لمخرج تافه او استضافة عرض للازياء او افتتاح شارع باسم فلان او علان في اسابيع ثقاقية تملا الشوارع صخبا وقعقعة ولا نرى طحينا.
اخيرا كلمة اوجهها لابناء حركة فتح والاخوة القادة مسؤولي المفوضيات التي لا اعلم ما هي مهماتها او ماذا تقدم لنا كابناء حركة : فتح كانت وما زالت خيمة الشعب الفلسطيني وصاحبة الانجازات العسكرية والسياسية وهي حاضنة الشعب الفلسطيني وعليها تقع مسؤولية كبيرة في كل ما يجري من تجهيل لهذا الشعب المغلوب على امره، فعلوا هذه المفوضيات وابدأوا من الصفر مع اطفال شعبنا، ابنوا جيلا جديدا قادرا على حفظ تاريخكم وتاريخ حركتكم من بعدكم، فلم يعد لنا خيارا في شيء غير الاستثمار بابناء شعبنا ووعيهم وبناء مستقبلهم، بعد ان القينا السلاح ولم يعد الكفاح المسلح خيارنا، ولم نفلح في اعادة حقوقنا بالمفاوضات او حتى اجبار الاحتلال على الجلوس معنا للتفاوض، ولم نستطع ان نحافظ على ارثنا التاريخي من ثقافة ووعي وتاريخ شعب مكافح وارث ثورة عظيمة حمّلنا قادتها ومؤسسوها وشهداؤها واسراها وجرحاها مسؤولية الحفاظ على ثورتهم من بعدهم، فليس امامكم الا العمل على فكر الاجيال ووعيهم وثقافتهم، علكم تقدمون شيئا لنا نذكركم به بعد رحيلكم.