الثلاثاء: 11/03/2025 بتوقيت القدس الشريف

ماجد ابو شرار في الذكرى الـ36

نشر بتاريخ: 27/10/2017 ( آخر تحديث: 27/10/2017 الساعة: 10:19 )

الكاتب: عباس زكي

عاش ويلات النكبة السوداء وأدرك مبكراً عمق مأساة الشعب الفلسطيني ... درس الحقوق في مصر ومارس التعليم في الأردن. وانطلق إلى فضائه الرحب في الثقافة والصحافة والإعلام محررا لصحيفة الأيام السعودية، فكان على مستوى المسؤولية لأنه يعرف بعمق طبيعة العدو وحجم الجرح الفلسطيني، وكذا أهمية فلسطين في الجغرافيا والى جانب مكانتها الروحية ... مهد الديانات مهبط الرسالات السماوية ... مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ... ومولد سيدنا المسيح عليه السلام
وفلسطين بنظر ماجد رحمه الله هي المركز الذي يطوف حوله العالم وكأنها الكرة اللارضية في نهاية المطاف (ارض المحشر والمنشر).
ولأنه من رجالات هذا الوطن وشبابه اليافع المزود بكل مؤيدات الحصانة الوطنية .. استمر في البحث عما يجسد طموحه ... فوجد مبتغاه بالالتحاق بحركة فتح ليسهم بما لديه من افكار وقدرات في التخطيط والدعم والاستقطاب بما يضمن تمكين الحركة من الاستمرار.فكان أبو سلام إضافة نوعية لأنه يمتلك فكراً استيعابيا ويدرك ان القضية تحتاج الى الجميع وما مهمة أعضاء والكوادر الأساسية إلى رفع المعنويات وتعزيز القناعات وتطوير القدرات والقدرة على انتهاج ثقافة المقاومة والجمع الوطني بما ينسجم ومتطلبات الكفاح الشاق والمرير على قاعدة المال الوقت الروح من اجل تحرير الوطن.
كان ماجد رحمه الله متعدد المواهب يحمل أفكارا تقدمية استغلها في الجانب الوطني الذي كرسته فتح وقوانين مرحلة التحرر الوطني الذي ينخرط في إطارها خيرة الخيرة من أبناء الشعب الفلسطيني وأنصار قضيته العادلة مع تجميد انتماءاتهم الحزبية وادخارها ليوم النصر، فتتواصل ثورة البناء الوطني وتأخذ الايدولوجيات مكانتها في وطن حر سيد مستقل . فالمنتصرون لهم حق التعبير لأنهم قاتلوا وحققوا طموح شعبهم ولهم حق القول والفعل وفق الحياة الديمقراطية والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر.
كان ماجد مخلصاً متصالحاً في هذا السياق تماما كرفيق دربه البلدوزر كمال عدوان رحمهما الله، حيث تطابقا في الفكر والجرأة والجسارة وكأنهما مكملان لبعضهما في مختلف المهام الفكرية والإعلامية والفدائية في آنِ معاً. وإن شاءت الأقدار أن يرحل كمال عدوان ضمن شهداء العملية الإسرائيلية الغادرة في الفردان( بيروت) عام 1973، فقد اخذ ماجد على عاتقه ملأ المكان وكان في مختلف المواقع على مستوى المسؤولية فأبدع بقيادة إعلام فتح وجهاز الإعلام الموحد وجهاز القطاع الغربي في مواجهة قوات وأجهزة أمن الاحتلال.
هكذا مضى ماجد بنقاء سريره ووضوح رؤيا وبصيرة وقدرة ووفاء ومصداقية عالية ودفء في العلاقة، كان رمزاً في التواضع فأكسبه الكثير من الأصدقاء والاحترام وواسطة العقد للجميع أي جسر محبة لكل الطامحين للحرية الهاربين من بلدانهم للالتحاق بالثورة الفلسطينية ... كلمة سر المرحلة لكل الأوفياء لقضايا العدل والحرية ... يرون في ماجد وما يُجسده في ممارسته وما يحمله من قيم أحد ابرز رواد الحرية والوفاء للمبادئ والقيم.
كان للأخ ماجد حضوراً مُشعاً ودوراً رئيسياً في اتخاذ القرار ... حيث كان اختياره أميناً لسر المجلس الثوري ... فأثبت انه رجل مؤسسة يؤمن بالحوار والإقناع والجمع بدل التهميش والإقصاء ... فأكسب المؤسسة هيبتها ووضعها في المكان اللائق إلى جانب حزمة وصلابة موقفه إذا ما تطلب الأمر ذلك... لفهمه الدقيق إن القيادات والإفراد يخضعون إلى التغيير في الوقت المؤسسة من الثوابت ... مما يتطلب تطويرها وإثرائها بكل ما يرقى إلى أعلى أشكال النهوض ... فمنح المؤسسة التي يعمل بها كل أسباب القوة...
لم يكن ماجد رجل مكاتب بل كان دائم الحركة وسط المؤسسات والقوات بل وأسهم منذ البدايات في تأسيس مدرسة الكوادر الحركية لأهمية رفع منسوب الوعي ووحدة اللغة وتأهيل الكادر بكل أشكال الحصانة والمنعة والتأهيل العلمي والميداني والاستعداد للتضحية بالروح إذا ما لزم الأمر ذلك .
فأختاره قائد المسيرة " ياسر عرفات" أن يكون المفوض السياسي العام وتلك المهمة ذات المستوى الرفيع تليق برجل ... امتلك العديد من المواهب والقدرات والسمات فقد استمال كل من لهم رأي معارض من الضباط والسياسيين ... أمثال " ابو موسى و أبو صالح ورفاقهم فكان صمام أمن استمرارهم ... وحينما ترجل ورحل الى دار البقاء برزت ظاهرة الانشقاق .
فسلام على روحك يا ماجد بتفجير غرفة نومك في العاصمة روما .. حيث أقدمت المخابرات الصهيونية على فعلتها لأهمية وقف نشاطك ... والتحية لروحك التي أرادت أن تسكن بهدوء في مقبرة الشهداء ببيروت .. حيث غسان كنفاني وصديق عمرك كمال ناصر وأبو يوسف النجار والعديد من أبطال المسيرة، لهم الرحمة ولك ولكم جميعاً المجد أيها الراحلون بأجسادكم والمنغرسون في الوجدان النظيف من عشاق الحرية الى الابد